قال الله تعالى : << اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء و اضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون و ملإه إنهم كانوا قوما فاسقين >> حفظ
قال: (( اسلك يدك في جيبك )) قال المؤلف: اسلك يدَك أدخل يدَك اليمنى لمعنى الكف في جيبك قوله: اسلك يعني أدخل" ... ومعنى اسلك أدخل، وقوله: يدك بمعنى الكف" الحقيقة لا حاجة إلى هذا لأنه ... المراد باليد عند الإطلاق الكف، ولهذا لما قال الله تعالى: (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )) فالمراد بالأيدي الأَكُفّ، أما إذا أُريد باليد غير الكف فإنها تُقَيد .. كما في قوله تعالى: (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) في التيمم قال: (( فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) .. مسح الكف فقط يعني ما كله، فاليد عند الإطلاق تكون بمعنى الكف فقط، وقوله: "اليمنى من أين نأخذه؟ ما في الآية الكريمة .. ولهذا الأولى أن نجعلها مبهمة كما أبهمها الله سبحانه وتعالى، ولا يهمنا أن تكون اليد اليمنى أو اليسرى .. قال: (( في جيبك )) هو طوق القميص وأخرجها".. قوله: (هو طوق القميص ... الجيب .... قوله: "وأخرجها" المؤلف قدّر طلباً ليناسب الجواب لأنه ليس مجرد إدخال .. بل إذا أخرجها خرجت بيضاء، لكن الحقيقة أنه ما داعي إلى ذلك لأنه لا مانع أن يكون (تخرج) جواباً لقوله:(اسلك) فإن الإدخال إذا قلت: اخرج .. لزم من ذلك ... والأصل عدم الحذف، وعليه فـ(تخرج) هنا مجزومة جواباً للطلب في قوله:(اسلك) لأن جواب الطلب إذا حُذِفت منه الفاء صار مجزوماً ، وإن وجدت معه الفاء صار منصوباً ب(أن) قال ابن مالك:
وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَو طَلَبْ مَحْضَيْنِ أَنْ وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ
يعني معناه أنَّ (أنْ) تنصب بعد فاء التي وقعت جواباً لنفي أو طلب محضين، ولكنه إذا فقدت الفاء فإنه يجزم
وَشَرْطُ جَزْمٍ بَعْدَ نَهْي أَنْ تَضَعْ إِنْ قَبْلَ لاَ دُونَ تَخَالُفٍ يَقَعْ
... بمعنى طلب، طلب أمر.
(تخرج) خلاف ما كانت عليه من الأُدمة" الأدمة السمرة يعني اللون اللي بين البياض والسواد يُسَمَّى أدمة، وكان موسى صلى الله عليه وسلم آدَم، أدخل يده فخرجت (بيضاء مِن غير سوء)أي مِن غير عيب، وأن العيب.. والبياض الذي يسوء المرء ما هو؟ البرص ولهذا قال المؤلف:" أي برص" وقوله: (بيضاء) محلها من الإعراب حال من أين؟ من فاعل (تخرج).
(( بيضاء من غير سوء )) قال: فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تغشي البصر" ... يكفينا أن نقول ما قال الله سبحانه وتعالى:(بيضاء من غير سوء) بل بياضا لا .. ولا.. وأما أن تكون تضيء كان الله يقول: تخرج مضيئة. لأن الإضاءة أبلغ من مجرد البياض، كذلك أيضاً أقوى للآية ونحن .. قول الله: (بيضاء).
