قال الله تعالى : << وقارون وفرعون وهامان و لقد جآءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وماكانوا سابقين >> حفظ
وقال تعالى: (( و -أهلكنا- قارُون وفِرْعَون وهامان )) المؤلف قال: " أهلكنا " وهذا التقدير باعتبار السِّيَاق يعني أنَّ السياق يَدُلُّ على أنَّ هناك شيئًا مضمرًا وهو (أهلكنا)، قارون رجلٌ تاجر مِن بني إسرائيل ولكنَّه -كما قال الله عز وجل- بغَى عليهم، وقد أعطاه الله تعالى مالًا عظيمًا حتى إنَّ مفاتِحَه تثقُل بالعصبة بالجماعة مِن الناس هذه المفاتِح مفاتِحُ الخزائن، ولهذا ما آمَن بموسى اغتَرَّ بمالِه والعياذ بالله فلم يُؤْمِن بربّه، وفرعون معروف هو مَلِك مِصْر الذي ادَّعى أنَّه الرب وقال: (أنا ربكم الأعلى)، وهامَان وزيرُه وإنَّما قَدَّم قارون لِعُلُوِّ نسبِه لأنَّه مِن بني إسرائيل وهم أشرَف مِن الأقباط، وقدَّم فرعون على هامَان لعلُوِّ مرتبتِه عليه، وقوله: (( وقارون وفرعون وهامان )) لو قال قائل: أليس هذا الترتيب مِن بابِ البداءَة بالأدنى؟ الجواب: لا، لو كان مِن باب الأدنى لقال: قارُون وهامَان وفرعون نعم.
الطالب: ..... بعض .. قال: إن قارون كان مِن أحسن الناس صوتًا بالتوراة ثم اغتَرَّ بذلك.
الشيخ : ما ندري عن هذا إذا ما جاء به نَصّ ما .. (( وفرعون وهامان ولقد جاءَهم موسى )) كل هذه (( قارون وفرعون وهامان )) كلها لا تنصَرِف المانع منِ الصَّرْف
الطالب: العلمية والعجمة
الشيخ : العلَمِيَّة والعجمة نعم (( ولقد جاءَهم )) مِن قبلُ (( موسى بالبَيِّنَات )) بِالحُجَج الظاهرات (( فاسْتَكْبَرُوا في الأرض وما كانوا سابِقِين )) " (ولقد جاءَهم) هذه الجملة كما تمُرّ علينا كثيرًا مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات وهي القسَمُ المقَدَّر واللام و(قد)، وقوله: (( ولقد جاءهم )) مِن قبلُ (( موسى )) قبْل ايش؟ قبل الهلاك؟ ولَّا قبل عاد وثمود؟
الطالب: قبل ...
الشيخ : نعم، (( موسى بالبينات )) الباء هنا للمصاحبة يعني: أتاهم إتيانًا مصحوبًا بالبَيِّنَات لأنَّ الله تعالى لا يُرسل رسولًا إلَّا أعطاه مِن البينات ما يؤمِنُ على مثله البشَر، لأنَّها الحكمة والرحمة تقتضِي هكذا إذْ ليس مِن المعلُوم وليس مِن الحكمة أن يُرسَل رجلٌ إلى الناس ويقول: إني رسول الله بدون بَيِّنَة ولَّا لا؟ فلا بُدَّ مِن بينة آية واضِحَة تدُلُّ على أنَّه رسول ولهذا قال بالبَيِّنَات أي بالآيات البينات قال المؤلف: الحجج الظاهرات " منها مثلًا العصَا ومنها اليَد وكذلك السِّنِين التي أُخذُوا بها ولكن مع هذا ما انتفعوا نسأل الله العافية، قال: (( فاستكبروا في الأرض )) استكبروا بمعنى تكَبَّرُوا وعلَوا وارتَفَعُوا على الحقّ ولم يقبلوا وتعرفون ما جرى لِموسى مع فرعون مِن المناظرة والتَّهديد حتى وصَل به الحال إلى أن قال: لأجعلنك من المسجونين، (( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )) فائتين عذابنَا " يعني ما كانوا سابقين لنا لم يسبِقُونا والسَّبْق بمعنى الفَوات فأنت مثلًا إذا سابقْتَ إنسان وسبقَك أي فاتَك وعجَزْتَ عنه، هؤلاء مع استكبارهم وعظمتهم وعلوهم ما سبقوا الله عز وجل أبدًا: أمَّا قارون فخسَفَ الله به وبدارِه الأرض وبقِيَ فيها إلى يوم القيامة وما نفعَه لا بيتُه الذي احتَمَى به ولا مالُه الذي كنَزَه، وأمَّا فرعون وهامان فأغرقَهم الله عز وجل بِما كان فرعون يفتخِرُ به قال لقومه: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فأخرجَه مِن مصر وأهلكه بمثلِ ما افتخَر به، افتخَر بالأنهار فأُهلِك بايش؟ أهلك بالمـَاء فأهلكَه الله فمَا فاتَوا الله عز وجل، مع أنَّ فرعون حين إهلاكِه كان يظُنُّ أنه منتصر لأنَّه أرسلَ في المدائن حاشِرين فجمعوا الناس واتَّبعُوا موسى وقومَه على أنَّهم أمْر يسير في .. لأنهم قالوا: ما له إلَّا البحر إمَّا يسقط في البحر أو نأخذهم أخذًا لا هَوادَة فيه فكان الأمر والحمد لله بالعكس أهلَكَ الله فرعون وقومه وأنجَى موسى وقومَه: قال سبحانه وتعالى: (( فكلًّا )) مِن المذكورِين (( أخذْنَا بذنبِه )).
