قال الله تعالى : << ومآأنتم بمعجزين في الأرض ولا في السمآء ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير >> حفظ
(( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ))[العنكبوت :22] (( وما أنتم )) الخطاب إمَّا أن يكون للكافرين وإما أن يكون لعموم الناس، فكونُه لعموم الناس أَوْلى يعني وما أنتم أيها الناس، وكونُه للمكذبين المعاندين أبلَغ لأنهم يظُنُّون أنهم أعجَزُوا الله، وقولُه: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ )) أظنُّنَا نعرف أن (ما) هنا حجازية ولَّا نجدية؟
الطالب: حجازية
الشيخ : حجازية نعم لأنَّ القرآن بلغة الحجاز بل بلغة قريش، اسمُها: (( أنتم )) الضمير وخبرُها (( بمعجزين )) والباء هنا زائدة للتوكيد قال ابن مالك: " وبعد (ما) و(ليس) جَرَّ البا الخبَر " نعم.
الشيخ : كيف نُعرِب (معجزين)؟
الطالب: الباء زائِدَة للتوكِيد، (( معجزين )) خبر (ما) منصوب وعلامة نصبِه ياءٌ مقدرة على الياء منع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركَةِ حرف الجر الزائدة
الشيخ : بعلامة اعراب حرف الجر الزائد مي هي حركة أي نعم هذا في الحقيقة مِن التكَلُّف المعروف حسب القواعد يعني لابد أن نُعرِب بالإعراب حسب القواعد المعروفة في النحو فالياء الموجودة الآن (( بمعجزين )) وإيش اللي جلَبَها؟ الباء، جلبتها الباء وليست خبر مع أنَّها في الحقيقة هي نفسُها علامة النصب قوله تعالى: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ )) هذه مِن (أعجَز) فهو متَعَدِّي لأنَّ (عَجَز) لازم و(أعجَز) متعَدِّي إذا كانت متعدِّية وهي اسم فاعل فتحتاجُ إلى مفعول أين المفعول؟ قال المؤلف: " بمعجزِين ربَّكم عن إدْرَاكِكُم " فيكون المفعول محْذُوفًا تقديرُه بمعجزين ربكم أو بمعجزين الله مثلًا ما في مانع، نعم والمعجز هو مَن فعل ما يُعْجِزُ به غيرَه ولهذا قال بعض أهل العلم عن بعض آيات الرسل إنها مُعْجِزَات لأنَّها تُعْجِز أعداء الرسل عن مُعَارضَتِها واضح يا جماعة؟ طيب وقوله: (( في الأرض ولا في السماء )) هذا الجَارّ والمجرور حال مِن (( معجزين )) يعني حالَ كونِكم في الأرض أو في السماء ما تُعْجِزُون الله سواءٌ كنتم في الأرض أو في السماء ولهذا قال المؤلف: " لو كنتم فيها " فيكون قوله: (( ولا في السماء )) على سبيل التقْدِير وليس على سبيل الحقِيقَة، لأنَّ الناس في الأرض وليسُوا في السماء، وقيل إنَّ هذا على سبِيل ماذا قلت في الأول؟ في الأرْض واضح (( ولا في السماء )) لو كنتم فيها، نعم لو كنتم على تقدير أنَّكم فيها ما تُعْجِزُون الله، وقيل إنَّ المعنى على سبيل المبالغة يعنى لا تُعجِزون سواء كنتم في أعماق الأرض أو في أجْواء السماء فإنَّكم لا تعجِزُون الله طلال! فيكون المعنى لا تُعْجزُونه في أي مكان كنتم، وقيل إنَّ قوله: (( ولا في السماء )) يعنى به أهل السماء يعني أنَّ الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، فأهلُ السماء لا يعجزونه وأهل الأرض لا يعجزونه، فيكون هذا -هذا الوجه- وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا مَن في السماء مُعْجِزٌ الله، نعم على حَدِّ قول الشاعر حسان بن ثابت:
أمَن يهجُو رسولَ الله منكم ويمدَحُه وينصرُه سواءُ؟
