قال الله تعالى : << و لولآ أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولآ أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك و نكون من المؤمنين >> حفظ
(( ولولا أن تصيبهم مصيبة )) عقوبة (( بما قدمت أيديهم )) مِن الكفر وغيره (( فيقولوا ربنا لولا )) هلا (( أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك )) المرسَلَ بها (( ونكون من المؤمنين ))" (لولا) هنا تكررت مرتين وفي كل موضع لها معنى غيره في الموضع الآخر، الأول قال: (ولولا أن تصيبهم) الضمير يعود على قريش أهل مكة، وإصابة الشيء بمعنى نزوله يعني تنزِل به مصيبة والمراد بالمصيبة هنا العقوبة بسبب كُفرِهم، وهي أعني (لولا) حرف امتناع؟
الطالب: لوجود.
الشيخ : حرف امتناعٍ لِوجود، و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ، وجواب (أن) محذوف كما يُقَدِّره المؤلف، وقوله: (بما قدمت) أي بسبب و(ما) اسم موصول أي بسبب الذي قدمت أيديهم، والمراد ب(أيديهم) أنفسُهم أي بما قدموه، وعبر باليد عن النفس، لأنَّ اليد في الغالب هي آلة العمل، واعلم أنَّ هناك فرقاً بين إضافة الفعل إلى اليد وبين إضافة الفعل إلى النفس بواسطة اليد، فمثلاً قوله تعالى: (( مما عملت أيدينا أنعاما )) أي مِما عملناه أي مِما خلقناه، وليس المراد أن الله خلق الأنعام بيده، وأما قوله: (( بما خلقت بيديَّ )) فهنا أضاف الفعل إلى نفسه ثُم جَعَل اليدَ واسطة فيدل على أن آدم خُلِق بِيَد الله، كذلك مثلاً لو قلت: بِما عملتَ بيدك أو بما قدمت يداك فهنا نقول: الإنسان عمِل الشيء بيده كذا ولّا لا؟ فهو عمِله نفسُه لكن بيدِه أمّا إذا قلت: بما عملت يداك أو بما قدمت يداك فالمُراد بما عملت سواءٌ عملته بواسطة اليد أو بالعين أو بالرجل أو باللسان المهم أنه يُضاف إليك يُضاف العمل إلى اليد لا إِلى العامل بواسطة اليد، فإذا أُضِيف إلى العامل بواسطة اليد صار العملُ له لكن من باب المباشر للعمل اليد، وإذا أُضِيف العمل إلى اليد صار المُراد به عمل الإنسان سواءٌ بيده أو بغير يده، فقوله: (بما قدمت أيديهم) ليس كقوله: بما قدموا بأيديهم ولّا لا؟ لأنَّ الأول المُراد (بما قدموا) سواء كان باليد أو بالرجل أو بالعين أو بالأذن أو باللسان، وقوله:" (بما قدمت أيديهم) مِن الكفر وغيره" صحيح أنّ المصائب ما تكون إلا بالمعاصي (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وهنا قال: (لولا أن تصيبهم مصيبة) بسبب كفرهم (فيقولوا) الفاء حرف عطف و(يقولوا) معطوف على (تصيبهم) يعني (فأن يقولوا) متى بعد المصيبة ولّا قبلها؟
الطالب: بعد.
الشيخ : بعد المصيبة، (فيقولوا) محتجين على الله (ربَّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ) يعني هلَّا أرسلتَ إلينا رسولا قبلَ أن تصيبنا بالعقوبة (فنتبعَ آياتك ونكونَ من المؤمنين) وهي حُجَّة لهم ولّا لا؟
الطالب: إي نعم.