الطالب: ..... بعض .. قال: إن قارون كان مِن أحسن الناس صوتًا بالتوراة ثم اغتَرَّ بذلك.
الشيخ : ما ندري عن هذا إذا ما جاء به نَصّ ما .. (( وفرعون وهامان ولقد جاءَهم موسى )) كل هذه (( قارون وفرعون وهامان )) كلها لا تنصَرِف المانع منِ الصَّرْف
الطالب: العلمية والعجمة
الشيخ : العلَمِيَّة والعجمة نعم (( ولقد جاءَهم )) مِن قبلُ (( موسى بالبَيِّنَات )) بِالحُجَج الظاهرات (( فاسْتَكْبَرُوا في الأرض وما كانوا سابِقِين )) " (ولقد جاءَهم) هذه الجملة كما تمُرّ علينا كثيرًا مؤكَّدة بثلاثة مؤكدات وهي القسَمُ المقَدَّر واللام و(قد)، وقوله: (( ولقد جاءهم )) مِن قبلُ (( موسى )) قبْل ايش؟ قبل الهلاك؟ ولَّا قبل عاد وثمود؟
الطالب: قبل ...
الشيخ : نعم، (( موسى بالبينات )) الباء هنا للمصاحبة يعني: أتاهم إتيانًا مصحوبًا بالبَيِّنَات لأنَّ الله تعالى لا يُرسل رسولًا إلَّا أعطاه مِن البينات ما يؤمِنُ على مثله البشَر، لأنَّها الحكمة والرحمة تقتضِي هكذا إذْ ليس مِن المعلُوم وليس مِن الحكمة أن يُرسَل رجلٌ إلى الناس ويقول: إني رسول الله بدون بَيِّنَة ولَّا لا؟ فلا بُدَّ مِن بينة آية واضِحَة تدُلُّ على أنَّه رسول ولهذا قال بالبَيِّنَات أي بالآيات البينات قال المؤلف: الحجج الظاهرات " منها مثلًا العصَا ومنها اليَد وكذلك السِّنِين التي أُخذُوا بها ولكن مع هذا ما انتفعوا نسأل الله العافية، قال: (( فاستكبروا في الأرض )) استكبروا بمعنى تكَبَّرُوا وعلَوا وارتَفَعُوا على الحقّ ولم يقبلوا وتعرفون ما جرى لِموسى مع فرعون مِن المناظرة والتَّهديد حتى وصَل به الحال إلى أن قال: لأجعلنك من المسجونين، (( فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين )) فائتين عذابنَا " يعني ما كانوا سابقين لنا لم يسبِقُونا والسَّبْق بمعنى الفَوات فأنت مثلًا إذا سابقْتَ إنسان وسبقَك أي فاتَك وعجَزْتَ عنه، هؤلاء مع استكبارهم وعظمتهم وعلوهم ما سبقوا الله عز وجل أبدًا: أمَّا قارون فخسَفَ الله به وبدارِه الأرض وبقِيَ فيها إلى يوم القيامة وما نفعَه لا بيتُه الذي احتَمَى به ولا مالُه الذي كنَزَه، وأمَّا فرعون وهامان فأغرقَهم الله عز وجل بِما كان فرعون يفتخِرُ به قال لقومه: (( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ))[الزخرف:51] فأخرجَه مِن مصر وأهلكه بمثلِ ما افتخَر به، افتخَر بالأنهار فأُهلِك بايش؟ أهلك بالمـَاء فأهلكَه الله فمَا فاتَوا الله عز وجل، مع أنَّ فرعون حين إهلاكِه كان يظُنُّ أنه منتصر لأنَّه أرسلَ في المدائن حاشِرين فجمعوا الناس واتَّبعُوا موسى وقومَه على أنَّهم أمْر يسير في .. لأنهم قالوا: ما له إلَّا البحر إمَّا يسقط في البحر أو نأخذهم أخذًا لا هَوادَة فيه فكان الأمر والحمد لله بالعكس أهلَكَ الله فرعون وقومه وأنجَى موسى وقومَه: قال سبحانه وتعالى: (( فكلًّا )) مِن المذكورِين (( أخذْنَا بذنبِه )).