تتمة الفوائد : << و إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه و قالوا لنآ أعمالنا و لكم أعمالكم سلام عليكم لانبتغي الجاهلين >> حفظ
واضح؟ ولاحِظوا أيضاً إنه لا سواء بين الخير العرَضي والخير الذاتي، لأنّ الخير العرضي يفقِد خيره إذا زال السبب، والخير الذاتي خيره ثابت دائم، إذاً نقول يستفاد منه أن ترك اللغو مما يُثنى عليه ذكرنا هذا نعم، الثناء على ترك اللغو.
الطالب:....
الشيخ : أي نعم،... ما دُمْنا قُلنا: أنه خير عرضي فهذا إذا انتهى وزال السبب الذي من أجله تحدث يكون الباقي لغواً ما فيه فائدة يكون من الأحسن تركه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ).
الطالب: .... جلسات أخرى.
الشيخ : في نفسِ هذه الجلسة، أما في الجَلَسات الأخرى فكل جَلَسة لها حكمها، لكن حتى بالنسبة لهذه الجلسة إذا زال السبب الذي من أجله أتحدث إليهم ذهبت الخيرية، فيمكن أن ينتقل بهم إلى حديث آخر مفيد أو نحو ذلك، والإنسان الحقيقة البصير يستطيع ... ومِن أحسن ما يكون أن بعض الأقوام إذا صحِبوا أحداً ربما يوجه إليه أسئلة مفيدة مثلاً في الدين مثلاً لأجل أنه يشغل الناس عن الكلام اللغو الذي لا فائدة منه ويشدُّهم أيضا إلى البحث لأنه قد يكون عند الإنسان سؤال ناسيه وإذا انفتح الباب تذَكَّره هذا من أحسن ما يكون، لاسِيَّما طلبة العلم الذي ينبغي أن يكونوا مفيدين للناس في جلساتهم، يعني فلا ينبغي أن طالب العلم تكون جلسته مثل جلسة العامي بل يحرِص على الفائدة ما أمكن.
ويستفاد من الآيات الكريمة أنه ينبغي التبرؤ من أصحاب اللغو وعدم مجالستهم، لقولهم: (( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم )).كذا.
ويستفاد منه: مشروعية السلام عند الانصراف، لقوله: (( سلام عليكم )) وهذا يتوجه على تفسير المؤلف لها ولّا لا؟ لا، ..طيب لأن معنى كلام المؤلف ما يستقيم هذه الفائدة على تفسير المؤلف إذ أنه يرى أن السلام هنا سلام مُتَارَكَة لا سلام تحية وعلى هذا فلا تُؤخذ هذه الفائدة، وهو إنما حمله على سلام المتاركة بناءً على تفسيره اللغو بأنّه الشتم والقذف، والحقيقة أن هذا تفسير ناقص، لأن السب والشتم قد لا يُقال أنه لغو فقط بل لغو وعدوان، فهو أخص من كونه لغواً.
الفائدة هذه..من مشروعية السلام لأنه حِنَّا رجحنا أنه عام.
الطالب: تخالف ... ؟
الشيخ : ما تخالف الآية، لأن قال: وإذا سمعوا اللغو الكلام اللي لا خير فيه واللي فيه الشر، والكلام الذي لا خير فيه يمكن... الإنسان عنهم ويقول السلام عليكم سلام تحية لأنه مو محرم.
ومن فوائد الآية أنه لا ينبغي للعاقل طلب السفهاء فضلاً عن الجلوس معهم، لقوله: (( لا نبتغي الجاهلين )) لأنّ طلبهم في الحقيقة يؤدي إلى الجلوس معهم، والجلوس مع الجاهلين إثم كما قال الله تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ))[الأنعام:68] فلا ينبغي للإنسان أن يتطلب أهل السفه ويجلس إليهم أو على الأقل يأنس بما يفعلون فإن هذا من الصفات التي ليس عليها أهل الخير والإيمان