أظنُّنا نعرف جميعًا أنَّ الأوَّل غير الثاني لأنَّ اللي يهجُوه ما يمكن يمدحُه وينصره فيكون على تقدير: ومَن يمدحه وينصرُه سواء، فهذه مثلها، على كل حال المعنى يظهر لي أنا أنَّه على معنى أنَّكم لا تعجزون الله في أيِّ مكان كنتم سواءٌ كنتم في السماء أو في الأرض، وهذا وقتَ نزولِ القرآن لا يمكن أن يكُون السماء حقيقة إلا أن يُرَاد بالسماء ما عَلا ولو على قِمَمِ الجبال، في وقتنا الآن يمكن أن يكُون الإنسان في السماء أي في العُلُوّ ما هي السماء الدنيا، السماء الدنيا ما حَد يصِل إليها (( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ))[الأنبياء :32] حتى النبي عليه الصلاة والسلام وجبريل ما استطاعا أن يدخُلَا هذه السماء إلَّا بعد الاستفتاح والاستئْذَان نعم، (( وما لكم )) قال المؤلف في تفسيرِها الإجمالي: " أي لا تفوتونه " أي لا تفوتون الله بل إذا شاء أن يعذِّبكم أدرككَم فإنَّ الله تعالى لا يفوتُه شيء (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ))[فاطر :44] واعلم أنَّ عقوبة الله عز وجل وإدراكَه للإنسان تارةً يكون بأمور حِسِّيَّة يُقَدِّرُ الله أسبابًا معلومة لنا نُشَاهِدُها، وتارة يكون في أمور ما ندركُها نحن تأتِيه العقوبة مِن الله بدون أيِّ سببٍ معلومٍ لنا، فهمتم؟ الآن مثلًا أسباب نصر الرسول عليه الصلاة والسلام أحيانًا تكون بأسباب غير معلومة وأحيانًا تكون بأسباب معلومة، فمثلًا نصر الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الخندق أسبابُها معلومة مشاهدة أرسل الله عليهم ريحًا وجنودًا لا نراها، الجنود التي لا نراها هي مِن الأمور التي غير معلومة إلَّا بالإخبار بالشرع، لكن الريح التي أقلَقَتْهم وأكْفَأَت قدورهم وهدمت خيامَهم هذه محسُوسة معلومة، لكن الجنود التي لم نرَها لولا إخبار الله إيَّانا عنها ما كنا نعلَمُها، فالله عز وجل يدرك الإنسان إمَّا بأسباب معلومة تظهر للعِيان، وإمَّا بأسبابٍ خفِيَّة لا تظهر للعيان، ثم قد نعلمُها بطريق الوحي وقد لا نعلمها.
(( وما لكم مِن دون الله )) أي غيرِه (( من ولي )) يمنعُكُم منه (( ولا نصير )) ينصُرُكم مِن عذابه " (( ما لكم من دون الله من ولي )) ما أدري عن (ما) هنا هل هي نجدية ولَّا حجازية؟ لا هذه اتفقت فيها اللغتان وذلك لِعَدَم الترتيب (( وما لكم من دون الله من ولي )) لأنَّ (( من ولي )) هو المبتدأ (ولي) هو المبتدا أليس كذلك؟ (( ولكم )) هو الخبر، يعني لا وليَّ لكم من دون الله وقول المؤلف: (( ما لكم من دون الله)) " أي غيره " صَح وعبَّرَ عن الغير بالدون للحِفَاظ رتبتِه، وقوله سبحانه وتعالى: (( مِن ولي )) قال المؤلف " يمنعكم منه ولا نصير ينصركم من عذابه " ولا أعلم إلا أنَّ النصر بمعنى الـمَنع والعون لكن الصحيح أنَّ قوله: (( من ولي ولا نصير )) أنَّ الولي مَن يتولى الإنسان في جميع أحوالِه فينصرُه في مقابِل عدوِّه ويأتي إليه بالخير ولو في غير مقابلة العدو، فالوليُّ هو الأعم هو الذي يتولَّاه في جلبِ الخير ودفْعِ الشرّ، والنصير هو الذي يدْفَعُ عنك فقط قد لا يكون مِن أوليائِك لكن يدفَع عنك في الحال المعَيَّنَة التي تحتَاج فيها إلى ناصِر، والنصرة تكون في دفع المكروه فيكون الولي هنا أعمّ يعنى ما أحد يكون يتَوَلَّاكم فيجلب لكم الخير ويدفع عنكم الشر ولا أحد أيضًا ينصركم مِن دون الله فيمنعُ عنكم الضر، وهذا أمرٌ واقع فإنَّ بأس الله إذا نزَلَ بقومٍ ما يستطِيعُ أحدٌ أن يدفعَ عنهم هذا البأس ولا أن يمنَعَهُم منه.
