قال الله تعالى : << ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوآ إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين >> حفظ
(( ولَمَّا جَاءَت رُسُلُنَا بالبُشْرَى قَالُوا إنا مُهْلكوا أهلَ هذه القرية )) (لَمَّا) هذِه مِن أدَوَات الشَّرْط الجازِمَة ولَّا غَيْر الجَازِمَة؟
الطالب: جَازِمَة تَجْزِم الفعل
الشيخ : الله أكبر! مِن أدَوَاتِ الشَّرْطِ غير الجازِمَة هي تجزِم الفعل إذا كانَت لِلنَّفْي ما هُو لِلشَّرط كَمَا في قوله تعالى: (( بل لَّمَّا يَذُوقُوا عذابِ )) أي لم يَذُوقُوا لكنَّهم العذابُ قَرِيب منهم لأنَّها هي تَنفِي الفعل لكنَّها تدُلّ على تَوَقُّعِه، وهذا مِن الفرُوق بينها وبين (لم)، المهم أنها ما تجزم إلا إذا كانَت لِلنفي أمَّا إذا كانت شَرْطِيَّة فإنَّها لا تجزم مِثل (إذا) و(لو) وغيرها، أين جواب الشرط في قوله: (ولما جاءت)؟ قالوا إنَّا مهلكُوا أهْلِ هذه القرية وقوله: (( ولما جاءت إبراهيمَ بالبشرى )) الباء هنا لِلمُصَاحَبَة أَيْ مُصْطَحِبِين لِلبشرى والبُشرى بمعنى البَشَارَة والبَشَارة هي الإخبار بما يَسُر وقد تُطْلَق على الإِخْبار بما يسُوء مثل قوله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) واستعمالُها فيما يسُوء قِيل أنَّه مِن باب التهَكُّم بالمبَشَّر ولكنَّه ضعيف، ولكن وجه كونِه بَشَارة هو أنه يُؤَثِّر على مَن؟ على بشَرَة المخاطب به كما يُؤَثِّر الخبر السارّ قال: (بالبُشرى) قال المؤلف: " بإسحاق ويعقوب بعدَه " ما هو الدليل على أنَّ المراد بالبُشرى خُصُوص هذه المسألة؟
الطالب: (( فبشَّرْنَاها بإسحاق ومِن وراء إسحاق يعقوب ))
الشيخ : أي نعم، ولهذا لا نقُول إنَّ المرَاد بالبُشْرَى هنا البُشْرَى بالولَدَيْن وبالعقاب، لأنَّ ظَاهِر الآية يُنَافِي أن يكُون العِقَاب مِمَّا بُشِّر به إبراهيم.
الطالب: .... بالبشْرَى) البُشْرَى المعْهُودة.
الشيخ : نعم (( قالُوا إنَّا مُهْلِكُوا أهْل هَذه القرية )) هذه الجمل مُؤَكَّدة (إنَّا مهلكُوا أهل هذه القرية) ومُهْلِكُوا خبر (إن) وحذفت النون من أجل الإضافة (أهل هذه القرية) أي قرية لُوط " وقولُه: (هذه) الإشارة للتعيين وكأنَّ القرية قريبَةٌ مِن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهذا أشارُوا إليها باسم الإشارة، والقرية تُطْلَقُ على مكان القوم ومساكِنِهم وتُطلَق على نفس القوم الساكنين يعني تُطْلق على هذه وهذه كما جاء في القرآن العظيم مُرادًا به هذا وهذا والذي يُعَيِّنُ أحدَ المعنيين السياق فمثلُ قوله تعالى: (( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها )) ما المراد بالقرية حسين!؟ مكَان القوم، ومثل قوله تعالى: (( وكأَيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) المراد أهلها وعلى هذا فيكون قوله تعالى: (( واسأَلِ القرية )) ليس فيه مجَاز بل المرَاد أهلُها لأنَّ السؤال لا يتَوَجَّه إلا إلى عاقل يدرك ويجيب، هنا يقول: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) ما المراد بالقرية هنا؟ المكَان لأنَّه قال أهل هذه القرية، والقرية ليست كالمفْهُوم العُرْفي هنا في عُرْفِنا أنَّها اسم للبلد الصغير وإلا قرية في اللغة العربية تشْمَل حتى أكبَر المدن فمكَّة سَمَّاهَا الله قرية وما هو أعظم مِن مكة سماهُ الله قرية (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ))[محمد:13] نعم فعلى هذا إذا سُمِّيَت بلدك بالقرية تفزع وتصيح ولَّا لا؟ حسب العرف نعم تفزع.. أمَّا لو كان اللي يخاطبني أناس أهل اللغة العربية يفهمون ما هَمّ نعم ولذلك عندنا الآن يُقَال المـُدُن اش بعد؟ والقرى ويقال المدِينة وما يتْبَعُها مِن القرى أي نعم، طيب نقول (أهل هذه القرية) أي قرية لوط (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )) أخبَرُوا وعللوا فقالُوا: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) وعلَّلُوا هذا الإهلاك بقولهم: (( إنَّ أهلها كانوا ظالمين )) قال المؤلف: " كافرين " فالظُّلم هنا ظُلْمُ كُفرٍ مع أنَّ الظلم قد يكون كفرًا وقد يكون غير كُفر أفهمتم؟ مِن كون الظلم كفرًا قوله تعالى: (( إنَّ الشرك لظلم عظيم )) وقوله: (( والكافرون هم الظالمون )) طيب ومِن كون الظُّلْم غير كفر (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ))[آل عمران:135] هذه في سياق صفة مَن؟ المتَّقِين نعم فإذًا الظلم تارةً يُرادُ به الكفر وتارةً يراد به ما دُونَه، والذي يُعَيِّنُ المراد هو السياق ولهذا في الحقيقة قد يُشكِل على بعض الناس إنكَارُ شيخِ الإسلام وابنِ القيم أن يكون في اللغة العربية مجَازٌ وقالوا هذا غير معقول لأنَّ اللغة العربية مملوءة بالمجاز لكن مَن تدبَّر أنَّ الألفاظ ما يتَحَدَّد معنَاها إلَّا بالسياق وأنَّ السياق هو الذي يحدد المعنى عرَف وجْهَ كلام شيخ الإسلام رحمه الله وابن القيم وغيرِهم، والناس في هذه المسألة كما ذكرنا لكم سابقًا على ثلاثة أقوال: قول أنَّه ما فيه مجاز في اللغة العربية أبدًا، والقول الثاني: فيه مجاز في اللغة العربية لكن لا مجاز في القرآن خاصَّة، والقول الثالث فيه مجاز في القرآن وفي اللغة العربية حتى إن بعض العلماء مِن علماء اللغة -نسِيت اسمه- قال: إن كل اللغة كلها مجاز نعم فإنَّك إذا قلت: قلتُ قولًا فإن (قولًا) نعربها على أنها مفعول به والمفعول به لا بد أن يكون شيئًا يُرَى حتى يقع عليه الفعل والقول ما هو بيُرى فيكون: قلت قولا مجاز نعم ويصرِفُون كل الكلام يقولون كله مجاز ما في اللغة شيء حقيقي، أعوذ بالله هذا مبالغة أي نعم فالصَّواب في هذه المسألة ما اختَاره شيخ الإسلام وأنَّ الكلمات ليس لها معنَى ذاتِيّ خُلِقَتْ له بل لا يتحَدَّد معناها إلا بالسياق.
الطالب: ..... ليس من الأمور الهامة مسائل العقل.
الشيخ : (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[العنكبوت:29] يستفاد مِن هذه الآية نحن ذكرْنا فوائد أَوَّل الآية؟
الطالب: لا.
الشيخ : وش آخِر ما كتبت؟ ..
الطالب: جَازِمَة تَجْزِم الفعل
الشيخ : الله أكبر! مِن أدَوَاتِ الشَّرْطِ غير الجازِمَة هي تجزِم الفعل إذا كانَت لِلنَّفْي ما هُو لِلشَّرط كَمَا في قوله تعالى: (( بل لَّمَّا يَذُوقُوا عذابِ )) أي لم يَذُوقُوا لكنَّهم العذابُ قَرِيب منهم لأنَّها هي تَنفِي الفعل لكنَّها تدُلّ على تَوَقُّعِه، وهذا مِن الفرُوق بينها وبين (لم)، المهم أنها ما تجزم إلا إذا كانَت لِلنفي أمَّا إذا كانت شَرْطِيَّة فإنَّها لا تجزم مِثل (إذا) و(لو) وغيرها، أين جواب الشرط في قوله: (ولما جاءت)؟ قالوا إنَّا مهلكُوا أهْلِ هذه القرية وقوله: (( ولما جاءت إبراهيمَ بالبشرى )) الباء هنا لِلمُصَاحَبَة أَيْ مُصْطَحِبِين لِلبشرى والبُشرى بمعنى البَشَارَة والبَشَارة هي الإخبار بما يَسُر وقد تُطْلَق على الإِخْبار بما يسُوء مثل قوله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) واستعمالُها فيما يسُوء قِيل أنَّه مِن باب التهَكُّم بالمبَشَّر ولكنَّه ضعيف، ولكن وجه كونِه بَشَارة هو أنه يُؤَثِّر على مَن؟ على بشَرَة المخاطب به كما يُؤَثِّر الخبر السارّ قال: (بالبُشرى) قال المؤلف: " بإسحاق ويعقوب بعدَه " ما هو الدليل على أنَّ المراد بالبُشرى خُصُوص هذه المسألة؟
الطالب: (( فبشَّرْنَاها بإسحاق ومِن وراء إسحاق يعقوب ))
الشيخ : أي نعم، ولهذا لا نقُول إنَّ المرَاد بالبُشْرَى هنا البُشْرَى بالولَدَيْن وبالعقاب، لأنَّ ظَاهِر الآية يُنَافِي أن يكُون العِقَاب مِمَّا بُشِّر به إبراهيم.
الطالب: .... بالبشْرَى) البُشْرَى المعْهُودة.
