فوائد قوله تعالى : << وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه................ >> حفظ
لقوله: (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) وثانياً أنه ينبغي الإعراض عن اللغو وهو الكلام الذي لا فائدة فيه ولا خير فيه والفعل يقاس عليه ولّا لا؟ يُقاسُ عليه فلا ينبغي للإنسان أن يُمضي وقته في أفعال لا خيرَ فيها، واعلم أن الخيرية ذاتية وعرَضية بمعنى أنه قد يكون الشيء خيراً في ذاته، وقد يكون خيرا لغيره لعارض يعرِض له، فمثلاً الصلاة خيرها ذاتي والسعيُ إليها خيرُه عرَضي، لأن مجرد المشي ليس بقربة حتى يكون وسيلة إلى قربى أخرى، فعلى هذا لو أن الإنسان تحدث بحديث ليس مِن الذكر ولا مِن العلم ولا من الأمر بالمعروف ولا من النهي عن المنكر لكنّه حديث يقصِد به إدخال السرور على مُجالسيه يكون خير هذا ولّا لا؟ نعم يكون خيراً لكنه ليس خيرا ذاتيا بهذا الكلام بل هو خيرٌ عرضي أي عرض له بسبب القصد الحسن فيه، وهذا في الحقيقة على هذا التقدير.