الشيخ : حُجة لهم لو أُصِيبوا بغير أن يُرسَل إليهم رسول لكان ذلِك حُجَّة، لأن الله تعالى يقول: (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )) [النساء:165]ويقول: (( ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ))[الإسراء:15] فلولا هذا الأمر أن يُصابُوا بكفرهم وذنوبهم ثم يحتجوا على ربهم بأنه لم يُرسِل إليهم رسول فما هو الجواب؟ هل الجواب: لعاقبناهم؟ أو الجواب: لما أرسلناك إليهم؟ نشوف قال المؤلف:" وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ" يعني والخبر محذوف معروف، والمعنى: لولا الإصابة المُسَبَّبُ عنها قولُهم أو لولا قولُهم المُسَبَّب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة أو ولَمَا أرسلناك إليهم رسولاً كأنّ المؤلف جعل الجواب مُّرَكباً مِن إثبات ونفي، الإثبات قوله: لعاجلناهم بالعقوبة، والنفي: ولَمَا أرسلناك إليهم لِماذا؟ لأنهم هم ذكروا أمرين لأن الله ذَكَر أمرين: الإصابة وقولُهم: (لولا أرسلت إلينا رسولا) فكان الجواب أيضاً مُركباً مِن أمرين، ويجوز أن يكون الجواب مركَّباً مِن أحد الأمرين أي لعاقبناهم أو لَمَا أرسلناك إليهم، لأن المعنى يتِم بدون تقدير الأمرين جميعاً، وعلى هذا فتكون الواو هنا في كلام المؤلف بمعنى (أو)، وأظنُّ الآية معناها واضح مِن حيث الإجمال أنَّه لولا أن هؤلاء الكفار المستحِقِّين للعقوبة بِسبب كفرهم لولا أن يحتجوا بأنه لم يُرسَل إليهم رسول -نعم- لعاقبناهم بِدون أن نرسِلَك أو لَمَا أرسلناك إليهم، فيكون إرسال النبي عليه الصلاة والسلام إقامةً للحجة عليهم ودفعاً لحُجتهم ودحضاً لها فكأن النبي عليه الصلاة والسلام الآن أُرسِل إليهم قبل أن يُؤْخَذُوا بالعقوبة، وهذا يقتضِي أنَّهم إذا كذبوه كانوا مُستحقين للعقوبة، لأن الحجة التي يحتجُّون بها قد زالت، طيب عندنا الإعراب أظننا فهمناه مِن كلام المؤلف (لولا) الأولى شرطية وهي حرف امتناع لوجود، و(لولا) الثانية تحضيضية بمعنى هلّا، وقوله: (فيقولوا) معطوف على قوله: (أن تصيبهم)، وقوله: (فنتبع) منصوب ب(أن) مضمرةً بعد فاء السببية الواقعة في جواب لولا التحضيضية ولّا لا؟ منصوب ب(أن) مضمرة بعد فاء السببية الواقعةِ جوابا لـ(لولا) التحضيضية.
الطالب: ...
الشيخ : لا، لأن التحضيرية (لولا) بمعنى (هلَّا) نعم وهي تحضيضية، وإذا وقعت الفاء في جوابها نُصِب الفعل ب(أن) مضمرة ابن مالك يقول:
وبعد فاء جواب نفي أو طلب محضين (أن) وسترُها حتمٌ نَصَب
يعني أنَّ (أن) تنصب بعد فاء الواقعة في جواب طلب أو نفي محضين، وسترُها -أي حذفها وجوباً- حتم، وأظنه موجود في بيت يقرأه الطلاب مُنذ صغرهم لِمَا تَنصِبُ فيه (أن) مضمرة بعد الجواب أو في الجواب وهو؟
الطالب:...
الشيخ : لا، لا، لا، هذا شاهد .. قواعد
مُر وادعُ وانهَ وسلْ واعرِض لِحَضِّهِمُوا تمنَّ وارجُ كذاك النفي قد كمُلا
هذه تسعة إذا وقعت الفاء جواباً لواحد مِنها فإنه يُنصَب الفعل بعدها ب(أن) مُضمرة ما حفظتموه من قبل؟ مُر وادعُ وانه وسل واعرِض.
الطالب: لوجود.
الشيخ : حرف امتناعٍ لِوجود، و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ، وجواب (أن) محذوف كما يُقَدِّره المؤلف، وقوله: (بما قدمت) أي بسبب و(ما) اسم موصول أي بسبب الذي قدمت أيديهم، والمراد ب(أيديهم) أنفسُهم أي بما قدموه، وعبر باليد عن النفس، لأنَّ اليد في الغالب هي آلة العمل، واعلم أنَّ هناك فرقاً بين إضافة الفعل إلى اليد وبين إضافة الفعل إلى النفس بواسطة اليد، فمثلاً قوله تعالى: (( مما عملت أيدينا أنعاما )) أي مِما عملناه أي مِما خلقناه، وليس المراد أن الله خلق الأنعام بيده، وأما قوله: (( بما خلقت بيديَّ )) فهنا أضاف الفعل إلى نفسه ثُم جَعَل اليدَ واسطة فيدل على أن آدم خُلِق بِيَد الله، كذلك مثلاً لو قلت: بِما عملتَ بيدك أو بما قدمت يداك فهنا نقول: الإنسان عمِل الشيء بيده كذا ولّا لا؟ فهو عمِله نفسُه لكن بيدِه أمّا إذا قلت: بما عملت يداك أو بما قدمت يداك فالمُراد بما عملت سواءٌ عملته بواسطة اليد أو بالعين أو بالرجل أو باللسان المهم أنه يُضاف إليك يُضاف العمل إلى اليد لا إِلى العامل بواسطة اليد، فإذا أُضِيف إلى العامل بواسطة اليد صار العملُ له لكن من باب المباشر للعمل اليد، وإذا أُضِيف العمل إلى اليد صار المُراد به عمل الإنسان سواءٌ بيده أو بغير يده، فقوله: (بما قدمت أيديهم) ليس كقوله: بما قدموا بأيديهم ولّا لا؟ لأنَّ الأول المُراد (بما قدموا) سواء كان باليد أو بالرجل أو بالعين أو بالأذن أو باللسان، وقوله:" (بما قدمت أيديهم) مِن الكفر وغيره" صحيح أنّ المصائب ما تكون إلا بالمعاصي (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) وهنا قال: (لولا أن تصيبهم مصيبة) بسبب كفرهم (فيقولوا) الفاء حرف عطف و(يقولوا) معطوف على (تصيبهم) يعني (فأن يقولوا) متى بعد المصيبة ولّا قبلها؟
الطالب: بعد.
