فوائد قوله تعالى : << فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ................ >> حفظ
وقوله: (( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ))[العنكبوت:40] مِن فوائد هذه الآية تمامُ قدرةِ الله في إرسالِ هذه العقوبات فإنَّها كلها عقوبات تدُلّ على القدرة.
ومنْها إبطَال قول هؤلاء الملحدين حينما تأتي مثل هذه الآيات في الوقت الحاضر فيقولوا هذه مِن الكوارث الطبيعية تأتي الزلازل اللي هي الرجفة ويقولون: هذه مسألة طبيعية، وتأتي الفيضانات العظيمة التي تُدَمِّر ويقولون هذه كوارث طبيعية ما يعتَبِرُون بها ويرون أنَّها نوع من العقوبات التي جرَت على الأمم السابقة، وكذلك الرياح الشديدة وهذا مِن موت القلوب والعياذ بالله أنَّ الإنسان يُعرَض عن التأمُّل والتدبر في هذه الآيات ويضِيفها إلى أمور طبيعية، وكأنها على زعمهم كأنَّ الطبيعة هي التي تخلُق وتفعَل بدون الله.
ومن فوائد الآية إثباتُ حكمَةِ الله عز وجل لقوله: (( أخذنا بذنبه )) سواءٌ قلنا إنَّ الباء للسببية أو لِلمقابلة.
ومنها إثباتُ الأسباب، وكل مَا جاءك في القرآن مِن لام للتعليل أو باء للسببية فإنها تدُلّ على إثبات الأسباب والحِكَم.
ومنها الردُّ على الجبرية الذين يُنكِرُون الأسباب ومَن وافقهم مِن الأشعرية فإنَّنا نحنُ أهل السنة والجماعة نُؤْمِن بالأسباب لكننا لا نقول إنَّ هذه الأسباب مؤثرة بنفسها ولكن بخلْقِ الله سبحانه وتعالى فيها التأثير.
ومنها أنَّ الجزاء مِن جنس العمل هذا على أيِّ الاحتمالين في الباء؟ البَدَلِيَّة والمقَابَلَة، الجزاءُ مِن جنس العمل لقولِه: (( فكلا أخذنا بذنبه ))، واعلموا أنَّ الجزاء من جنس العمل في الجزاءات الشرعية والجزاءَات الكونية الجزاءات الشرعية مثل الحدود، الحدود العقوبات المقَدَّرة مِن قبل الشرع كلُّها في الواقع عقوبات فقَطْع اليد بالسرقة لا شك أنَّه موافِق للحكمة لأنَّ اليد بها يأخذ، وقطع الأيدي والأرجل مِن خلاف لِقُطَّاع الطريق مُوافق للحكمة لأنَّ قُطاَّع الطريق يعتَدُون على الناس بأيْديهم وأرجلِهم، ورجم الزاني بالحجارة دون قتلِه بالسيف موافقٌ للحكمة أيضًــا، وهكذا كُلَّ العقوبات الشرعية والكونيــة فإنَّها موافِقَة للحكمة ويدل على هذا قولُه: (( فكـــلًّا أخــذنا بذنـــبِه )).
ومن فوائد الآية أيضًا قوله: حاصبا وصيحة وخسْف وغرق هذه الأنواع الأربعة مِن العقوبات ذكرُها له حكمة لأن قوله: (( مَن أرسلنا عليه حاصبًا )) هذا إهلاكٌ جاءَ من فوق، (( مَن خسفنا به الأرض )) مِن تحت، (( مَن أخذته الصيحة )) هذا إهلاك بالقَوْل والصَّوْت، وقوله: (( مَن أغرقْنا )) إهْلاك بالماء لأجل أن يتبين للناس أنَّ العقوبات لا تأتي من نوعٍ واحد تأتي مِن أنواع متعددة بحسب حال المعاقَب.
ومنها لكن ما وصلنا إلى قوله: (( وما كان الله ليظلَمهم )) ما كملنا الآية؟
الطالب: كملنا..