(( واضمم إليك جناحك من الرهب )) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه" و"سكون الثاني" اللي هو الهاء "مع فتح الأول" اللي هو الراء "وضمه" فتكون القراءة بثلاثة (الرَهَب)و(الرَهْب)و(الرُهْب) (واضمم إليك جناحك من الرَهَب) (واضمم إليك جناحك من الرُهْب) (واضمم إليك جناحك من الرَهْب) وقوله: (جناحك) المراد بالجناح اليد لأنها للإنسان بمنزلة الجناح للطائر، وقوله:(مِن الرهب)(مِن) السببية ... قال: "أي الخوف" هذا تفسير للرهب الرهب معناه الخوف، المعنى يقول المؤلِّف:" أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى" يعني معناه إذا قال ... وأردت أن تعود إلى حالها الأولى فاضمم إليك مرة ثانية .. تعود إلى حالها فإذا أدخلها في جيبه وأخرجها صارت بيضاء، وإذا أراد أن يعيدها إلى حالتها ضمَّها إليه فعادت إلى حالها. هذا معنى كلام المؤلف، وقال بعض العلماء إن الجملة هذه منفصلة عن الأولى وأن الله .. إذا خاف أن يضم يده إلى صدره حتى يزول عنه الخوف، وهل هذه آية خاصة لموسى فقط أنه إذا خاف من شيء فإنه يضم يده إليه .. أو أنها عامة لكل أحد، هي على كل حال بالنسبة لموسى.. أنه إذا خاف مِن فرعون أو مِن غيره يضم إليه يده، لكنَّ غيره رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " ما من خائف يضع يده على صدره إلا زال خوفه " ........ على كل حال هي بالنسبة لموسى الآن فيها قولان لأهل العلم: القول الأول أن هذه ..... وهذا يُضعِفه أن الله قال: (( اضمم إليك جناحك من الرهب )) وموسى لم يرهب لأن الله ما دام قال له: (( بيضاء من غير سوء )) فإنه لن يرهب، والقول الثاني أنه عندما يحصل منه خوف .. عرفت مِن الآية (( ولَّى مدبراً )) ولا مدعى خائفا أرشده الله أنه إذا .. الخوف من شيء فإنه يضم يده إليها إلى نفسه (( واضمم إليك جناحك من الرهب ))، وعبَّر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر" وهذا صحيح وهي جناح أيضاً حتى الإنسان عنده ... يفرد يديه .... وهي لا شك أنها تزين الإنسان كما أن جناح الطائر يزينه.
(( فَذَانِكَ )) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذُكِّرَ المشارُ به إليهما المبتدأ لتذكير خبره" ...... لأن اليدين كما تعرف واحدة جناح والأخرى.. فإذا أدخلها في جيبه .......... وهذا الذي يمنع من القول .. سواء ..... وقوله: (( فذانك )) يقول:" بالتشديد والتخفيف" بالتشديد (فَذَانِّك) وبالتخفيف (فذانِك) نريد مِن غانم يستشهد لنا من كلام ابن مالك على هذين الوجهين.
الطالب: ....
الشيخ :
وَالْنّوْنُ مِنْ ذَيْنِ وَتَيْنِ شُدِّدَا أَيْضَاً -مثل النون من اللذان واللتان- وَتَعْوِيضٌ بِذَاكَ قُصِدَا
(( فذانك )) أي العصا واليد (العصا مؤنث ولّا مذكر)؟
الطالب: ...
الشيخ : مؤنث قال: (( هي عصاي أتوكَّأ عليها )) ولم يقل: هو عصاي أتوكَّأ عليه بل قال: هي عصاي أتوكَّأ عليها، طيب اليد مذكر ولّا مؤنث؟
الطالب: ....
الشيخ : .. (( اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء )) ولم يقل: يخرج أبيض، وقال تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) وقال: (( وقالت اليهود يد الله مغلولة )) .. المهم أنه مؤنث، إذاً العصا مؤنث واليد مؤنث والإشارة (فذانك برهانان) مذكر ولّا لا؟ .. الإشارة، لو كان بالتأنيث لقال: فتانِك برهانان. فلماذا جعله مذكرا يقول المؤلف: " وإنَّما ذُكِّر المشار به إليهما المبتدأ" لأن (ذان) المبتدأ والخبر برهانان" لِتذكير خبره (برهانان) مؤنث[كذا ويقصد مثنى] برهان، و(برهان) مذكر ولّا مؤنث؟
الطالب: مذكر.
