قال الله تعالى : << ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين >> حفظ
قال (( وَمَنْ جَاهَدَ ))[العنكبوت:6] جِهادَ حربٍ أو نفْس " أفادنا المؤلف مِن هذه العبارة أن الجهاد ينقسم إلى قسمين جهاد حرب وذلك بجهاد الأعداء، وجهاد نفسٍ بأن تجاهدَ نفسك على فعلِ الطاعات وعلى ترك المحرَّمَات، (( وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ )) قال في معناها: فإنَّ منفعةَ جهادِه له لا لله، فالذي يجاهد -والجهادُ بذل الجهْد في الشيء- الذي يجاهد لا يجاهدُ لله وإنما يعمَلُ لنفسِه كقوله تعالى: (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ))[فصلت:46]، وقولُ المؤلف فإن منفعةَ جهادِه له لا لله، نعم له لأنَّه مأجور سواء جاهدَ نفسه أو جاهد غيرَه مع أنَّه إذا جاهد غيره قد تكون المنفعة أيضًا للغير، فإن هذا الغير بالجهاد ربما يدخُل في دين الله وحينئذٍ يحصل له منفعة، المهم أن الله سبحانه وتعالى لا ينتفِعُ بهذا الجهاد ولهذا قال: (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))[العنكبوت:6] هذا كالتعليل لقوله: (( فإنما يجاهِدُ لنفسه )) فالله تعالى غنيٌّ عنهم لا ينتفع بطاعتهم ولا يتضَرَّر بمعصيتهم، وقوله: (غني عنهم) إيش معنى الغني؟ معناه الذي لا يحتاج إليهم لِمَا عنده مِن الجود والسَّعَة والتدبير للأمور فهو لا يحتاج إلى ..العالمين كلِّهم، قال المؤلف: العالمين الإنس والجن والملائكة " ايش بعده؟
الطالب: وعن عبادتهم.
الشيخ : وعن عبادتهم " نعم، غنيٌّ عنهم لا يحتاج إليهم (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ))[الذاريات56:57] كذلك غنيٌّ عن عبادَتِهم لأنَّ عبادَتَهم إنما تكونُ لهم أمَّا الله سبحانه وتعالى فإنَّه لا ينتَفِع بطاعَة الطائعين ولا يتضررُ بمعصية العاصين، وقوله: (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ )) الجملة هنا مُؤكَّدَة بكم مؤكد؟ باثنين وهو (إن) واللام (( إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))