فوائد قوله تعالى : << قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهمآ ............ >> حفظ
قال الله تعالى:(( قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ))[القصص:49] في هذه الآية من الفوائد أنّه مِن العدل التنُزُّلُ مع الخصم إلى حال يُقِرُّ بها فإنّه من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يعلم أنّه لا يمكن أن يأتوا بِما طلب منهم ولّا لا؟ حين طلب منهم أنهم يجيبون كتاب أهدى مِن التوراة والقرآن والله يعلم أنهم لن يأتوا بذلك ولّا لا؟ كيف يقول للرسول: (قل فأْتوا) مع أنه يعلم أنّه ما يمكن؟ هذا مِن باب التنزل مع الخصم إلى غاية ما يكون مِن العدل، كأنه جعلَه مع خصمه شيئا واحداً، فيقول: أنتم هاتوا كتاب أهدى من التوراة والقرآن أتَّبِعه أنا ألتزم باتباعه، فإذا لم يأتوا معناه ألزمهم أن يتبعوا التوراة والقرآن ولّا لا؟ يلزُمُهم ذلك، يعني ما دام أنِّي أنا ملتزِم لهم بأنكم إذا أتيتم بكتاب أهدى منهما فأنا أتبعه فأنتم يجب عليكم أن تتبعوا ما دام ما وجدتم، إذاً فِيهِ التنزل مع الخصم وأنّ ذلك مِن تمام العدل في المناظرة.
ومن فوائد الآية أيضاً إفحام الخصم بالتحدي ولو أنكم قرأتم آخر سورة الطور لوجدتم فيها شيئا غريبا من المناظرة من قولِه (( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ )) إلى قوله: (( حتى يلاقوا يومَهم الذي فيه يصعقون )) تجِدون يعني آداب كثيرة مِن المناظرة (( أم لهم سلم يستمعون فيه )) إن كان الأمر (( فليأت مستمعهم بسلطان مبين )) (( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون )) إن كان الأمر كذلك (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) فالمناظرة يعني الله سبحانه وتعالى في ختام المناظرة يجعُل الخصم مُفحَماً بتحديه بما لا يستطيع، فهنا ما يستطيع أن يأتي بمثله فتقومُ بذلك عليهم الحجة.
ومِن فوائد الآية أن التوراة والقرآن من عند الله، فيكون القرآن والتوراة كلام الله، لكن القرآن نَزَل وحياً، والتوراة نزلت كِتَابة كتبها الله بألواح ألقاها إلى موسى.
ومن فوائد الآية أيضاً أنّه لا يلزم الإنسان الانتقال عمّا كان عليه إلى غيره إلّا إذا كان أهدى منه، أنا ما يلزمني الانتقال مثلاً من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية حتى أرى أنه أصوب، لأنه قال: ما يجب الإتباع إلا إذا كان ما جاءوا بِه أهدى منه، أما إذا كان مساوياً فأنتم لا تلزموني وأما لا ألزمكم، إذا كان مساوي، إنما الإلزام متى؟ حينما يكون ما جاء بِه الخصم أهدى مِمَّا أنا عليه، وهذه فائدة مهمة جدا وهي لا يَلزَم الإنسانَ الانتقالُ مما هو عليه مِن طريقة ومذهب إلّا إلى مَن هو أصوب وأحسن وأهدى منها، أمّا عند التساوي فإنه لا يُلزَم ولا يُلَام أيضاً إذا لم ينتقل، وإما أيضاً إذا كان ما في غيره أدنى فإنه من باب أولى لا يلزم، طيب فالمراتب الآن ثلاثة إما أن يكون ما تُدْعَى إليه أدنى مما أنت عليه أو أهدى أو مساوياً، إن كان أهدى فالواجب يلزَم الإتباع، وإن كان أدنى حَرُم الإتباع، بقينا إذا كان مساوياً هل يلزَم الإتباع أو يحرُم أو يُخَيَّر به الإنسان؟ العلماء يقولون: في مثل هذه الحال يُخيَّر الإنسان، قالوا: وإذا أفتاه عالمان ولم يكن أحدُهما عنده أرجح فإنه يُخيَّر في اتِّباع أيِّ القولين شاء، وربما يؤخذ مِن هذه الآية ربما يُؤْخذ حكم هذه المسألة مِن هذه الآية، لأنه ما أوجب الله الإتباع إلّا إذا كان أهدى، ومعلومٌ أنه إذا كان أدنى فالإتباع محرم، فيبقى المُساوي ليس إلى جانب التحريم وليس إلى جانب الوجوب وهذه مرتبة التخيير.
