تتمة فوائد قوله تعالى : << ولما جآءت رسلنآ إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذ القرية إن أهلها كانوا ظالمين >> حفظ
طيب الدليل على الأوَّل .. الأوَّل إن إضَافة الشيء إلى سببِه المعلوم حِسًّا أو شرعًا جائِز أنَّ في هذه الآية وغيرها في آيات كثيرة وأحاديث كثيرة يُضيف الأشياء إلى أسبابِها حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم في عمِّه أبي طالب: ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل مِن النار ) (لولا أنا)، طيب إذا أُضِيف الشيء إلى سببه المعلوم حِسًّا أو شرعًا لكن مَع الله بحرْف يقتَضي التسوية كان ذلك شركًا إمَّا أصغر وإما أَكْبر قد يصِل إلى حدّ الأكبر إذا اعتقَد أنَّ له تأثيرًا كتأثير الله عز وجل وإذا أضافه إلى الله وإلى غيره بحرفٍ يقتضِي الترتيب فإن كان (ثُم) فهو جائز، لقولِ النبي صلى الله عليه وسلم -لَمَّا قال له رجل: ما شاء الله وشئت- قال: ( أجعلْتَنِي لله ندًّا بل ما شاء الله وحده ) وإن قرنَه بحرفٍ يقتضِي الترتيب والتعقيب كالفاء مثلًا لولا الله فَفُلان فما رأيُكم؟ عندَنا ثلاثة حُرُوف: الواو واضِح أنها حرام شِرك، و(ثم) جائزة، والفاء؟ الحقيقة الفاء يَتنَازَعُها أمرَان إذا رأَيْنا أنَّ الترتِيب موجود فيها قلنا بالجَوَاز، وإذا رأيْنا أنَّ الفرق بينها وبين (ثم) التي دلَّت النصوص على جوازِها أن (ثم) تدُل على التراخي والمـُهْل وبُعْد الثاني عن الأول قلنا إنه ينبغي ألَا نجوزها ولا ريب أَّن الاحتياط التورع عنها أحسَن وإن كانت لا شكَّ أنها تقتضي الترتيب لكن بينها وبين (ثم) فرق