فوائد قوله تعالى : << ولا تدع مع الله إلها ءاخر لآإله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون >> من سورة القصص حفظ
وقال تعالى: (( وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ))[القصص:88]يُستفاد مِن هذه الآية أيضًا تحريم دعاء غيرِ الله سواءٌ كان دعاء مسألة أو دعاء عِبادَة كذا؟ طيب يُشكِل على هذا قولُ الرسول عليه الصلاة والسلام: (( .. إذا دعاك فأجبه ))
الطالب: مو بدعاء عبادة.
الشيخ : ما هو دُعاء عبادة؟ طيب إذا قلنا .. دعاء عبادة ودعاء مسألة.
الطالب: دعاء مسألة فيما لا يقدر إلا الله ... ولكن ما يقدِر عليه المخلوق ......
الشيخ : يعني يجُوز دُعَاء الإنْسَان بما يَقْدِر علَيه؟
الطالب: نعم.
الشيخ : كما لو قلت مثلًا أعطني مالًا .... قال: (( إذا دعاك فأجبه )) سماه دعاء.
الطالب: ....
الشيخ : نقول مثلًا إن دعاء التعظيم الذي يرى الإنسان نفسَه مُفْتقرًا لهذا المدعو غاية الافتقار وأنَّ المدعوَّ في كمال الغنى فهذا شِرْك، وأما الدعاء الذي يدعو الإنسان غيرَه مما يستطيعه مع اعتقادِه أنَّ هذا الغير لا ينفرِد بالإجابة فهذا لا بأسَ به، مع أنَّه يجِب أن لا يكُون بصفَة الدعاء مثلًا لو كان أنت جيت وتقول يا فلان أعطني جزاك الله خير مثلًا ما يصلُح بِهذه الصفة، لأنَّه مشابَهة فِعْلِيَّة نعم.
الطالب: ......... ؟
الشيخ : نعم إلى وليمة وهو دعاك قال: يا فلان احضر لي احضر عندي مَثَلًا.
إذا ... الدعاء الذي منهي عنه (( ولا تدْعُ مَعَ الله إلهًا آخر )) قلنا: دعاء مسألة ودعا عبادة: فدعاء العبادة أن تتعبَّد له وتركع وتسجُد وتخضَع، ودعاء المسألَة أن .. مِنه شيئًا، فنقول أن دعاء المسألة إذا كان الإنسان اتَّخذ هذا الداعِي بمنزلة الرب أنَّه قادر فاعل فهذا لا يجوز، وإن دعَاه بناء على أنَّه سبب ولم يتذلَّل له تذَلُّل المخلوق للخالق فإنَّ هذا لا بأس به.
ومنها مِن فوائد الآية إثبات وجود الآلهة مع الله وإن كانت باطلة من أين ناخذه؟ (( مع الله إلهاً آخر )) فأثبت الله أُلوهِيَّتَها لكنها أُلوهِيَّة باطلة، لأنَّ الإله بمعنى المعبود سواءٌ كان بحق أو بباطل، لكن معلومٌ أنَّ المعبود بباطل لا وجودَ له ولا حقيقة له فإنَّه يعبد بغير حق، فهو باعتبار نظرِ الشرع لا حقيقةَ له ولا وجود له شرعًا وإن كان موجودًا واقعًا.
ومنها أيضًا إثبات انفرادِ الله تعالى بالألوهية لقولِه: (( لا إله إلا هو )) لأن هذا يدُل على انفراده بالألوهية، وهل ين أول الآية و آخرها تناقضًا؟ قال: (( ولا تدع مع الله آلهًا آخر )) ثم قال: (( لا إله إلا هو )) بالأول يثبت وبالثاني ينفي؟
الطالب : في الأول يثبت باعتبار الواقع والثاني ينفي باعتبار الشرع .
الشيخ : الحقيقة الشرعية يعني معناه أنَّ الإله الباطل موجُود، والإله الحق غير موجود فتصِير آخر الآية (( لا إله إلا هو )) باعتبار كونِه إلهًا حقًّا، والأوَّل باعتبار كونِه مطلق إله أي أنَّه معبود لكنَّه بباطل.
ويستفاد مِن الآية الكريمة أيضًا أنَّ كل شيء يفنَى إلا الله لقوله: (( كل شيء هالك إلى وجهه )) طيب فإذا قال قائل: يرِد على هذا الجنة والنار وما فيها مِن الحُور والنَّعِيم، نعم فما رأيكم؟ نقول: هذا مِن العام الذي خُصِّص ما في مانِع (( كلُّ شيء هالكٌ إلا وجهَه )) فالآية هذه عامَّة ونفيُها مما ثبَت في النص يكونُ أيضًا مستثنى نعم.
الطالب: ما يقال كلّ ما له روح؟
الشيخ : لا لأَن إذا قلنا كل ما لَه روح معناه أننا حوَّلنا الآية مِن العموم إلى الخصوص يعني يكون عامًّا أريد به الخاص نعم، ولعلَّ الله أعلم إنَّ الذين قالوا: (( كلُّ شيء هالك إلا وجهَه )) أي كلُّ شيء من الأعمال باطل إلَّا ما أُرِيدَ به وجهه لعلَّهم والله أعلم فرُّوا مِن هذا من أين؟ مِن أنَّه يُوجد أشياء ما تفنى بل تبقى، نعم.
الطالب: قال بعض أهل العلم أنَّ الله ... الوجه؟
الشيخ : لا، ما .......... لكن حتى لو فرضْنا أنه على قول هؤلاء أنها تفنى يبقَى عندنا الجنة والأرواح أيضًا ما تفنى والعرش ما نعلَم أنَّه يزول.
الطالب: .....؟
الشيخ : وأنت إذا أردت كلُّ شيء فيه روح أو كُل شيء في الدنيا حوَّلت الآية بعمومِها الكامل إلى خاصّ، لأن الذي فيه الروح بالنسبة إلى غيرِه قليل جدًّا، وكذلك الدنيا بالنسبة الآخرة أيضًا قليلة، على كل حال نحن نقول هذه الآية إن كان الله تعالى يُريد بها ما يتصور فناؤه أو ما قضى عليه بالفناء .. يكون عام أُريدَ به الخاص فالمسألة واضحة ما في إشكال، وإن كان الله أرادَ بها العموم فإنَّه قد وردَ التخصِيص فيما ذكرنَاه.