الشيخ : نعم (( قالُوا إنَّا مُهْلِكُوا أهْل هَذه القرية )) هذه الجمل مُؤَكَّدة (إنَّا مهلكُوا أهل هذه القرية) ومُهْلِكُوا خبر (إن) وحذفت النون من أجل الإضافة (أهل هذه القرية) أي قرية لُوط " وقولُه: (هذه) الإشارة للتعيين وكأنَّ القرية قريبَةٌ مِن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولهذا أشارُوا إليها باسم الإشارة، والقرية تُطْلَقُ على مكان القوم ومساكِنِهم وتُطلَق على نفس القوم الساكنين يعني تُطْلق على هذه وهذه كما جاء في القرآن العظيم مُرادًا به هذا وهذا والذي يُعَيِّنُ أحدَ المعنيين السياق فمثلُ قوله تعالى: (( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها )) ما المراد بالقرية حسين!؟ مكَان القوم، ومثل قوله تعالى: (( وكأَيِّن من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) المراد أهلها وعلى هذا فيكون قوله تعالى: (( واسأَلِ القرية )) ليس فيه مجَاز بل المرَاد أهلُها لأنَّ السؤال لا يتَوَجَّه إلا إلى عاقل يدرك ويجيب، هنا يقول: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) ما المراد بالقرية هنا؟ المكَان لأنَّه قال أهل هذه القرية، والقرية ليست كالمفْهُوم العُرْفي هنا في عُرْفِنا أنَّها اسم للبلد الصغير وإلا قرية في اللغة العربية تشْمَل حتى أكبَر المدن فمكَّة سَمَّاهَا الله قرية وما هو أعظم مِن مكة سماهُ الله قرية (( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ))[محمد:13] نعم فعلى هذا إذا سُمِّيَت بلدك بالقرية تفزع وتصيح ولَّا لا؟ حسب العرف نعم تفزع.. أمَّا لو كان اللي يخاطبني أناس أهل اللغة العربية يفهمون ما هَمّ نعم ولذلك عندنا الآن يُقَال المـُدُن اش بعد؟ والقرى ويقال المدِينة وما يتْبَعُها مِن القرى أي نعم، طيب نقول (أهل هذه القرية) أي قرية لوط (( إنَّ أهلَها كانوا ظالمين )) أخبَرُوا وعللوا فقالُوا: (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) وعلَّلُوا هذا الإهلاك بقولهم: (( إنَّ أهلها كانوا ظالمين )) قال المؤلف: " كافرين " فالظُّلم هنا ظُلْمُ كُفرٍ مع أنَّ الظلم قد يكون كفرًا وقد يكون غير كُفر أفهمتم؟ مِن كون الظلم كفرًا قوله تعالى: (( إنَّ الشرك لظلم عظيم )) وقوله: (( والكافرون هم الظالمون )) طيب ومِن كون الظُّلْم غير كفر (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ))[آل عمران:135] هذه في سياق صفة مَن؟ المتَّقِين نعم فإذًا الظلم تارةً يُرادُ به الكفر وتارةً يراد به ما دُونَه، والذي يُعَيِّنُ المراد هو السياق ولهذا في الحقيقة قد يُشكِل على بعض الناس إنكَارُ شيخِ الإسلام وابنِ القيم أن يكون في اللغة العربية مجَازٌ وقالوا هذا غير معقول لأنَّ اللغة العربية مملوءة بالمجاز لكن مَن تدبَّر أنَّ الألفاظ ما يتَحَدَّد معنَاها إلَّا بالسياق وأنَّ السياق هو الذي يحدد المعنى عرَف وجْهَ كلام شيخ الإسلام رحمه الله وابن القيم وغيرِهم، والناس في هذه المسألة كما ذكرنا لكم سابقًا على ثلاثة أقوال: قول أنَّه ما فيه مجاز في اللغة العربية أبدًا، والقول الثاني: فيه مجاز في اللغة العربية لكن لا مجاز في القرآن خاصَّة، والقول الثالث فيه مجاز في القرآن وفي اللغة العربية حتى إن بعض العلماء مِن علماء اللغة -نسِيت اسمه- قال: إن كل اللغة كلها مجاز نعم فإنَّك إذا قلت: قلتُ قولًا فإن (قولًا) نعربها على أنها مفعول به والمفعول به لا بد أن يكون شيئًا يُرَى حتى يقع عليه الفعل والقول ما هو بيُرى فيكون: قلت قولا مجاز نعم ويصرِفُون كل الكلام يقولون كله مجاز ما في اللغة شيء حقيقي، أعوذ بالله هذا مبالغة أي نعم فالصَّواب في هذه المسألة ما اختَاره شيخ الإسلام وأنَّ الكلمات ليس لها معنَى ذاتِيّ خُلِقَتْ له بل لا يتحَدَّد معناها إلا بالسياق.
الطالب: ..... ليس من الأمور الهامة مسائل العقل.
الشيخ : (( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ))[العنكبوت:29] يستفاد مِن هذه الآية نحن ذكرْنا فوائد أَوَّل الآية؟
الطالب: لا.
الشيخ : وش آخِر ما كتبت؟ ..