تتمة تفسير الآية : << و ما كنت بجانب الغربي إذ قضينآ إلى موسى الأمر و ما كنت من الشاهدين >> حفظ
الجانب الغربي مِنه يعني كأنه قال: بالجانب الغربيِّ مِن الجبل فيكون من باب إضافة الموصوف إلى صفته من لأنه هنا يقال مسجدُ الجامع أي المسجد الجامع، على هذا التقدير الأخير يكون المراد الغربي مِن نفس الجانب (بِجانب الغربي) أي بِالجانب الغربي مِن الجبل، أمّا على رأي المؤلف فهو يقول: (بِجانب الغربي) بجانب المكان الغربي -صفةُ (جانب)- مِن موسى وهو يكلم الله" وحينئذ نقول: موسى إذا كان وجهُه إلى السماء والجانب الغربي منه عرف الغرب، وإذا كان وجهه إلى الشرق فالجانب الغربي منه يكون وراءه، لأن المتجه إلى الشرق يكون الجانب الغربي مِنه خلفَه، وأنا الآن ما أتصور هل كان موسى بجانب الجبل من الغرب أو من الشمال، وعلى كل حال فالغربي نِسْبَة قد تكون مثلاً القصيم غرباً غربي بالنِسبة لِمكان، وشرقاً بالنسبة لمكان آخر، ... لمدينة تكون غرباً أو جنوباً، وبالنسبة للكويت تكون غرباً، المهم أنك ما كنت بذلك الجانب حين المناجاة (إذ قضينا) أوحينا إلى موسى الأمرَ بالرسالةِ إلى فرعون وقومِه، (إذ قضينا) يقول المؤلف: أوحينا" وعلى هذا فالقضاء شرعي ولا كوني؟
الطالب:...
الشيخ : طيب يتعلق بالمشيئة؟ لكن المؤلف جعله شرعياً لأنه قضينا الأمر بالرسالة" يعني: أمرناه بها، فجعل الأمر هنا واحدُ الأوامر، وليس واحدَ الأمور، وإذا جعلناه واحد الأوامر صار هنا المراد بالقضاء الشرعي، ويحتمِل أن المُراد بالأمر هنا واحد الأمور أي: قضينا إليه ذلك الشأن العظيم وهو الرسالة، كما قال الله تعالى: (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )) فهذا الواحد واحد الأمور وليس واحد الأوامر، وعلى هذا فيكون القضاء كونياً، والقضاء كما تعرفون ينقسِم إلى قسمين: قضاء كوني وقضاء شرعي، والقضاء الكوني لا بُد مِن وجود المَقْضِيّ، والقضاء الشرعي قد يُوجَد وقد لا يوجد، والقضاء الكوني يكون محبوباً إلى الله ويكون مكروهاً إليه، والقضاء الشرعي لا يكون إلا محبوباً إليه، لأنه بِمعنى الأمر، فمثلاً قوله تعالى: (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ))[الإسراء:4] هذا قضاء كوني، يحبــه الله ولّا يكـــرهه؟ يكـــرهه، (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) هذا قضاء شرعيّ، لأنه لو كان قضاءً كونياً للزِم أن الناسَ كُلَّهم يعبدون الله وليس الأمر كذلك، وقضينا .... ما يمكن إلا في أمر وقع مثلاً لو قلنا: قضى الله تعالى لأبي بكر أن يسلم فهذا قضاء قدري شرعي، لأنه أمره بالإيمان فآمن، ونقول: قضى الله لأبي لهب أن يؤمن. هذا قضاء شرعي وليس كونياً، وقضى الله لأبي لهب أن يكفر هذا قضاء كوني.
قال: (( إذ قضينا إلى موسى الأمر )) على رأي المؤلف واحد الأوامر ولهذا قال:" الأمر بالرسالة إلى فرعونَ وقومِه" أو نقول: أن الأمر واحد الأمور .. الذي هو الرسالة إلى فرعون وقومِه، كلام المؤلف ... الأمر بالرسالة .. واحد الأمور نقول: هذا.. لِما في الرسالة.