الطالب: حجازية
الشيخ : حجازية نعم لأنَّ القرآن بلغة الحجاز بل بلغة قريش، اسمُها: (( أنتم )) الضمير وخبرُها (( بمعجزين )) والباء هنا زائدة للتوكيد قال ابن مالك: " وبعد (ما) و(ليس) جَرَّ البا الخبَر " نعم.
الشيخ : كيف نُعرِب (معجزين)؟
الطالب: الباء زائِدَة للتوكِيد، (( معجزين )) خبر (ما) منصوب وعلامة نصبِه ياءٌ مقدرة على الياء منع مِن ظهورها اشتغال المحل بحركَةِ حرف الجر الزائدة
الشيخ : بعلامة اعراب حرف الجر الزائد مي هي حركة أي نعم هذا في الحقيقة مِن التكَلُّف المعروف حسب القواعد يعني لابد أن نُعرِب بالإعراب حسب القواعد المعروفة في النحو فالياء الموجودة الآن (( بمعجزين )) وإيش اللي جلَبَها؟ الباء، جلبتها الباء وليست خبر مع أنَّها في الحقيقة هي نفسُها علامة النصب قوله تعالى: (( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ )) هذه مِن (أعجَز) فهو متَعَدِّي لأنَّ (عَجَز) لازم و(أعجَز) متعَدِّي إذا كانت متعدِّية وهي اسم فاعل فتحتاجُ إلى مفعول أين المفعول؟ قال المؤلف: " بمعجزِين ربَّكم عن إدْرَاكِكُم " فيكون المفعول محْذُوفًا تقديرُه بمعجزين ربكم أو بمعجزين الله مثلًا ما في مانع، نعم والمعجز هو مَن فعل ما يُعْجِزُ به غيرَه ولهذا قال بعض أهل العلم عن بعض آيات الرسل إنها مُعْجِزَات لأنَّها تُعْجِز أعداء الرسل عن مُعَارضَتِها واضح يا جماعة؟ طيب وقوله: (( في الأرض ولا في السماء )) هذا الجَارّ والمجرور حال مِن (( معجزين )) يعني حالَ كونِكم في الأرض أو في السماء ما تُعْجِزُون الله سواءٌ كنتم في الأرض أو في السماء ولهذا قال المؤلف: " لو كنتم فيها " فيكون قوله: (( ولا في السماء )) على سبيل التقْدِير وليس على سبيل الحقِيقَة، لأنَّ الناس في الأرض وليسُوا في السماء، وقيل إنَّ هذا على سبِيل ماذا قلت في الأول؟ في الأرْض واضح (( ولا في السماء )) لو كنتم فيها، نعم لو كنتم على تقدير أنَّكم فيها ما تُعْجِزُون الله، وقيل إنَّ المعنى على سبيل المبالغة يعنى لا تُعجِزون سواء كنتم في أعماق الأرض أو في أجْواء السماء فإنَّكم لا تعجِزُون الله طلال! فيكون المعنى لا تُعْجزُونه في أي مكان كنتم، وقيل إنَّ قوله: (( ولا في السماء )) يعنى به أهل السماء يعني أنَّ الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، فأهلُ السماء لا يعجزونه وأهل الأرض لا يعجزونه، فيكون هذا -هذا الوجه- وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا مَن في السماء مُعْجِزٌ الله، نعم على حَدِّ قول الشاعر حسان بن ثابت:
أمَن يهجُو رسولَ الله منكم ويمدَحُه وينصرُه سواءُ؟