الشيخ : مذكر، ........ (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم )) وإذاً هذا مو هو بواضح .. لأنه مفصول بين الفعل والفاعل ما قال قد جاءتكم برهان. قد جاءكم برهان، طيب إذاً برهان مذكر واليد والعصا مؤنث، فهنا لُوحِظ الخبر ولّا لُوحِظ المُشار إليه؟ لُوحِظ الخبر، لأن (برهانان) مذكر فذُكِّر اسم الإشارة، (برهانان) ما هو البرهان؟ هو الدليل وقول المؤلف:" مُرسَلان من ربك " كلمة (مرسلان) ليست تفسيراً لـ(برهانان) ولكنَّها بيان لِمُتَعَلَّق قوله: (من ربك) لأن كلمة (برهان) اسم جامد لا يصح أن يكون مُتَعَلَّقاً للجار والمجرور فهمتم يا جماعة؟ ولّا لا؟ طيب مرة ثانية نقول: (مرسلان) قد يظن الظانّ أنها تفسير لـ(برهانان) والبرهان ليس معناه المُرسل البرهان معناه الدليل، الدليل الواضح يُسَمَّى برهاناً، وعند المتكلمين يقولون: إن البرهان هو الدليل القاطع .. لكن المؤلف أدخل (مرسلان) لِيُبيِّن أن قوله: (من ربك) متعلق به بـ(مرسلان) المُقَدَّر، ولم يجعلْه مُتَعلِّقاً بـ(برهانان)، لأنَّ (برهانان) اسم جامد، والجار والمجرور ما يتعلق إلا بفعل أو مُشتَقّ كما قال الناظم هنا
لَا بُدَّ لِلجَارِ مِنَ التَّعَلُّقِ بِفِعْلٍ اَوْ مَعْنَاهُ نَحْوُ مُرْتَقِي
وَاسْتَثْنِ كُلَّ زَائِدٍ لَهُ عَمَلْ كَالْبَا وَمِنْ وَالكَافِ أيْضًا وَلَعَلْ
يعني قوله: (لا بد للجار مِن التعُلُّق بفعل أو معناه) (يعني مرسلان) لكن غير المؤلف قال: لا حاجة إلى أن نُقَدِّر (مرسلان) بل نقول: برهانان كائنان مِن ربك. فهو متعلق ب .. ولّا ب .. هنا الجار والمجرور ... الجار والمجرور وهذا الذي قاله مَن خالفوه أصح مما قاله المؤلف، لأن ما قاله المؤلف خاص وما قدّره غيره عام، ومتعلق الجار والمجرور إذا كان خاصاً لا يجوز تركه بل لا بُدَّ من ذِكْره فلا يُحذف متعلق الجار والمجرور إلا إذا كان عامًّا مثل كائن أو موجود أو ما أشبه ذلك، فالصواب إذاً أن نُبقِي الآية على ما هي عليه ونقول: (مِن ربك) متعلق بمحذوف تقديره: كائنان.
(( برهانان مِن ربك إلى فرعون وملإيْه )) وهذا الذي أوجب للمؤلف أن يُقَدِّر (مُرسلان) لأجل قوله: (إلى فرعون) ولكنه ليس مرسلا .. المُرسل في الحقيقة موسى لكنْ معه دليلان، دليلان (إلى فرعون وملئه) أي قومه، فرعون هو حاكِمُ مِصرَ وقد قيل: إنه علمٌ جنس لِكل مَن حكم مصر كافِراً فإنه يُسَمى فِرعون، وكل مَن ملك الفُرْس كافراً فإنه يُسَمى كِسْرَى، وكل من ملك الروم كافراً فإنه يسمى قَيْصَر.
