قال الله تعالى : << فأما من تاب وءامن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين >> حفظ
قال: (( فأما من تاب وآمن وعمل صالحا )) (أما) شرطية وجوابُها قوله: (( فعسى أن يكون )) قوله: (فأما من تاب) التوبة تَقدَّم لنا أنها الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته وأن لها شروطاً خمسة: الندم، والإقلاع، والعزم على ألا يعود، وأن تكون قبل الموت، وقبل طلوع الشمس من مغربها، نعم؟
الطالب: والإخلاص.
الشيخ : والإخلاص وأن تكون في زمن ..فيه وهو قبل الموت، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقوله: "مِن الشرك" لعلَّ المؤلف أوجَبَ له أن يُقيِّد التوبة هنا بالتوبة من الشرك في قوله: (وآمن) لأن الإيمان بعد الشرك، فإن العاصي مؤمن ولو كان عاصياً، فهذا هو الذي أوجب للمؤلف أن يقيِّد التوبة من الشرك، وقوله: (وآمن) صدَّق بتوحيد الله" هذا نقص في تفسيره للإيمان لأن الإيمان ليس هو التصديق في الشرع، صحيحٌ أن الإيمان في اللغة يُراد به التصديق، لكنه في الشرع هو: التصديق بشرط أن يتضَمَّن القبول والإذعان، فلا بد من قبول وإذعان وإلّا فليس بمؤمن لا يُصدَّق، فأبو طالب مثلا مصدِّق برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فهو كافر، لأنه لم يقبَل ولم يذعِن، وقول المؤلف: "صدق بتوحيد الله" أيضاً فيه سقوط لأنه ليس الإيمان هو أن تصدِّق بوحدانية الله، لكن أن تصدِّق بكل ما يجب الإيمان به، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبِه ورُسلِه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فلا بد من هذه الأركان الستة في الإيمان، وقوله: (وعمل صالحا) قال المؤلف: "أدى الفرائض" وفي هذا أيضا قصور بل المراد: عمل صالحا أي عمِل عمَلا صالحا يشمل الفرائض والنوافل، والعمل الصالح هو الذي جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5](مخلصين له الدين) هذا الإخلاص و(حنفاء) هذه المتابعة، لأنّ الحنيف الذي ليس بمائل فمن خرج عن المتابعة فهو مائل، فالعمل الصالح إذن كل عمل تضمَّن الإخلاص والمتابعة، ضده الفاسد وهو الذي اشتمل على الشرك أو على البدعة فهذا ليس بعمل صالح، من جمَع هذه الأوصاف الثلاثة (فعسى أن يكون من المفلحين) فعسى (عسى) مِن أفعال الترجي لكنَّها بالنسبة لله سبحانه وتعالى ما تكون للترجي تكون للتعليل، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( عسى من الله واجبة ) لأنّ العلة ملازِمة للمعلول، فإذا وجدت العلة ثبَتَ المعلول، فالعلة لِلفلاح هي التوبة والإيمان والعمل الصالح فإذا وُجدِت هذه وُجِد الفلاح (فعسى أن يكون) أن يكون -أي الذي تاب وآمن وعمل صالحا- من المفلحين، قال المؤلف: "الناجين بوعد الله" يعني الناجين بوعد الله أي بما وعدهم الله به، ولكنّ الفلاح ليس كما قال المؤلف هو النجاة فقط، بل النجاة من المرهوب والفوز بالمطلوب. هذا هو الفلاح أن ينجوَ الإنسان مما يهرب وأن يحصل له ما يُحِب، وقوله: (فعسى أن يكون من المفلحين) لو قلنا بأنها للترجي مثلاً لكان تتضمن فائدة وهي أنّ الإنسان وإن عمل هذا العمل فليكُنْ راجيا لا قاطعاً فليكن راجياً للفلاح لا قاطعاً به، لأنه لا يدري قد يكون هناك موانع أو خلل لا يحصُل معه الفلاح، كأن الآيات ترشِد إذا قلنا إن (عسى) للترجي .. للترجي باعتبار العامل لا باعتبار الجازم أنها للترجي تكون الفائدة منها هو أنّ الإنسان وإِنْ عمِل فلا يقطع بل يكنْ راجياً قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60]فهنا المقام ليس مقام جزم بل هو مقام رجاء فليكن راجياً نعم
الطالب: والإخلاص.
