قال الله تعالى : << ولكنآ أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلوا عليهم ءاياتنا و لكنا كنا مرسلين >> حفظ
يقول: (( ولكنَّا أنشأنا قرونا )) أمماً مِن بعد موسى" (أنشأنا) أي وأوجدنا وخلقنا أمماً (( فتطاول عليهم العمر )) (تطاول) أي زاد في الطول والتاء والألف للمبالغة، وقوله: (العمر) المعنى الزمن، لأنَّ الأعمار هي الأزمان، قال: أي طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العيون وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبرَ موسى وغيرَه" قوله: (ولكنا أنشانا) الاستدراك هنا ما يقتضِي إبطال ما سبق يعني ليس المعنى .. مو كنت مِن الشاهدين ولكنا أنشأنا قروناً فشهِدْت، (ولكن) أن هذا الاستدراك لِتفهيمنا والمعنى أن العهود طالت وأنت لست بشاهد ولا بحاضر ولما طالت العهود صار الناس يحتاجون إلى الرسالة فأوحينا إليك بِما جرى وأرسلناك إلى الناس .... هذا يقال والله أعلم: أنه لما كان في الأرض الواحدة قال له: .... وهؤلاء القوم ما داموا في أرض واحدة .... بدليل قوله تعالى: (( ويوم نحشرهم جميعاً )) ...