قال الله تعالى : << ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون >> حفظ
(( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون )) (وصَّلنا) من التوصيل وحروفها الأصلية (وصل) والوصول إلى الشيء بلوغ غايته والمعنى أن الله سبحانه وتعالى يؤكِّد في هذه الجملة يؤكد بحروف ثلاثة -وهي القسم واللام وقد- أنّه وصل لهم القول، وقوله: (وصلنا لهم) المعروف أن وصل تتعدى بـ إلى فيقال: وصَل إليه ويقال: وصَّل إليه وأوصَل إليه هذا المعروف، وهنا عُدِّيَت باللام تعديتها باللام، لأنها تضمنت معنى البيان معنى الوصول والبيان ولهذا قال المؤلف في تفسيرها:" بيَّنَّا لهم " (بينا) وقد مر علينا أن اللغة العربية قد تعدي الفعل أو بعبارة أعم قد تعدي العامل بغير ما يَتَعَدَّى به لماذا؟ ذكرنا أن لِعلماء النحو في ذلك طريقين الطريق الأول التجوز في الحرف والطريق الثاني التجوز في الفعل فمثلاً هنا أَوَضح مثال لكم قوله تعالى: (( عيناً يشرب بها عباد الله )) العين يُشرب بِها ولا منها؟ يُشرَب منها الذي يُشرب به الإناء لكن العين يُشرب مِنها والآية الكريمة قال الله فيها: (( عيناً يشرب بها عباد الله )) فمعلوم أن الفعل هنا عُدِّى بغير ما يتعدى به فقال بعض النحويين: إن التجوز بالحرف وأن الباء بمعنى من فتكون تبعيضية، وقال بعض النحويين: بل التجوز في الفعل يَشْرب وأنه ضُمِّن معنى (روِي يرْوى) فمعنى يشرب بها أي يروى بها إذا شرب مِنها، وهذا في الحقيقة أصحُّهما .. البصريين يرون أن هذا التجوز وأن يُرَدّ بالتجوز موافقةً لهم في التعبير، فهنا نقول: (وصلنا لهم) المعروف أن وصَل أو وصَّل يتعدى بأي شيء-يا ماهر!؟- وصَل وش يتعدى به بأي حرف من حروف الجر؟ بـ(إلى) وهنا عُدِّي باللام، فنقول: إما أن تكون اللام بمعنى (إلى)، وإما أن نجعل (وصَّل) .. البيان، فمعنى (وصَّلنا إليهم ببيان) (( وصلنا لهم القول )) (القول) يقول المؤلف:" القرآن" ولعله أعمّ مما قال المؤلف، المراد القول أي قولُنا نعم، فالله تعالى ما يزال يُنَزِّل لعباده سبحانه وتعالى من قوله ووحيه، ما تصلح به أمورهم حتى وصلت الغاية إلى أين -يا غانم!؟- ما زال سبحانه وتعالى ... مثل لمح البصر ... أقول ما زال الله تعالى يوصل القول إلى عباده وهو الوحي، إلى أن وصل إلى محمد صلى الله عليه وسلم إلى القرآن.
(( وصَّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون )) يعني: ما أغفلناهم بل ما زالت أقوالنا تصِل إلى الخلق وتبيِّنُ لهم (لعلهم يتذكرون) (لعل) هنا للتعليل أو لِأجل أن يتذَكَّروا تذكر .. بمعنى ذكر الشيء لكن لا لمجرد الذكر ولكن لِلاتعاظ به، ولهذا المؤلف رحمه الله دائماً يفسِّر يتذكرون بلازمه وهو الاتِّعاظ، وإلا أصل التذكر تذكرتُ الشيء أي كنت مِنه على ذِكْر لكن هناك لازم وهو الاتعاظ، أما مُجرد الذكر بدون اتعاظ فهذا لا ينفع والمؤلف يقول: يتعظون أي تُؤَثِّر فيهم الموعظة والقول فيؤمنون
(( وصَّلنا لهم القول لعلهم يتذكرون )) يعني: ما أغفلناهم بل ما زالت أقوالنا تصِل إلى الخلق وتبيِّنُ لهم (لعلهم يتذكرون) (لعل) هنا للتعليل أو لِأجل أن يتذَكَّروا تذكر .. بمعنى ذكر الشيء لكن لا لمجرد الذكر ولكن لِلاتعاظ به، ولهذا المؤلف رحمه الله دائماً يفسِّر يتذكرون بلازمه وهو الاتِّعاظ، وإلا أصل التذكر تذكرتُ الشيء أي كنت مِنه على ذِكْر لكن هناك لازم وهو الاتعاظ، أما مُجرد الذكر بدون اتعاظ فهذا لا ينفع والمؤلف يقول: يتعظون أي تُؤَثِّر فيهم الموعظة والقول فيؤمنون