الشيخ : والإخلاص وأن تكون في زمن ..فيه وهو قبل الموت، قبل أن تطلع الشمس من مغربها، وقوله: "مِن الشرك" لعلَّ المؤلف أوجَبَ له أن يُقيِّد التوبة هنا بالتوبة من الشرك في قوله: (وآمن) لأن الإيمان بعد الشرك، فإن العاصي مؤمن ولو كان عاصياً، فهذا هو الذي أوجب للمؤلف أن يقيِّد التوبة من الشرك، وقوله: (وآمن) صدَّق بتوحيد الله" هذا نقص في تفسيره للإيمان لأن الإيمان ليس هو التصديق في الشرع، صحيحٌ أن الإيمان في اللغة يُراد به التصديق، لكنه في الشرع هو: التصديق بشرط أن يتضَمَّن القبول والإذعان، فلا بد من قبول وإذعان وإلّا فليس بمؤمن لا يُصدَّق، فأبو طالب مثلا مصدِّق برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فهو كافر، لأنه لم يقبَل ولم يذعِن، وقول المؤلف: "صدق بتوحيد الله" أيضاً فيه سقوط لأنه ليس الإيمان هو أن تصدِّق بوحدانية الله، لكن أن تصدِّق بكل ما يجب الإيمان به، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبِه ورُسلِه واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فلا بد من هذه الأركان الستة في الإيمان، وقوله: (وعمل صالحا) قال المؤلف: "أدى الفرائض" وفي هذا أيضا قصور بل المراد: عمل صالحا أي عمِل عمَلا صالحا يشمل الفرائض والنوافل، والعمل الصالح هو الذي جمع بين أمرين الإخلاص والمتابعة لقوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))[البينة:5](مخلصين له الدين) هذا الإخلاص و(حنفاء) هذه المتابعة، لأنّ الحنيف الذي ليس بمائل فمن خرج عن المتابعة فهو مائل، فالعمل الصالح إذن كل عمل تضمَّن الإخلاص والمتابعة، ضده الفاسد وهو الذي اشتمل على الشرك أو على البدعة فهذا ليس بعمل صالح، من جمَع هذه الأوصاف الثلاثة (فعسى أن يكون من المفلحين) فعسى (عسى) مِن أفعال الترجي لكنَّها بالنسبة لله سبحانه وتعالى ما تكون للترجي تكون للتعليل، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( عسى من الله واجبة ) لأنّ العلة ملازِمة للمعلول، فإذا وجدت العلة ثبَتَ المعلول، فالعلة لِلفلاح هي التوبة والإيمان والعمل الصالح فإذا وُجدِت هذه وُجِد الفلاح (فعسى أن يكون) أن يكون -أي الذي تاب وآمن وعمل صالحا- من المفلحين، قال المؤلف: "الناجين بوعد الله" يعني الناجين بوعد الله أي بما وعدهم الله به، ولكنّ الفلاح ليس كما قال المؤلف هو النجاة فقط، بل النجاة من المرهوب والفوز بالمطلوب. هذا هو الفلاح أن ينجوَ الإنسان مما يهرب وأن يحصل له ما يُحِب، وقوله: (فعسى أن يكون من المفلحين) لو قلنا بأنها للترجي مثلاً لكان تتضمن فائدة وهي أنّ الإنسان وإن عمل هذا العمل فليكُنْ راجيا لا قاطعاً فليكن راجياً للفلاح لا قاطعاً به، لأنه لا يدري قد يكون هناك موانع أو خلل لا يحصُل معه الفلاح، كأن الآيات ترشِد إذا قلنا إن (عسى) للترجي .. للترجي باعتبار العامل لا باعتبار الجازم أنها للترجي تكون الفائدة منها هو أنّ الإنسان وإِنْ عمِل فلا يقطع بل يكنْ راجياً قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60]فهنا المقام ليس مقام جزم بل هو مقام رجاء فليكن راجياً نعم