وقوله: (( إنهم كانوا قوماً فاسقين )) الجملة تعليل لِما قبلها يعني أننا أرسلناك بهاتين الآيتين إلى هؤلاء القوم لأنهم كانوا قوماً فاسقين، (كانوا) فيما مضى أو كانوا في عِلْم الله؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب نحن قررنا قبل أن (كان) مفصولة الزمن مفصولة الدَّلالة عن الزمن لأنه ما دلَّ على ماضٍ ولا على غيره، فمعنى (كانوا قوماً فاسقين) أي: مُتَّصِفِين بالفِسْق، وقرَّرنا هذا بأن كان ما تدل على .. المُضِيّ وقررنا هذا لأنّ الله تعالى يقول عن نفسه دائماً: (( وكان الله بِكُلِّ شيء عليماً )) (( وكان اللهُ غفوراً رحيماً )) إلى آخره، ومعلومٌ أنه ليس المراد الزمن الماضي بل المراد أنه مُتَّصِفٌ بهذه الصفات، لكنَّها قد تدل على الزمن الماضي بِقرينة بقرينة غير لفظ الفعل، وقوله: (( فاسقين )) أيُّ الفِسْقَيْن منهما؟ فسق الكفر ولّا الطاعة؟ ... طاعة هذا الفسق قد مرَّ علينا أن الفسق ينقسم إلى قسمين: قسم مخرِج عن الملة وهو فسق الكفر، وفسق مخرج عن الاستقامة وهو فسق المعصية ...... (( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات .... ومثال الفسق الذي لا يُخرج عن الإيمان (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة )).
الطالب: ...
الشيخ : الملأ ... والضابط والله أعلم أنه كما أن ......
وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أَو طَلَبْ مَحْضَيْنِ أَنْ وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ
يعني معناه أنَّ (أنْ) تنصب بعد فاء التي وقعت جواباً لنفي أو طلب محضين، ولكنه إذا فقدت الفاء فإنه يجزم
وَشَرْطُ جَزْمٍ بَعْدَ نَهْي أَنْ تَضَعْ إِنْ قَبْلَ لاَ دُونَ تَخَالُفٍ يَقَعْ
... بمعنى طلب، طلب أمر.
(تخرج) خلاف ما كانت عليه من الأُدمة" الأدمة السمرة يعني اللون اللي بين البياض والسواد يُسَمَّى أدمة، وكان موسى صلى الله عليه وسلم آدَم، أدخل يده فخرجت (بيضاء مِن غير سوء)أي مِن غير عيب، وأن العيب.. والبياض الذي يسوء المرء ما هو؟ البرص ولهذا قال المؤلف:" أي برص" وقوله: (بيضاء) محلها من الإعراب حال من أين؟ من فاعل (تخرج).
(( بيضاء من غير سوء )) قال: فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تغشي البصر" ... يكفينا أن نقول ما قال الله سبحانه وتعالى:(بيضاء من غير سوء) بل بياضا لا .. ولا.. وأما أن تكون تضيء كان الله يقول: تخرج مضيئة. لأن الإضاءة أبلغ من مجرد البياض، كذلك أيضاً أقوى للآية ونحن .. قول الله: (بيضاء).
(( واضمم إليك جناحك من الرهب )) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه" و"سكون الثاني" اللي هو الهاء "مع فتح الأول" اللي هو الراء "وضمه" فتكون القراءة بثلاثة (الرَهَب)و(الرَهْب)و(الرُهْب) (واضمم إليك جناحك من الرَهَب) (واضمم إليك جناحك من الرُهْب) (واضمم إليك جناحك من الرَهْب) وقوله: (جناحك) المراد بالجناح اليد لأنها للإنسان بمنزلة الجناح للطائر، وقوله:(مِن الرهب)(مِن) السببية ... قال: "أي الخوف" هذا تفسير للرهب الرهب معناه الخوف، المعنى يقول المؤلِّف:" أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى" يعني معناه إذا قال ... وأردت أن تعود إلى حالها الأولى فاضمم إليك مرة ثانية .. تعود إلى حالها فإذا أدخلها في جيبه وأخرجها صارت بيضاء، وإذا أراد أن يعيدها إلى حالتها ضمَّها إليه فعادت إلى حالها. هذا معنى كلام المؤلف، وقال بعض العلماء إن الجملة هذه منفصلة عن الأولى وأن الله .. إذا خاف أن يضم يده إلى صدره حتى يزول عنه الخوف، وهل هذه آية خاصة لموسى فقط أنه إذا خاف من شيء فإنه يضم يده إليه .. أو أنها عامة لكل أحد، هي على كل حال بالنسبة لموسى.. أنه إذا خاف مِن فرعون أو مِن غيره يضم إليه يده، لكنَّ غيره رُوِي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " ما من خائف يضع يده على صدره إلا زال خوفه " ........ على كل حال هي بالنسبة لموسى الآن فيها قولان لأهل العلم: القول الأول أن هذه ..... وهذا يُضعِفه أن الله قال: (( اضمم إليك جناحك من الرهب )) وموسى لم يرهب لأن الله ما دام قال له: (( بيضاء من غير سوء )) فإنه لن يرهب، والقول الثاني أنه عندما يحصل منه خوف .. عرفت مِن الآية (( ولَّى مدبراً )) ولا مدعى خائفا أرشده الله أنه إذا .. الخوف من شيء فإنه يضم يده إليها إلى نفسه (( واضمم إليك جناحك من الرهب ))، وعبَّر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر" وهذا صحيح وهي جناح أيضاً حتى الإنسان عنده ... يفرد يديه .... وهي لا شك أنها تزين الإنسان كما أن جناح الطائر يزينه.
