فوائد قوله تعالى : << ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ................ >> حفظ
أولًا: وجوب الإحسان إلى الوالدين القول والفعل والمال.
ثانيًا: إثباتُ رحمة الله سبحانه وتعالى حيثُ وصَّى الإنسان بوالديه.
ثالثًا: أنَّ للوالدين حقًّا وإن كانَا كافِرَيْن أو لا؟ لهُمَا حقّ ولو كانا كافرَيْن مِن أين ناخذه؟ ... لا ما هي موجودة معنا ... الآية (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ))[العنكبوت :8] فهما مشركان ويجاهدون أيضًا بأن يشرك ومع ذلك أوجَبَ الله لهما الإحسان.
ومِن فوائدِها أنَّه لا طاعة لمخلُوقٍ في معصية الخالق لقولِه: (( فَلا تُطِعْهُمَا )).
ومِن فوائد الآية وجوبُ طاعَتِهِما في غيرِ المعصِيَة لأنَّه إنما نَهَى عن طاعَتِهما في المعصِيَة وهنا انْتَبِهوا يا جماعة لأن هذه قد تحتاج إلى مناقشة، يُقال نُهِيَ المرء عن طاعة الوالدين في الشرك وسُكِتَ عن طاعتِهِما في غيرِ الشرك خلوا نجعلها المعصية أعمّ، نُهِيَ عن طاعتهما في المعصية وسُكِتَ عن طاعتهما في غير المعصية أو لا؟ المنهِي عنه إيش يا جماعة؟ المنهي عنه طاعتُهما في المعصية، طاعتُهما في غير المعصية مسكوت عنه نشوف طاعتهما في الواجب واجبَة لأنَّ الله أوجبه مثل إذا قال والدك لك: قم صلِّ مع الجماعة وجبَ عليك أن تصلي، طاعتُهما فيما ليس فيه طاعة ولا معصية هل تدُل الآية على الوجوب أو ما تدل على الوجوب؟ ما تدل على الوجوب ولكن تدل على الوجوب إن كان إحسانًا إن كان في طاعتِهِما إحسانٌ إليهما فإنَّ الآية تدُلُّ على الوجوب لقولِه: (( وبالوالدين إحسانًا )) فإن لم يكن في طاعتهما إحسان إليهما فالآية لا تدُلُّ على الوجوب، ولهذا قال شيخ الإسلام إنَّ طاعة الوالدين إنَّما تجِب فيما لهما فيه منفعة وليس عليه فيه مضرة، فيمَا فيه منفعة لهما وليس عليه فيه مضرة، خلوا بالكم يا جماعة! الآية تدُلُّ على ما قاله الشيخ، لأنَّ الله نهى عن طاعتهما في المعصية وسكتَ عن طاعتهما في غير المعصية ... طاعتهما في غير المعصية إن كانت تتَضَمَّنُ الإحسان إليهما نعم فهي واجبة لقولِه: (( وبالوالدين إحسانًا )) فإذا أمَرَك أبوك مثلًا أن تذهب وتشتري مِن السوق حاجة كان ذلك واجِبًا عليك لأنه مِن الإحسان إليه فيجب عليك أن تفعل، نعم إذا أمرك أبوك أن لا تُصَاحِبَ فلانًا لأنَّه مستقيم يجب عليك ولا ما يجب؟ ما يجب، لأن في ذلك مضرة أو على الأقل عدم ... لكن ليس فيه منفعة له، طيب إذا قال: لا تصاحب فلانًا لأن فلانًا بينه وبينه عداوة شخصية وأنت ما لك منفَعَة مِن مصاحبته ولا عليك مضرة يجب طاعتُه؟ نعم تجب طاعته، لأنَّ مصاحبَتَك لعدوِّ أبيك هذا يغيظُ أباك فيكون في ذلك منفَعة، فالمهم الآن أننا نقول: القاعدة في هذا الأمر أنَّهما إذا أمَرَاك بمعصية تطيعهم ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : طيب لو قال لك أبوك: لا تحُجَّ هذا العام وأنت قادِرٌ على الحج بمالك وبدنك ولم تحُج الفريضة تطيعه ولَّا لا؟ ما تطيعه يجِب عليك .. تحج ولو كان لا يرضى.