أظنُّنا نعرف جميعًا أنَّ الأوَّل غير الثاني لأنَّ اللي يهجُوه ما يمكن يمدحُه وينصره فيكون على تقدير: ومَن يمدحه وينصرُه سواء، فهذه مثلها، على كل حال المعنى يظهر لي أنا أنَّه على معنى أنَّكم لا تعجزون الله في أيِّ مكان كنتم سواءٌ كنتم في السماء أو في الأرض، وهذا وقتَ نزولِ القرآن لا يمكن أن يكُون السماء حقيقة إلا أن يُرَاد بالسماء ما عَلا ولو على قِمَمِ الجبال، في وقتنا الآن يمكن أن يكُون الإنسان في السماء أي في العُلُوّ ما هي السماء الدنيا، السماء الدنيا ما حَد يصِل إليها (( وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ))[الأنبياء :32] حتى النبي عليه الصلاة والسلام وجبريل ما استطاعا أن يدخُلَا هذه السماء إلَّا بعد الاستفتاح والاستئْذَان نعم، (( وما لكم )) قال المؤلف في تفسيرِها الإجمالي: " أي لا تفوتونه " أي لا تفوتون الله بل إذا شاء أن يعذِّبكم أدرككَم فإنَّ الله تعالى لا يفوتُه شيء (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ))[فاطر :44] واعلم أنَّ عقوبة الله عز وجل وإدراكَه للإنسان تارةً يكون بأمور حِسِّيَّة يُقَدِّرُ الله أسبابًا معلومة لنا نُشَاهِدُها، وتارة يكون في أمور ما ندركُها نحن تأتِيه العقوبة مِن الله بدون أيِّ سببٍ معلومٍ لنا، فهمتم؟ الآن مثلًا أسباب نصر الرسول عليه الصلاة والسلام أحيانًا تكون بأسباب غير معلومة وأحيانًا تكون بأسباب معلومة، فمثلًا نصر الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة الخندق أسبابُها معلومة مشاهدة أرسل الله عليهم ريحًا وجنودًا لا نراها، الجنود التي لا نراها هي مِن الأمور التي غير معلومة إلَّا بالإخبار بالشرع، لكن الريح التي أقلَقَتْهم وأكْفَأَت قدورهم وهدمت خيامَهم هذه محسُوسة معلومة، لكن الجنود التي لم نرَها لولا إخبار الله إيَّانا عنها ما كنا نعلَمُها، فالله عز وجل يدرك الإنسان إمَّا بأسباب معلومة تظهر للعِيان، وإمَّا بأسبابٍ خفِيَّة لا تظهر للعيان، ثم قد نعلمُها بطريق الوحي وقد لا نعلمها.
(( وما لكم مِن دون الله )) أي غيرِه (( من ولي )) يمنعُكُم منه (( ولا نصير )) ينصُرُكم مِن عذابه " (( ما لكم من دون الله من ولي )) ما أدري عن (ما) هنا هل هي نجدية ولَّا حجازية؟ لا هذه اتفقت فيها اللغتان وذلك لِعَدَم الترتيب (( وما لكم من دون الله من ولي )) لأنَّ (( من ولي )) هو المبتدأ (ولي) هو المبتدا أليس كذلك؟ (( ولكم )) هو الخبر، يعني لا وليَّ لكم من دون الله وقول المؤلف: (( ما لكم من دون الله)) " أي غيره " صَح وعبَّرَ عن الغير بالدون للحِفَاظ رتبتِه، وقوله سبحانه وتعالى: (( مِن ولي )) قال المؤلف " يمنعكم منه ولا نصير ينصركم من عذابه " ولا أعلم إلا أنَّ النصر بمعنى الـمَنع والعون لكن الصحيح أنَّ قوله: (( من ولي ولا نصير )) أنَّ الولي مَن يتولى الإنسان في جميع أحوالِه فينصرُه في مقابِل عدوِّه ويأتي إليه بالخير ولو في غير مقابلة العدو، فالوليُّ هو الأعم هو الذي يتولَّاه في جلبِ الخير ودفْعِ الشرّ، والنصير هو الذي يدْفَعُ عنك فقط قد لا يكون مِن أوليائِك لكن يدفَع عنك في الحال المعَيَّنَة التي تحتَاج فيها إلى ناصِر، والنصرة تكون في دفع المكروه فيكون الولي هنا أعمّ يعنى ما أحد يكون يتَوَلَّاكم فيجلب لكم الخير ويدفع عنكم الشر ولا أحد أيضًا ينصركم مِن دون الله فيمنعُ عنكم الضر، وهذا أمرٌ واقع فإنَّ بأس الله إذا نزَلَ بقومٍ ما يستطِيعُ أحدٌ أن يدفعَ عنهم هذا البأس ولا أن يمنَعَهُم منه.