(( فَذَانِكَ )) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد وهما مؤنثان وإنما ذُكِّرَ المشارُ به إليهما المبتدأ لتذكير خبره" ...... لأن اليدين كما تعرف واحدة جناح والأخرى.. فإذا أدخلها في جيبه .......... وهذا الذي يمنع من القول .. سواء ..... وقوله: (( فذانك )) يقول:" بالتشديد والتخفيف" بالتشديد (فَذَانِّك) وبالتخفيف (فذانِك) نريد مِن غانم يستشهد لنا من كلام ابن مالك على هذين الوجهين.
الطالب: ....
الشيخ :
وَالْنّوْنُ مِنْ ذَيْنِ وَتَيْنِ شُدِّدَا أَيْضَاً -مثل النون من اللذان واللتان- وَتَعْوِيضٌ بِذَاكَ قُصِدَا
(( فذانك )) أي العصا واليد (العصا مؤنث ولّا مذكر)؟
الطالب: ...
الشيخ : مؤنث قال: (( هي عصاي أتوكَّأ عليها )) ولم يقل: هو عصاي أتوكَّأ عليه بل قال: هي عصاي أتوكَّأ عليها، طيب اليد مذكر ولّا مؤنث؟
الطالب: ....
الشيخ : .. (( اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء )) ولم يقل: يخرج أبيض، وقال تعالى: (( بل يداه مبسوطتان )) وقال: (( وقالت اليهود يد الله مغلولة )) .. المهم أنه مؤنث، إذاً العصا مؤنث واليد مؤنث والإشارة (فذانك برهانان) مذكر ولّا لا؟ .. الإشارة، لو كان بالتأنيث لقال: فتانِك برهانان. فلماذا جعله مذكرا يقول المؤلف: " وإنَّما ذُكِّر المشار به إليهما المبتدأ" لأن (ذان) المبتدأ والخبر برهانان" لِتذكير خبره (برهانان) مؤنث[كذا ويقصد مثنى] برهان، و(برهان) مذكر ولّا مؤنث؟
الطالب: مذكر.