الشيخ : كملناها؟ طيب
ومنها بيانُ كمالِ عدلِ الله لقوله: (( وما كان الله ليظلِمَهم )) وهذه الصفة أظُنُّها مِن الصِّفات السلبية أو الثبوتية؟
الطالب: سلبية؟
الشيخ : سلْبِيَّة وقد مرَّ علينا عدَّةَ مرات أنَّ الصفات السلبية لا تكون مدحًا إلا إذا تَضَمَّنَت ثبوتًا، فمُجَرَّد النفي ما هو مدْح حتى يتضمن ثبوتًا، إذا نفى الله الظلمَ عن نفسه ليس معناه أنَّه لا يظلم فقط بل لِكَمَالِ عدلِه لا يظلِم وليس المعنى أنَّه غير قادر على الظلم بل هو قادِر سبحانه وتعالى على أن يظلِم لكنَّه لكمالِ عدله لا يظلِم ولو كان غيرَ قادر على الظلم لم يكن نفيُ الظلم عنه مدحًا أليس كذلك؟ ولهذا قالوا في قول الشاعر:
أُبَيِّلَةٌ لا يغدِرُون بذمة ولا يظلِمُون الناس حبَّةَ خَرْدِل
نفْي الظلم عن هؤلاء الجماعة هو مدْح ولَّا ذم؟ في هذا الباب ذمّ يعني لأنَّهم لعجزِهم لا يظلِمُون، وكذلك قول الشاعر:
لكن قومِي وإن كانُوا ذوِي حسب ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإن هَانَا
يعني ما هُم مِن الشر في شيء ولا يفعَلُون الشر ولا فيهم شر أبدًا، بل أبلغ مِن هذا أنهم
يجزُون من ظُلمِ أهل الظلْمِ مغفِرَةً ومِــــــن إسَـــــاءَة أهــــل السُّـــــوء إحســـانًا
إذا ظلَمَهم أحد قابَلُوه بالمغْفِرة والسماح نعم وكذلك أيضًا إذا أساءَ إليهم أحسَنوا هذا ظاهرُه أنَّه مدح نعم كما يقول الأخ عبد الله قال: جزاهم الله خيرًا لكنه في الحقيقة ذمّ مِن أبلَغ الذم لأنَّه يحتقِرُهم ويقول إنهم ما يستطيعون أن يثأَرُوا لأنفسهم أو ينتصِرُوا لأنفسِهم بل إذا أُسِيءَ إليهم قابلوا بالإحسان خوفًا من إساءةٍ أعظم، نعم وإذا ظلموا غفَرُوا ولهذا قال نفس الشاعر:
فليتَ لي بهمُ قومًا إذا ركِبُوا شنُّوا الإغَارَة فُرْسَانًا ورُكْبَانًا
تمنَّى أن الله يعطِيه بدلِهم فالمهِم أنَّ مُجَرَّد إثبات النفي لا يَدُلّ على الكمال حتى يتضَمَّنَ مدحًا وثبوتًا.
ومن فوائد الآية أنَّ الإنسان هو الظالِم لنفْسِه بفعل المعاصي لقوله: (( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) إذًا فأنت حرامٌ عليك فعل المعاصي لأنه ظلمٌ لنفسك وأمَّا الله تعالى فلا يظلِم، عندنا نفي الصفات مِن حيث العموم قد يتضَمَّن الكمال وقد يتضَمَّن النقص وقد يكون لِعدَم القَابِلِيَّة فالذي لله مِن أَيّهم أيّ الثلاثة؟
الطالب: الكمال.
