قال الله تعالى : << ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين >> حفظ
قال: (( ولوطًا إذا قال لقومه أئنكم )) (لوطًا) قال المؤلف: " واذكر لوطا " فعليه يكون مفعولًا لِفِعْل محذوف، والأمر بذِكْر هؤلاء الفضَلاء مِن الأنْبِيَاء ليس لِمُجَرَّد الثناء عليهم وإعلاء رتبتِهم بين الناس ولكن لِهذا الغرض ولغرضٍ آخر وهو الاقتداءُ بهم واتِّبَاعهم والصبر كما صبرُوا، (( ولوطا إذ قالَ لقومِه أئنكم )) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخالِ ألف بينهما على الوجهين في الموضعين " وقال لقومِه (أئنَّكم) قوله بتحقيق الآخر هذه قراءة تحقيق الهمزتين تقول (أَئِنَّكُم) هذا التحقيق، الثاني يقول: تسهيل الثانية (أىِنَّكم) سهلَة بين الياء والهمزة، إدخال ألف بينهما على الوجهين (ءَائِنَّكم) هذا على التحقيق وعلى التسهيل (ءَاىِنَّكم) صح، وقوله في الموضعين وين الموضعين؟ في قوله: (( أئنكم لتأتُون الرجال )) (( إذ قال لقومه أئِنَّكم )) هذه القصة كغيرها من القصص ترِد في القرآن الكريم على وجوه متَنَوِّعة فكيف نجمَع بينها وهي قصةٌ واحدة؟ نقول في الجمع: إن كان مما يمكن أن يتكَرَّر فإنَّها تكون قد تكرَّرَت على الوجهين، وإن كان مما لا يُمْكن فإنَّ الله تعالى يحكِيها في المعنى تارةً كذا وتارةً كذا، لوط عليه الصلاة والسلام قال في هذه الآية يقول الله تعالى أنه قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) عندي (( إذ قال لقومه أئنكم لتأتون الفاحشة )) المصحف: (( إذ قال لقومه إنكم )) لكن المفسر ماشي .. همزة، ما ذَكَر إلا ايش؟ عندنا همزتَين اقرءُوا التشكيل (( ولوطًا إذ قال لقومه أئِنَّكم )) بتحقيق الهمزتين، المصحف أصلًا طابعينه على القراءة.
الطالب: ....
الشيخ : غلط لأن التفسير اللي بالهامش منقُول مِن الأصل والأصل على قراءَةٍ واحدة،
الطالب: ...
الشيخ : يعني قصدك أن نُفِسر ما أشار إليه كان ينْبَغي أن يُشير إليها، أقول مثلا تجدون مثلا في قصة لوط قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكَم بها من أحد من العالمين )) في آية أخرى: (( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون )) أو( أتأْتُون الفاحشة ما سبقَكُم بها من أحد من العالمين )) هذا اختلاف أليس كذلك؟ كيف نجمع بينهما؟ نجمع بينهما بالوجه الأول بسِيط وهو تعدُّد القَوْل، فمرة يقول لهم كذا ومرة يقول كذا وهذا لا إشكال فيه، في قصة فرعون (( قال للملأ حولَه إنَّ هذا لساحر مبين )) وفي سورة الأعراف: (( قال الملأُ مِن قوم فرعون إن هذا لساحرٌ عليم )) كيف نجمَع؟ نقول: كلّهم قالوا هذا وهذا، فإذا أمكن التعدُّد سواءٌ من القائل أو بالقَول حُمِل عليه، إذا لم يمكن فإنه يكون مِن باب نقلِه بالمعنى والله سبحانه يتكلَّم به في كل موضع بما يناسِبُه وبما تقتضِيه البلاغة، (( أئنكم )) نعم.
الطالب: وأنتم تبصرون أليس المراد ...
الشيخ : أنها تعني للاستفهام الكلام هل اختلف اللفظ هنا قال: أئنكم لتأتون وهناك قال أتأتون والاستفهام في كل موضعٍ للتوبيخ والتقرير قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) اللام في قوله: (لتأتون) لامُ التوكيد، و(تأتون) بمعنى تَجيئون وقوله الفاحشة (ال) هنا هل هي لاستغراق الجنس أو للعهد.