الشيخ : مذكر، ........ (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم )) وإذاً هذا مو هو بواضح .. لأنه مفصول بين الفعل والفاعل ما قال قد جاءتكم برهان. قد جاءكم برهان، طيب إذاً برهان مذكر واليد والعصا مؤنث، فهنا لُوحِظ الخبر ولّا لُوحِظ المُشار إليه؟ لُوحِظ الخبر، لأن (برهانان) مذكر فذُكِّر اسم الإشارة، (برهانان) ما هو البرهان؟ هو الدليل وقول المؤلف:" مُرسَلان من ربك " كلمة (مرسلان) ليست تفسيراً لـ(برهانان) ولكنَّها بيان لِمُتَعَلَّق قوله: (من ربك) لأن كلمة (برهان) اسم جامد لا يصح أن يكون مُتَعَلَّقاً للجار والمجرور فهمتم يا جماعة؟ ولّا لا؟ طيب مرة ثانية نقول: (مرسلان) قد يظن الظانّ أنها تفسير لـ(برهانان) والبرهان ليس معناه المُرسل البرهان معناه الدليل، الدليل الواضح يُسَمَّى برهاناً، وعند المتكلمين يقولون: إن البرهان هو الدليل القاطع .. لكن المؤلف أدخل (مرسلان) لِيُبيِّن أن قوله: (من ربك) متعلق به بـ(مرسلان) المُقَدَّر، ولم يجعلْه مُتَعلِّقاً بـ(برهانان)، لأنَّ (برهانان) اسم جامد، والجار والمجرور ما يتعلق إلا بفعل أو مُشتَقّ كما قال الناظم هنا
لَا بُدَّ لِلجَارِ مِنَ التَّعَلُّقِ بِفِعْلٍ اَوْ مَعْنَاهُ نَحْوُ مُرْتَقِي
وَاسْتَثْنِ كُلَّ زَائِدٍ لَهُ عَمَلْ كَالْبَا وَمِنْ وَالكَافِ أيْضًا وَلَعَلْ
يعني قوله: (لا بد للجار مِن التعُلُّق بفعل أو معناه) (يعني مرسلان) لكن غير المؤلف قال: لا حاجة إلى أن نُقَدِّر (مرسلان) بل نقول: برهانان كائنان مِن ربك. فهو متعلق ب .. ولّا ب .. هنا الجار والمجرور ... الجار والمجرور وهذا الذي قاله مَن خالفوه أصح مما قاله المؤلف، لأن ما قاله المؤلف خاص وما قدّره غيره عام، ومتعلق الجار والمجرور إذا كان خاصاً لا يجوز تركه بل لا بُدَّ من ذِكْره فلا يُحذف متعلق الجار والمجرور إلا إذا كان عامًّا مثل كائن أو موجود أو ما أشبه ذلك، فالصواب إذاً أن نُبقِي الآية على ما هي عليه ونقول: (مِن ربك) متعلق بمحذوف تقديره: كائنان.
(( برهانان مِن ربك إلى فرعون وملإيْه )) وهذا الذي أوجب للمؤلف أن يُقَدِّر (مُرسلان) لأجل قوله: (إلى فرعون) ولكنه ليس مرسلا .. المُرسل في الحقيقة موسى لكنْ معه دليلان، دليلان (إلى فرعون وملئه) أي قومه، فرعون هو حاكِمُ مِصرَ وقد قيل: إنه علمٌ جنس لِكل مَن حكم مصر كافِراً فإنه يُسَمى فِرعون، وكل مَن ملك الفُرْس كافراً فإنه يُسَمى كِسْرَى، وكل من ملك الروم كافراً فإنه يسمى قَيْصَر.
وقوله: (( إنهم كانوا قوماً فاسقين )) الجملة تعليل لِما قبلها يعني أننا أرسلناك بهاتين الآيتين إلى هؤلاء القوم لأنهم كانوا قوماً فاسقين، (كانوا) فيما مضى أو كانوا في عِلْم الله؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب نحن قررنا قبل أن (كان) مفصولة الزمن مفصولة الدَّلالة عن الزمن لأنه ما دلَّ على ماضٍ ولا على غيره، فمعنى (كانوا قوماً فاسقين) أي: مُتَّصِفِين بالفِسْق، وقرَّرنا هذا بأن كان ما تدل على .. المُضِيّ وقررنا هذا لأنّ الله تعالى يقول عن نفسه دائماً: (( وكان الله بِكُلِّ شيء عليماً )) (( وكان اللهُ غفوراً رحيماً )) إلى آخره، ومعلومٌ أنه ليس المراد الزمن الماضي بل المراد أنه مُتَّصِفٌ بهذه الصفات، لكنَّها قد تدل على الزمن الماضي بِقرينة بقرينة غير لفظ الفعل، وقوله: (( فاسقين )) أيُّ الفِسْقَيْن منهما؟ فسق الكفر ولّا الطاعة؟ ... طاعة هذا الفسق قد مرَّ علينا أن الفسق ينقسم إلى قسمين: قسم مخرِج عن الملة وهو فسق الكفر، وفسق مخرج عن الاستقامة وهو فسق المعصية ...... (( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات .... ومثال الفسق الذي لا يُخرج عن الإيمان (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة )).
الطالب: ...
الشيخ : الملأ ... والضابط والله أعلم أنه كما أن ......