ومنها أيضاً من فوائد الآية الأمر أنّ التحدي أيضاً يكون بالوصف كما يكون بالفعل، (( فأتوا )) تحدٍّ بفعل ما هم بآتين به، (( إن كنتم صادقين )) تحدٍّ بالوصف إن كنتم من الصادقين أن ما أنتم عليه حقّ فأتوا بهذا وإلّا فأنتم مِن الكاذبين، ولهذا قال: (أتبعه إن كنتم صادقين)
ومن فوائد الآية أيضاً إفحام الخصم بالتحدي ولو أنكم قرأتم آخر سورة الطور لوجدتم فيها شيئا غريبا من المناظرة من قولِه (( فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ )) إلى قوله: (( حتى يلاقوا يومَهم الذي فيه يصعقون )) تجِدون يعني آداب كثيرة مِن المناظرة (( أم لهم سلم يستمعون فيه )) إن كان الأمر (( فليأت مستمعهم بسلطان مبين )) (( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون )) إن كان الأمر كذلك (( فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين )) فالمناظرة يعني الله سبحانه وتعالى في ختام المناظرة يجعُل الخصم مُفحَماً بتحديه بما لا يستطيع، فهنا ما يستطيع أن يأتي بمثله فتقومُ بذلك عليهم الحجة.
ومِن فوائد الآية أن التوراة والقرآن من عند الله، فيكون القرآن والتوراة كلام الله، لكن القرآن نَزَل وحياً، والتوراة نزلت كِتَابة كتبها الله بألواح ألقاها إلى موسى.
ومن فوائد الآية أيضاً أنّه لا يلزم الإنسان الانتقال عمّا كان عليه إلى غيره إلّا إذا كان أهدى منه، أنا ما يلزمني الانتقال مثلاً من مذهب الحنابلة إلى مذهب الشافعية حتى أرى أنه أصوب، لأنه قال: ما يجب الإتباع إلا إذا كان ما جاءوا بِه أهدى منه، أما إذا كان مساوياً فأنتم لا تلزموني وأما لا ألزمكم، إذا كان مساوي، إنما الإلزام متى؟ حينما يكون ما جاء بِه الخصم أهدى مِمَّا أنا عليه، وهذه فائدة مهمة جدا وهي لا يَلزَم الإنسانَ الانتقالُ مما هو عليه مِن طريقة ومذهب إلّا إلى مَن هو أصوب وأحسن وأهدى منها، أمّا عند التساوي فإنه لا يُلزَم ولا يُلَام أيضاً إذا لم ينتقل، وإما أيضاً إذا كان ما في غيره أدنى فإنه من باب أولى لا يلزم، طيب فالمراتب الآن ثلاثة إما أن يكون ما تُدْعَى إليه أدنى مما أنت عليه أو أهدى أو مساوياً، إن كان أهدى فالواجب يلزَم الإتباع، وإن كان أدنى حَرُم الإتباع، بقينا إذا كان مساوياً هل يلزَم الإتباع أو يحرُم أو يُخَيَّر به الإنسان؟ العلماء يقولون: في مثل هذه الحال يُخيَّر الإنسان، قالوا: وإذا أفتاه عالمان ولم يكن أحدُهما عنده أرجح فإنه يُخيَّر في اتِّباع أيِّ القولين شاء، وربما يؤخذ مِن هذه الآية ربما يُؤْخذ حكم هذه المسألة مِن هذه الآية، لأنه ما أوجب الله الإتباع إلّا إذا كان أهدى، ومعلومٌ أنه إذا كان أدنى فالإتباع محرم، فيبقى المُساوي ليس إلى جانب التحريم وليس إلى جانب الوجوب وهذه مرتبة التخيير.
ومنها أيضاً من فوائد الآية الأمر أنّ التحدي أيضاً يكون بالوصف كما يكون بالفعل، (( فأتوا )) تحدٍّ بفعل ما هم بآتين به، (( إن كنتم صادقين )) تحدٍّ بالوصف إن كنتم من الصادقين أن ما أنتم عليه حقّ فأتوا بهذا وإلّا فأنتم مِن الكاذبين، ولهذا قال: (أتبعه إن كنتم صادقين)