الطلبة: العهد
الشيخ : يعني الفاحشة المعلومَة لديكم، نعم طيب ودخلت عليها (ال) لِعظمِها وقُبْحِها ولهذا جاءت في هذا المكان الفاحشة وفي بابِ الزنا قال الله سبحانه وتعالى: (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ))، وفي نكاح المحارم (( إنَّه كان فاحشة ومقتًا وساءَ سبيلا )) فهذه ثلاث تعبيرات في اللواط وصفَه الله بالفاحشة فيما نقله عن لوط، وفي باب الزنا قال: (( إنه كان فاحشة ) وفي نكاح المحارم قال: (( فاحشة ومقتا )) إذًا نكاح المحارم أعظم مِن الزنا أو لا؟ لأنَّه وُصِف بوصفين سيئين فاحشة والمقْت، واللواط أقبحُ منهما مِن حيث الوصف فإنَّه الفاحشة التي تُسْتفْحَش عند جميع الناس قال: " (( الفاحشة )) أي أدبار الرجال " أعوذ بالله أدبارُ الرجال هذا لا شك أنه فاحشة كلٌّ يستفحشه كلُّ ذي عقل سليم فإنه يستفحشه، نعم أما من نُكِسَ قلبه فلا تستَغْرِب إذا قال: إنه ليس بفاحشة كما أنَّ الذين يعبدون الأصنام يرون أنَّ ذلك منقَبَة وحسنَة هذا أيضًا نفس الشيء، هم والعياذ بالله يستحسنون هذا الأمر ومِن عَجَبٍ أنَّ الواحد منهم يأتِي الذَّكَر في حال شبابه وهذا المأْتِيُّ إذا كبِر أتَى غيرَه فيكون فاعلًا مفعولًا به، قال: (( ما سبقَكم بها من أحد )) الاستفهام في قوله: (أتأتون) (أئنكم لتأتون) للإنكار والتوبيخ وأُكِّد هذه الإنكار باللام (( ما سبقكم بها مِن أحدٍ مِن العالمين )) (ما) نافية و(مِن أحد) فاعل (سبق) لكنَّه بزيادة حرْف الجَر للتوكيد أي ما سبقَكم بها أحدٌ، وقولًه: (بها) هل نقول إنَّ الباء هنا بمعنى (على) ما سبقكم عليها؟ لا وقوع الباء على معناها أي أنَّكم لم تُسْبَقوا لها بخلَاف لم تسبقَوا عليها لو قال عليها لكان هذا فيمن أدركَ زمنهم وكانوا هم أسبق إلى هذا منه، أمَّا إذا قال مَا سبقكم بها فهذا يقتَضِي السَّبْق في الزمن، وقوله: (( مِن أحدٍ مِن العَالَمِين )) قال المؤلف: " الإنس والجِن " نعم فالإِنْس لا شكّ فيها أو لا؟ والجن؟
الطالب: ..... ظاهرُها (الحمد لله رب العالمين) عام
الشيخ : لا المشكل لو أخَذْنا بالعموم قلنا: بعد والملائِكة، على كل حَال يجُوز أن تكُون العالَمِين عامًّا أُرِيدَ به الخاصّ أي مِن بني آدم، ويجوز أن تكون عامَّة إلا فيما يُخَصِّصُه العقْل كما ذكرْتُم عن الملائكة ونقول: يشمل الجن والإنس، والبهائم؟
الطالب: البهائم غير مكلفة ما هي مِن العالمين؟
الطالب: هي من العالمين .. غير مكلفة، ثم البهائم ما تأتي إلا..
الشيخ : على كل حال نعم
الطالب: ما تأتي الذكر ما يأتي الذكر ...
الشيخ : لا ما ندرِي ...في البهائم ولكنَّ الجواب مثل ما قلت أنَّها غير مكلَّفَة الكلام على المكلفين، طيب هذا في قوله: (( ما سبقكم بها من أحد من العالمين )) يريد زِيادَة التشنيع عليهم يعني أنتُم الذين سنَنْتُم هذه الطريقَة ( ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فعليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِهَا ) كأنَّه يقول لهم: لو كنتم قد سُبِقْتُم بهذه الفاحشة لكان لكم نوْعٌ مِن العذر لكنَّكم ما سُبِقْتُم بها فأنتُم القُدْوة فيها والعياذ بالله
الطالب: ....
الشيخ : غلط لأن التفسير اللي بالهامش منقُول مِن الأصل والأصل على قراءَةٍ واحدة،
الطالب: ...
الشيخ : يعني قصدك أن نُفِسر ما أشار إليه كان ينْبَغي أن يُشير إليها، أقول مثلا تجدون مثلا في قصة لوط قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكَم بها من أحد من العالمين )) في آية أخرى: (( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون )) أو( أتأْتُون الفاحشة ما سبقَكُم بها من أحد من العالمين )) هذا اختلاف أليس كذلك؟ كيف نجمع بينهما؟ نجمع بينهما بالوجه الأول بسِيط وهو تعدُّد القَوْل، فمرة يقول لهم كذا ومرة يقول كذا وهذا لا إشكال فيه، في قصة فرعون (( قال للملأ حولَه إنَّ هذا لساحر مبين )) وفي سورة الأعراف: (( قال الملأُ مِن قوم فرعون إن هذا لساحرٌ عليم )) كيف نجمَع؟ نقول: كلّهم قالوا هذا وهذا، فإذا أمكن التعدُّد سواءٌ من القائل أو بالقَول حُمِل عليه، إذا لم يمكن فإنه يكون مِن باب نقلِه بالمعنى والله سبحانه يتكلَّم به في كل موضع بما يناسِبُه وبما تقتضِيه البلاغة، (( أئنكم )) نعم.