(( وما كنت من الشاهدين )) لذلك فتعلَمُه فتخبرُ به، (وما كنت بجانب الطور) (وما كنت من الشاهدين) ..... لأنّ مَن كان في الجانب قد يرى وقد لا يرى ولهذا قال: (وما كنت من الشاهدين)، طيب إذا قال قائل: لِماذا لم يـقتصِر على قوله: (وما كنت من الشاهدين)؟ قلنا: أيضاً نفس الشيء لأن الإنسان قد يشاهد من بُعد ولكن قليل، فهُنا تضمن أنَّه قريب وأنه شَاهَد ففرْق بيْن أن نقول: (ما كنت شاهداً) يعني: ما كنت حاضراً أي مشاهداً بعينك ولو كنت بعيداً، ولهذا ليس في الآية الكريمة .. ولكنَّ فيها شيئاً من التوكيد، يعني لا حضر ولا نظر، كما قلنا النبي عليه الصلاة والسلام ما كان حاضراً حتى يسمع ولا كان قريباً حتى يُشاهِد، طيب إذاً فيكون ما أَخبَر به عن ذلك مِن باب الوحي لا مِن باب المُشاهدة ولا مِن باب السماع ولكنَّه وحيٌ أُوحِي إليه قال ...
الطالب:...
الشيخ : طيب يتعلق بالمشيئة؟ لكن المؤلف جعله شرعياً لأنه قضينا الأمر بالرسالة" يعني: أمرناه بها، فجعل الأمر هنا واحدُ الأوامر، وليس واحدَ الأمور، وإذا جعلناه واحد الأوامر صار هنا المراد بالقضاء الشرعي، ويحتمِل أن المُراد بالأمر هنا واحد الأمور أي: قضينا إليه ذلك الشأن العظيم وهو الرسالة، كما قال الله تعالى: (( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )) فهذا الواحد واحد الأمور وليس واحد الأوامر، وعلى هذا فيكون القضاء كونياً، والقضاء كما تعرفون ينقسِم إلى قسمين: قضاء كوني وقضاء شرعي، والقضاء الكوني لا بُد مِن وجود المَقْضِيّ، والقضاء الشرعي قد يُوجَد وقد لا يوجد، والقضاء الكوني يكون محبوباً إلى الله ويكون مكروهاً إليه، والقضاء الشرعي لا يكون إلا محبوباً إليه، لأنه بِمعنى الأمر، فمثلاً قوله تعالى: (( وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ))[الإسراء:4] هذا قضاء كوني، يحبــه الله ولّا يكـــرهه؟ يكـــرهه، (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه )) هذا قضاء شرعيّ، لأنه لو كان قضاءً كونياً للزِم أن الناسَ كُلَّهم يعبدون الله وليس الأمر كذلك، وقضينا .... ما يمكن إلا في أمر وقع مثلاً لو قلنا: قضى الله تعالى لأبي بكر أن يسلم فهذا قضاء قدري شرعي، لأنه أمره بالإيمان فآمن، ونقول: قضى الله لأبي لهب أن يؤمن. هذا قضاء شرعي وليس كونياً، وقضى الله لأبي لهب أن يكفر هذا قضاء كوني.
قال: (( إذ قضينا إلى موسى الأمر )) على رأي المؤلف واحد الأوامر ولهذا قال:" الأمر بالرسالة إلى فرعونَ وقومِه" أو نقول: أن الأمر واحد الأمور .. الذي هو الرسالة إلى فرعون وقومِه، كلام المؤلف ... الأمر بالرسالة .. واحد الأمور نقول: هذا.. لِما في الرسالة.
(( وما كنت من الشاهدين )) لذلك فتعلَمُه فتخبرُ به، (وما كنت بجانب الطور) (وما كنت من الشاهدين) ..... لأنّ مَن كان في الجانب قد يرى وقد لا يرى ولهذا قال: (وما كنت من الشاهدين)، طيب إذا قال قائل: لِماذا لم يـقتصِر على قوله: (وما كنت من الشاهدين)؟ قلنا: أيضاً نفس الشيء لأن الإنسان قد يشاهد من بُعد ولكن قليل، فهُنا تضمن أنَّه قريب وأنه شَاهَد ففرْق بيْن أن نقول: (ما كنت شاهداً) يعني: ما كنت حاضراً أي مشاهداً بعينك ولو كنت بعيداً، ولهذا ليس في الآية الكريمة .. ولكنَّ فيها شيئاً من التوكيد، يعني لا حضر ولا نظر، كما قلنا النبي عليه الصلاة والسلام ما كان حاضراً حتى يسمع ولا كان قريباً حتى يُشاهِد، طيب إذاً فيكون ما أَخبَر به عن ذلك مِن باب الوحي لا مِن باب المُشاهدة ولا مِن باب السماع ولكنَّه وحيٌ أُوحِي إليه قال ...