الطالب : ...... ؟
الشيخ : إذا كان محتاج فهنا يُنْظَر إذا كان ما في أحد يقوم مقامك وهو مُضطر إليك فارجع، لأنَّ الحج يسقط عنك في هذا الحال.
طيب إذا أمرك بأن لا تحُج هذا العام حَجَّ نفل وهو ما له مصلحة من هذا بس يقول: يا ولدي الحجاج كثير ... ولا تحج، ما يجب الطاعة لكنه تجوز الطاعة، تجُوز ولا تجب لأن ما عليك فريضة، وإذا قلنا تجوز ولا تجب فحينئذ ينبغِي للإنسان أن ينظر ماذا يتَرَتَّب على سفرِه قد يكون الوالد ما يستطيع أن يستقِرّ وولدُه قد سافر إلى هذا الجمْع الكثير ويبقى قلقًا مُدَّة غياب ولده فهنا يترَجَّح وش يترجح؟ الطاعَة وعدَم السفر، أمَّا إذا علمنا أنه لا يبالي ولكنه مثلًا مِن باب المشورة وإلا هو مو هو متأثر فحينئِذٍ ما يجب طاعته في هذا الأمر إلا أنَّه ينبغي مُدَارَاتُه المداراة ما أمكن.
الطالب: ....... ؟
الشيخ : إذا قال طلق زوجتك ما يجب عليك تجيب إلا إذا كان في ذلك مصلحة شرعية مثل أن يكون الزوج اطَّلَع على أمر ما يتحَمَّل أن تبقى زوجتك معك مِن أجله.
الطالب: ...
الشيخ : بينه وبينها عداوة شخصية ما يجب عليك لكن مثل هذا تستطيع تداريه بنقلِها إلى مكان آخر تُبْعِد عنه ويستريح هو وهي تستريح.
وأمَّا فِعْل ابن عمر مع أبيه فهذا ... أحمد لَمَّا سألَه رجلٌ عن الرجل يأْمُر أو أنَّ أباه أمرَه بأن يطلق زوجته قال: لا تطلقْها، قال: أليس عمر أمرَ ابن عُمَر أن يطلق زوجته فأمرَه النبي صلى الله عليه وسلم بتطليقها؟ قال: نعم، بلى، حصَلَ هذا ولكن هل أبوك عمر؟ وش قال؟ ... ليس هو عمر.
طيب إذًا الآيات الكريمة تدُلُّ على تحريمِ طاعتهما في المعصية وسكتَتْ عن طاعتِهِما في غير المعصية وعلى هذا فلا تجِبُ طاعتُهما إلَّا إذا كان داخلًا في أوَّل الآية وش هو؟ إذا كان إحسانًا إليهما، إذا كان في ذلك إحسانٌ إليهما كانت واجبة، لقوله: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا))[الأحقاف :15] نعم.
الطالب: .......؟
الشيخ : نعم ما يجب عليه الإجابة.
طيب يستفاد مِن هذه الآية يا يعقوب! تحرِيم. آخر فائدة ... وجوبُ طاعتهما في غير معصية الله، هذه تبين لنا ما هي بصحيحة، وجوبُ طاعتهما في غير معصية الله إن كان ذلك، ... قيدوه ... إن كان ذلك من الإحسان إليهما.
مِن فوائد الآية أنَّ حقَّ الله أعظم مِن جميع الحقوق، وهل يدخُل في ذلك حقُّ نبِيِّه؟ نعم، يدخُل فيه فحَقُّ النبي عليه الصلاة والسلام عليك أعظَمُ مِن حق والديك.
ومِن فوائد الآية أنَّ الإشراكَ بالله ما يمكن أن يقومَ عليه دليل، بل الأدِلَّة كلها على خلافه وبطلانه.
ومنها إثباتُ البعث والرجوع إلى الله لقوله: (( إليَّ مرجعكم )).
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّ الإنسان مجازًى بعملِه لقولِه: (( فأنبئكم بم كنتم تعملون )).