الطالب: وأنتم تبصرون أليس المراد ...
الشيخ : أنها تعني للاستفهام الكلام هل اختلف اللفظ هنا قال: أئنكم لتأتون وهناك قال أتأتون والاستفهام في كل موضعٍ للتوبيخ والتقرير قال: (( أئنكم لتأتون الفاحشة )) اللام في قوله: (لتأتون) لامُ التوكيد، و(تأتون) بمعنى تَجيئون وقوله الفاحشة (ال) هنا هل هي لاستغراق الجنس أو للعهد.
الطلبة: العهد
الشيخ : يعني الفاحشة المعلومَة لديكم، نعم طيب ودخلت عليها (ال) لِعظمِها وقُبْحِها ولهذا جاءت في هذا المكان الفاحشة وفي بابِ الزنا قال الله سبحانه وتعالى: (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ))، وفي نكاح المحارم (( إنَّه كان فاحشة ومقتًا وساءَ سبيلا )) فهذه ثلاث تعبيرات في اللواط وصفَه الله بالفاحشة فيما نقله عن لوط، وفي باب الزنا قال: (( إنه كان فاحشة ) وفي نكاح المحارم قال: (( فاحشة ومقتا )) إذًا نكاح المحارم أعظم مِن الزنا أو لا؟ لأنَّه وُصِف بوصفين سيئين فاحشة والمقْت، واللواط أقبحُ منهما مِن حيث الوصف فإنَّه الفاحشة التي تُسْتفْحَش عند جميع الناس قال: " (( الفاحشة )) أي أدبار الرجال " أعوذ بالله أدبارُ الرجال هذا لا شك أنه فاحشة كلٌّ يستفحشه كلُّ ذي عقل سليم فإنه يستفحشه، نعم أما من نُكِسَ قلبه فلا تستَغْرِب إذا قال: إنه ليس بفاحشة كما أنَّ الذين يعبدون الأصنام يرون أنَّ ذلك منقَبَة وحسنَة هذا أيضًا نفس الشيء، هم والعياذ بالله يستحسنون هذا الأمر ومِن عَجَبٍ أنَّ الواحد منهم يأتِي الذَّكَر في حال شبابه وهذا المأْتِيُّ إذا كبِر أتَى غيرَه فيكون فاعلًا مفعولًا به، قال: (( ما سبقَكم بها من أحد )) الاستفهام في قوله: (أتأتون) (أئنكم لتأتون) للإنكار والتوبيخ وأُكِّد هذه الإنكار باللام (( ما سبقكم بها مِن أحدٍ مِن العالمين )) (ما) نافية و(مِن أحد) فاعل (سبق) لكنَّه بزيادة حرْف الجَر للتوكيد أي ما سبقَكم بها أحدٌ، وقولًه: (بها) هل نقول إنَّ الباء هنا بمعنى (على) ما سبقكم عليها؟ لا وقوع الباء على معناها أي أنَّكم لم تُسْبَقوا لها بخلَاف لم تسبقَوا عليها لو قال عليها لكان هذا فيمن أدركَ زمنهم وكانوا هم أسبق إلى هذا منه، أمَّا إذا قال مَا سبقكم بها فهذا يقتَضِي السَّبْق في الزمن، وقوله: (( مِن أحدٍ مِن العَالَمِين )) قال المؤلف: " الإنس والجِن " نعم فالإِنْس لا شكّ فيها أو لا؟ والجن؟
الطالب: ..... ظاهرُها (الحمد لله رب العالمين) عام
الشيخ : لا المشكل لو أخَذْنا بالعموم قلنا: بعد والملائِكة، على كل حَال يجُوز أن تكُون العالَمِين عامًّا أُرِيدَ به الخاصّ أي مِن بني آدم، ويجوز أن تكون عامَّة إلا فيما يُخَصِّصُه العقْل كما ذكرْتُم عن الملائكة ونقول: يشمل الجن والإنس، والبهائم؟
الطالب: البهائم غير مكلفة ما هي مِن العالمين؟
الطالب: هي من العالمين .. غير مكلفة، ثم البهائم ما تأتي إلا..
الشيخ : على كل حال نعم
الطالب: ما تأتي الذكر ما يأتي الذكر ...
الشيخ : لا ما ندرِي ...في البهائم ولكنَّ الجواب مثل ما قلت أنَّها غير مكلَّفَة الكلام على المكلفين، طيب هذا في قوله: (( ما سبقكم بها من أحد من العالمين )) يريد زِيادَة التشنيع عليهم يعني أنتُم الذين سنَنْتُم هذه الطريقَة ( ومَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فعليه وِزْرُها ووِزْرُ مَن عَمِلَ بِهَا ) كأنَّه يقول لهم: لو كنتم قد سُبِقْتُم بهذه الفاحشة لكان لكم نوْعٌ مِن العذر لكنَّكم ما سُبِقْتُم بها فأنتُم القُدْوة فيها والعياذ بالله