فوائد قوله تعالى : << ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة و الكتاب ........... >> حفظ
نبدَأ الدرس الجديد الآن (( وهبنا له إسحاق ويعقوب )) يُستفَاد مِن الآية هذه أن الذرية التي يمُنُّ الله بها على العبد أنَّها مِن مِنَحِ الله عز وجل لقوله: (( ووهبنا له )).
ومِن فوائدها أنَّ ابنَ الابنِ ابنٌ لأنَّ يعقوب ابن ابن إبراهيم وجعلَه الله تعالى موهوبًا لإبراهيم، ويدل لذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحسن بن علي بن أبي طالب: ( إن ابنِي هذا سَيِّدٌ ) والعلَماء أجمَعوا في باب الميراث أنَّ ابْن الابن بمنزلَة الابن عند فقْدِه، هل يؤخذ من ذلك أنَّ أبَ الأبِ أبٌ؟ لأن هذا هو قياس الطرد، وقلنا: إذا كان ابنُ الابن ابنًا لزِمَ أن يكون أبُ الأبِ أبًا ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه قال في زيد بن ثابت ماذا قال له؟ ( ألا يتَقِّي الله زيدٌ يجعلٌ ابنَ الابن ابنًا ولا يجعل أبَ الأبِ أبًا ) وهذا هو الصحيح أنَّه إذا كان ابنُ الابن ابنًا فإنَّ أب الأب أب هذا هو الصحيح فيكون على هذا فيه دليل على سقوط الإخوة بالجد في باب الميراث.
ومِن فوائد الآية بل مُنَاقشة فيها لِمَاذا ذكر الله تعالى أن يعقُوب موهوبٌ لإبراهيم؟ قال المفسرون: لأنه ولد في حياتِه وأقرَّ الله عينه به وهو حيّ كما قال الله تعالى عن امرأته: (( فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب )) نعم وهبنا له إسحاق ويعقوب.
ومن فوائد الآية فضيلة إبراهيم وبركتُه مِن قوله: (( وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب )) وهذا هو النسل المبارك أن يكون في ذُرِّيَّة الإنسان مَن يعطِيه الله سبحانه وتعالى النبوة والكتاب، النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم متعذِّرَة مستحِيلة لكن الكتاب ممكِن اللي هو العِلْم، نعم العلم ربما يجعَل الله سبحانه وتعالى في ذرية الإنسان بركَة في العلْم ونشرِه، ومن ذلك قصة عبد الله بن أبي طلحة حيث دعَا النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبَارِك لأبي طلحة في ليلته مع أهله يقولون أنه صار لعبد الله هذا عشرة مِن الأولاد يحفظُون القرآن وحفظ القرآن عند السلف ما هو بالأمر الهين ليس كما هو عندنا الآن، الإنسان يحفظ القرآن ولكنه لا يظهر عليه أثرُه، عند السلف إذا حفظ الإنسان القرآن ظهَر عليه أثرُه بالسَّمْت والآداب والأخلاق والأعمال الصالحة.
ومِن فوائد هذه الآية
الطالب:.....
الشيخ : عام ... هذه المفهومة الكتب المفهومة قد يكون هناك كتب على غير ... ما بُيِّنَت لنا.
مِن فوائد الآية إثبات الجزاء لقوله: (( وآتيناه أجرَه في الدنيا )) وأنَّه قد يُعَجَّل للإنسان، إثبات الجزاء هذه واحدة والثانية وأنَّه قد يعجَّل للإنسان، نعم تعجيل الجزاء للإنسان في الحقيقة لا يُعَدّ حرمانًا له مِن أجرِ الآخرة ولهذا قال: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ))، وتعجِيل الثواب للإنسان في الدنيا مِن نعمَة الله على العبد لأنَّ الإنسان يرَى أثرَ عمله فينشَط على العمل يُعْتَبَر هذا مِن نعمة الله على العبد أن يُرِيَه أثرَ عمله سواءٌ هذه بإضَاءة في أشياء خارجِيَّة أو في أشياء في نفْس الإنسان وباطنِه، مِن ذلك مثلًا مِن ثواب الأعمال الصالحة أن يجِد الإنسان في قلبِه السرور والنور والارتياح إلى العمل الصالح هذه لا شك أنَّها مِن الثواب العاجل، ومنها من الأشياء الخارجية أن تُرَى له مَرَائِي سارة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ ذلك عاجِلُ بُشرى المؤمن الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له قال النبي عليه الصلاة والسلام: إنها من عاجل بشرى المؤمن (( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )) إذًا يستفاد مِن هذه الآية تعجيل الثواب في الدنيا، وينبني على هذه الفائدة فائدة أخرى أنَّ تعجِيل الثواب في الدنيا مِن نعمة الله على العبد لما فيه مِن تنشيط الإنسان على العمل واستمراره فيه.
ومِن فوائد الآية أنَّ وصْفَ الصلاح وهو أعمُّ مِن وصف النبوة يجُوز أن يُوصَفَ به النبي يعني أنَّه يجوز الوصف بالمعنى الأعم دون الأخَصّ لقوله: (( وإنه في الآخرة لمن الصالحين )) والأنبياء في ليلة المعراج يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ومِن فوائِد الآية الكريمة الثناء على إبراهيم مؤُكدًا بـ(إنَّ) واللام (( وإنَّه في الآخرة لمن الصالحين )).
الطالب: .....
الشيخ : مِن أين تؤخذ؟ مِن قولِه: (( ووهبنا له )) نحن ذكرْنا أنَّها مِنْحَة وعَطِيَّة مِن الله لكن في الحقيقة هذه المنحة قد تكون مِحنَة إذا أضاعَ الإنسان حقَّ اللهِ فيهم فإنَّهم يكونوا محنةً عليه إنَّما إذا قام الإنسان بما يجب لله في أولاده فهم مِنْحَة بلا ريب.
الطالب: حتى لو ما اهتدوا
الشيخ : أي نعم لأنَّه يُؤْجَر على تربيتِهم وتوجِيههم والغالب والله أعلم أنَّهم يصلَحون ولو في المستقبل نعم.
الطالب: في حديث أن امرأة كانت ... فقالت للرسول صلى الله عليه وسلم ادع الله
الشيخ : أي نعم التي كانت تُصْرع فقال: ( إن شئت صبرْتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوت الله لك ) ما في إشكال
الطالب ...
الشيخ : الرسول عليه الصلاة والسلام فَهِم من هذه المرأة أنَّ عندها نوعًا من الجزع فلهذا وطَّنَها على أن تصبر والصبْر درجة عالِية لا تُنَال بمجرَّد أني صبَرْت فهذا هو السبب أنَّ الرسول قال: ( إن شئت صبرتِ ولك الجنة )