قال الله تعالى : << وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين >> حفظ
(( وقال )) إبراهيم: (( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا )) [العنكبوت :25] تعبُدُونَها و(ما) مصدرية (( مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ )) خبَر (( إِنَّ )) وعلى قراءة النصب مفْعُولٌ له و(ما) كافَّة المعنى: تواددتم على عبادتها " المؤلف رحمه الله بيَّن لنا الآن أنَّ قوله: (( مودَّة )) فيها قراءتان سبعِيَّتان ولّا لا؟ سبعيتان: قراءةُ الرفع نحن الآن نبي نعرب الآية قبل نتكلم عن معناها، قراءة الرفع (( إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ )) على قراءة الرفع المؤلف أعرب (ما) مصْدَرِية لا كافَّة ولا موصُولة، مصدرية والتقدير على رأيه إنَّ اتِّخَاذَكم مِن دون الله أوثانًا مودَّةُ بينكم فيكون المصدر المنسَبِك مِن (( ما )) اسم إِنّ ويكون (( مودَّة )) خبَر (( إن ))، و(اتخذتم أوثانًا) ... نكمل إعراب (إنّ) وما يتعلق بها، وعلى قراءة النصب يقول إنها مفعول له وش مفعول؟
الطالب: مفعول لأجله.
الشيخ : يعنى يسمونه مفعول لأجله، يعنى إنما اتخذتم مِن دون الله أوثانًا لِأجل المودَّةِ بينكم نعم، ولكن على هذه القراءة (( ما ))كافَّة فتكون داخلَة على (إن) و(ما) الكافة إذا دخلت على (إن) تفِيد الحصر يعني ما اتَّخَذْتم الأوثان إلَّا لِأجل المودة بينكم ... الآن (ما) على الرأي الأول نقول: (ما) على رأي المؤلف هذا (ما) مصدرية (( واتخذتم )) فِعْل مُؤَوَّل إلى مصدر والتقدير: إنَّ اتخاذكم من دون الله أوثانًا موَدَّةُ بينكم خبر (( إن ))، على قراءة النصب نقول: (( إنما )) أداة حصر (( ومَوَدَّة )) مفعولٌ لأجلِه يعني اتخذتموهم لِأجل المودة، نعم هذا ما قالَه المؤلف، وقيل: إن (( ما )) اسْمٌ موصول على قراءة الرفع إن (( ما )) اسم موصول، وأنَّ العائد محذوف والتقدير: إنَّ الذي اتخذْتُموه مِن دون الله أوثانًا مودَّةُ بينكم، وعلى هذا التقدير يكون مفعول (اتخذ) محذوف مفعولُها الأول، ومفعولُها الثاني (أوثانُا) .. وعلى هذا فنقول: (( إن )) أداةُ توكيد ينصب الاسم ويرفع الخبر و(( ما )) اسمها بمعنى الذي (( واتخذْتُم )) صلة الموصول، والعائد محذوف والتقدير: اتخذتموه (( وأوثانًا )) مفعول ثاني لـ(( اتخذ )) لأن (( اتخذ )) تنصِب مفعولين كما في قوله تعالى: (( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ))[النساء :125] نعم واضح؟ يعني إنَّ الذي اتخذْتُموه أوثانًا هو المودَّة بينكم، نعم وهذا أيضًا التقدير الذي ذكرنا أن الاسم موصول تصلح حتى على قراءة النصب إنَّ الذي اتخذتموه أوثانًا لأجلِ المودة بينكم لا ينفعُكم ويكون الخبر على قراءة النصب محذُوف التقدير: لا ينفعُكُم، طيب نرجع الآن إلى (( اتَّخذ )) تنصِب مفعولين على تقدِير (ما) موصولة أين مفعولُها الأول؟ محذُوف، اتخذتموه اللي هو عائد العائد على (مَا) و(أوثانًا) مفعول ثانيـ وعلى القول بأن (( ما )) مصدرية أو كَافَّة نقول: إنَّ المفعول الثاني أيضًا محذُوف والتقدِير آلهةً كقوله تعالى: (( قُرْبَانًا آلِهَةً ))[الأحقاف :28] المعنى اتَّخَذُوا هذا الأوثان آلهةً مودَّة بينهم.
الطالب: ...... ؟
الشيخ : .. مفعولًا ثانيًا نعم لا الظاهر أنَّه حال مِن أوثان لأنَّها قُدِّمَت عليها.
الطالب: ... ؟
الشيخ : لا ما تصلح، لأنها واضح أنها للتعليل يعني اتخذوه للمودة لأنهم اجتَمُعوا على هذا لأجْل ألا يتفَرَّقُوا فقالوا إننا نَنْتَصِر للآلهة لِطَلَبِ المودة بينَنا حتى تجْمَعَنا هذه الآلهة على الموَدَّة أظن انتهى الوقت