ومنها إثبات علم الله مِن أين ناخذه؟ (( فأنبئكم )) لأنَّ الإنبَاء هو الإخطار ولا يكون إخطارٌ إلا عن علم
ثانيًا: إثباتُ رحمة الله سبحانه وتعالى حيثُ وصَّى الإنسان بوالديه.
ثالثًا: أنَّ للوالدين حقًّا وإن كانَا كافِرَيْن أو لا؟ لهُمَا حقّ ولو كانا كافرَيْن مِن أين ناخذه؟ ... لا ما هي موجودة معنا ... الآية (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ))[العنكبوت :8] فهما مشركان ويجاهدون أيضًا بأن يشرك ومع ذلك أوجَبَ الله لهما الإحسان.
ومِن فوائدِها أنَّه لا طاعة لمخلُوقٍ في معصية الخالق لقولِه: (( فَلا تُطِعْهُمَا )).
ومِن فوائد الآية وجوبُ طاعَتِهِما في غيرِ المعصِيَة لأنَّه إنما نَهَى عن طاعَتِهما في المعصِيَة وهنا انْتَبِهوا يا جماعة لأن هذه قد تحتاج إلى مناقشة، يُقال نُهِيَ المرء عن طاعة الوالدين في الشرك وسُكِتَ عن طاعتِهِما في غيرِ الشرك خلوا نجعلها المعصية أعمّ، نُهِيَ عن طاعتهما في المعصية وسُكِتَ عن طاعتهما في غير المعصية أو لا؟ المنهِي عنه إيش يا جماعة؟ المنهي عنه طاعتُهما في المعصية، طاعتُهما في غير المعصية مسكوت عنه نشوف طاعتهما في الواجب واجبَة لأنَّ الله أوجبه مثل إذا قال والدك لك: قم صلِّ مع الجماعة وجبَ عليك أن تصلي، طاعتُهما فيما ليس فيه طاعة ولا معصية هل تدُل الآية على الوجوب أو ما تدل على الوجوب؟ ما تدل على الوجوب ولكن تدل على الوجوب إن كان إحسانًا إن كان في طاعتِهِما إحسانٌ إليهما فإنَّ الآية تدُلُّ على الوجوب لقولِه: (( وبالوالدين إحسانًا )) فإن لم يكن في طاعتهما إحسان إليهما فالآية لا تدُلُّ على الوجوب، ولهذا قال شيخ الإسلام إنَّ طاعة الوالدين إنَّما تجِب فيما لهما فيه منفعة وليس عليه فيه مضرة، فيمَا فيه منفعة لهما وليس عليه فيه مضرة، خلوا بالكم يا جماعة! الآية تدُلُّ على ما قاله الشيخ، لأنَّ الله نهى عن طاعتهما في المعصية وسكتَ عن طاعتهما في غير المعصية ... طاعتهما في غير المعصية إن كانت تتَضَمَّنُ الإحسان إليهما نعم فهي واجبة لقولِه: (( وبالوالدين إحسانًا )) فإذا أمَرَك أبوك مثلًا أن تذهب وتشتري مِن السوق حاجة كان ذلك واجِبًا عليك لأنه مِن الإحسان إليه فيجب عليك أن تفعل، نعم إذا أمرك أبوك أن لا تُصَاحِبَ فلانًا لأنَّه مستقيم يجب عليك ولا ما يجب؟ ما يجب، لأن في ذلك مضرة أو على الأقل عدم ... لكن ليس فيه منفعة له، طيب إذا قال: لا تصاحب فلانًا لأن فلانًا بينه وبينه عداوة شخصية وأنت ما لك منفَعَة مِن مصاحبته ولا عليك مضرة يجب طاعتُه؟ نعم تجب طاعته، لأنَّ مصاحبَتَك لعدوِّ أبيك هذا يغيظُ أباك فيكون في ذلك منفَعة، فالمهم الآن أننا نقول: القاعدة في هذا الأمر أنَّهما إذا أمَرَاك بمعصية تطيعهم ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : طيب لو قال لك أبوك: لا تحُجَّ هذا العام وأنت قادِرٌ على الحج بمالك وبدنك ولم تحُج الفريضة تطيعه ولَّا لا؟ ما تطيعه يجِب عليك .. تحج ولو كان لا يرضى.