الشيخ : بعد المصيبة، (فيقولوا) محتجين على الله (ربَّنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبعَ) يعني هلَّا أرسلتَ إلينا رسولا قبلَ أن تصيبنا بالعقوبة (فنتبعَ آياتك ونكونَ من المؤمنين) وهي حُجَّة لهم ولّا لا؟
الطالب: إي نعم.
الشيخ : حُجة لهم لو أُصِيبوا بغير أن يُرسَل إليهم رسول لكان ذلِك حُجَّة، لأن الله تعالى يقول: (( رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )) [النساء:165]ويقول: (( ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ))[الإسراء:15] فلولا هذا الأمر أن يُصابُوا بكفرهم وذنوبهم ثم يحتجوا على ربهم بأنه لم يُرسِل إليهم رسول فما هو الجواب؟ هل الجواب: لعاقبناهم؟ أو الجواب: لما أرسلناك إليهم؟ نشوف قال المؤلف:" وجواب لولا محذوف وما بعدها مبتدأ" يعني والخبر محذوف معروف، والمعنى: لولا الإصابة المُسَبَّبُ عنها قولُهم أو لولا قولُهم المُسَبَّب عنها أي لعاجلناهم بالعقوبة أو ولَمَا أرسلناك إليهم رسولاً كأنّ المؤلف جعل الجواب مُّرَكباً مِن إثبات ونفي، الإثبات قوله: لعاجلناهم بالعقوبة، والنفي: ولَمَا أرسلناك إليهم لِماذا؟ لأنهم هم ذكروا أمرين لأن الله ذَكَر أمرين: الإصابة وقولُهم: (لولا أرسلت إلينا رسولا) فكان الجواب أيضاً مُركباً مِن أمرين، ويجوز أن يكون الجواب مركَّباً مِن أحد الأمرين أي لعاقبناهم أو لَمَا أرسلناك إليهم، لأن المعنى يتِم بدون تقدير الأمرين جميعاً، وعلى هذا فتكون الواو هنا في كلام المؤلف بمعنى (أو)، وأظنُّ الآية معناها واضح مِن حيث الإجمال أنَّه لولا أن هؤلاء الكفار المستحِقِّين للعقوبة بِسبب كفرهم لولا أن يحتجوا بأنه لم يُرسَل إليهم رسول -نعم- لعاقبناهم بِدون أن نرسِلَك أو لَمَا أرسلناك إليهم، فيكون إرسال النبي عليه الصلاة والسلام إقامةً للحجة عليهم ودفعاً لحُجتهم ودحضاً لها فكأن النبي عليه الصلاة والسلام الآن أُرسِل إليهم قبل أن يُؤْخَذُوا بالعقوبة، وهذا يقتضِي أنَّهم إذا كذبوه كانوا مُستحقين للعقوبة، لأن الحجة التي يحتجُّون بها قد زالت، طيب عندنا الإعراب أظننا فهمناه مِن كلام المؤلف (لولا) الأولى شرطية وهي حرف امتناع لوجود، و(لولا) الثانية تحضيضية بمعنى هلّا، وقوله: (فيقولوا) معطوف على قوله: (أن تصيبهم)، وقوله: (فنتبع) منصوب ب(أن) مضمرةً بعد فاء السببية الواقعة في جواب لولا التحضيضية ولّا لا؟ منصوب ب(أن) مضمرة بعد فاء السببية الواقعةِ جوابا لـ(لولا) التحضيضية.
الطالب: ...
الشيخ : لا، لأن التحضيرية (لولا) بمعنى (هلَّا) نعم وهي تحضيضية، وإذا وقعت الفاء في جوابها نُصِب الفعل ب(أن) مضمرة ابن مالك يقول:
وبعد فاء جواب نفي أو طلب محضين (أن) وسترُها حتمٌ نَصَب
يعني أنَّ (أن) تنصب بعد فاء الواقعة في جواب طلب أو نفي محضين، وسترُها -أي حذفها وجوباً- حتم، وأظنه موجود في بيت يقرأه الطلاب مُنذ صغرهم لِمَا تَنصِبُ فيه (أن) مضمرة بعد الجواب أو في الجواب وهو؟
الطالب:...
الشيخ : لا، لا، لا، هذا شاهد .. قواعد
مُر وادعُ وانهَ وسلْ واعرِض لِحَضِّهِمُوا تمنَّ وارجُ كذاك النفي قد كمُلا
هذه تسعة إذا وقعت الفاء جواباً لواحد مِنها فإنه يُنصَب الفعل بعدها ب(أن) مُضمرة ما حفظتموه من قبل؟ مُر وادعُ وانه وسل واعرِض.