الطالب : ...... ؟
الشيخ : إذا كان محتاج فهنا يُنْظَر إذا كان ما في أحد يقوم مقامك وهو مُضطر إليك فارجع، لأنَّ الحج يسقط عنك في هذا الحال.
طيب إذا أمرك بأن لا تحُج هذا العام حَجَّ نفل وهو ما له مصلحة من هذا بس يقول: يا ولدي الحجاج كثير ... ولا تحج، ما يجب الطاعة لكنه تجوز الطاعة، تجُوز ولا تجب لأن ما عليك فريضة، وإذا قلنا تجوز ولا تجب فحينئذ ينبغِي للإنسان أن ينظر ماذا يتَرَتَّب على سفرِه قد يكون الوالد ما يستطيع أن يستقِرّ وولدُه قد سافر إلى هذا الجمْع الكثير ويبقى قلقًا مُدَّة غياب ولده فهنا يترَجَّح وش يترجح؟ الطاعَة وعدَم السفر، أمَّا إذا علمنا أنه لا يبالي ولكنه مثلًا مِن باب المشورة وإلا هو مو هو متأثر فحينئِذٍ ما يجب طاعته في هذا الأمر إلا أنَّه ينبغي مُدَارَاتُه المداراة ما أمكن.
الطالب: ....... ؟
الشيخ : إذا قال طلق زوجتك ما يجب عليك تجيب إلا إذا كان في ذلك مصلحة شرعية مثل أن يكون الزوج اطَّلَع على أمر ما يتحَمَّل أن تبقى زوجتك معك مِن أجله.
الطالب: ...
الشيخ : بينه وبينها عداوة شخصية ما يجب عليك لكن مثل هذا تستطيع تداريه بنقلِها إلى مكان آخر تُبْعِد عنه ويستريح هو وهي تستريح.
وأمَّا فِعْل ابن عمر مع أبيه فهذا ... أحمد لَمَّا سألَه رجلٌ عن الرجل يأْمُر أو أنَّ أباه أمرَه بأن يطلق زوجته قال: لا تطلقْها، قال: أليس عمر أمرَ ابن عُمَر أن يطلق زوجته فأمرَه النبي صلى الله عليه وسلم بتطليقها؟ قال: نعم، بلى، حصَلَ هذا ولكن هل أبوك عمر؟ وش قال؟ ... ليس هو عمر.
طيب إذًا الآيات الكريمة تدُلُّ على تحريمِ طاعتهما في المعصية وسكتَتْ عن طاعتِهِما في غير المعصية وعلى هذا فلا تجِبُ طاعتُهما إلَّا إذا كان داخلًا في أوَّل الآية وش هو؟ إذا كان إحسانًا إليهما، إذا كان في ذلك إحسانٌ إليهما كانت واجبة، لقوله: (( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا))[الأحقاف :15] نعم.
الطالب: .......؟
الشيخ : نعم ما يجب عليه الإجابة.
طيب يستفاد مِن هذه الآية يا يعقوب! تحرِيم. آخر فائدة ... وجوبُ طاعتهما في غير معصية الله، هذه تبين لنا ما هي بصحيحة، وجوبُ طاعتهما في غير معصية الله إن كان ذلك، ... قيدوه ... إن كان ذلك من الإحسان إليهما.
مِن فوائد الآية أنَّ حقَّ الله أعظم مِن جميع الحقوق، وهل يدخُل في ذلك حقُّ نبِيِّه؟ نعم، يدخُل فيه فحَقُّ النبي عليه الصلاة والسلام عليك أعظَمُ مِن حق والديك.
ومِن فوائد الآية أنَّ الإشراكَ بالله ما يمكن أن يقومَ عليه دليل، بل الأدِلَّة كلها على خلافه وبطلانه.
ومنها إثباتُ البعث والرجوع إلى الله لقوله: (( إليَّ مرجعكم )).
ومِن فوائد الآية أيضًا أنَّ الإنسان مجازًى بعملِه لقولِه: (( فأنبئكم بم كنتم تعملون )).
ومنها إثبات علم الله مِن أين ناخذه؟ (( فأنبئكم )) لأنَّ الإنبَاء هو الإخطار ولا يكون إخطارٌ إلا عن علم