الشيخ : قد يكون للكمال مثل هذه الآية مثل قوله تعالى: (( وما مسَّنَا مِن لُغُوب ))، وقد يكون نفي النقص لايش؟ لِعدم القابلية مثل أن تقول: إنَّ هذا الجدار لا يفعَل وهذا الجدار ما يظلِم لماذا؟ لِعدم القابلية فهل هذا مدحٌ له؟ لا، لأنَّه أصلًا ما يقبَل هذا الوصف، وقد يكون النفي للعجز مثل ما ذكَرنْا في أمثلة البَيْتَيْن
لكنَّ قومي وإن كانُوا ذوي حَسَبٍ ليسوا مِن الشَّرِّ في شَيْءٍ وإن هانا
ولا يكون لِلَّهِ مِن هذه الأقسام الثلاثة إلا القسْم الأول وهو ما تضَمَّن كمالًا ومدحًا ولهذا يقول أهل العلم: إنَّ الله تعالى إذا نفَى عن نفسِه صفَةً فإنَّ المراد بها أمران: نفيُ تلك الصفة والثاني: إثباتُ كمَالِ ضِدِّهَا
ومنْها إبطَال قول هؤلاء الملحدين حينما تأتي مثل هذه الآيات في الوقت الحاضر فيقولوا هذه مِن الكوارث الطبيعية تأتي الزلازل اللي هي الرجفة ويقولون: هذه مسألة طبيعية، وتأتي الفيضانات العظيمة التي تُدَمِّر ويقولون هذه كوارث طبيعية ما يعتَبِرُون بها ويرون أنَّها نوع من العقوبات التي جرَت على الأمم السابقة، وكذلك الرياح الشديدة وهذا مِن موت القلوب والعياذ بالله أنَّ الإنسان يُعرَض عن التأمُّل والتدبر في هذه الآيات ويضِيفها إلى أمور طبيعية، وكأنها على زعمهم كأنَّ الطبيعة هي التي تخلُق وتفعَل بدون الله.
ومن فوائد الآية إثباتُ حكمَةِ الله عز وجل لقوله: (( أخذنا بذنبه )) سواءٌ قلنا إنَّ الباء للسببية أو لِلمقابلة.
ومنها إثباتُ الأسباب، وكل مَا جاءك في القرآن مِن لام للتعليل أو باء للسببية فإنها تدُلّ على إثبات الأسباب والحِكَم.
ومنها الردُّ على الجبرية الذين يُنكِرُون الأسباب ومَن وافقهم مِن الأشعرية فإنَّنا نحنُ أهل السنة والجماعة نُؤْمِن بالأسباب لكننا لا نقول إنَّ هذه الأسباب مؤثرة بنفسها ولكن بخلْقِ الله سبحانه وتعالى فيها التأثير.
ومنها أنَّ الجزاء مِن جنس العمل هذا على أيِّ الاحتمالين في الباء؟ البَدَلِيَّة والمقَابَلَة، الجزاءُ مِن جنس العمل لقولِه: (( فكلا أخذنا بذنبه ))، واعلموا أنَّ الجزاء من جنس العمل في الجزاءات الشرعية والجزاءَات الكونية الجزاءات الشرعية مثل الحدود، الحدود العقوبات المقَدَّرة مِن قبل الشرع كلُّها في الواقع عقوبات فقَطْع اليد بالسرقة لا شك أنَّه موافِق للحكمة لأنَّ اليد بها يأخذ، وقطع الأيدي والأرجل مِن خلاف لِقُطَّاع الطريق مُوافق للحكمة لأنَّ قُطاَّع الطريق يعتَدُون على الناس بأيْديهم وأرجلِهم، ورجم الزاني بالحجارة دون قتلِه بالسيف موافقٌ للحكمة أيضًــا، وهكذا كُلَّ العقوبات الشرعية والكونيــة فإنَّها موافِقَة للحكمة ويدل على هذا قولُه: (( فكـــلًّا أخــذنا بذنـــبِه )).
ومن فوائد الآية أيضًا قوله: حاصبا وصيحة وخسْف وغرق هذه الأنواع الأربعة مِن العقوبات ذكرُها له حكمة لأن قوله: (( مَن أرسلنا عليه حاصبًا )) هذا إهلاكٌ جاءَ من فوق، (( مَن خسفنا به الأرض )) مِن تحت، (( مَن أخذته الصيحة )) هذا إهلاك بالقَوْل والصَّوْت، وقوله: (( مَن أغرقْنا )) إهْلاك بالماء لأجل أن يتبين للناس أنَّ العقوبات لا تأتي من نوعٍ واحد تأتي مِن أنواع متعددة بحسب حال المعاقَب.
ومنها لكن ما وصلنا إلى قوله: (( وما كان الله ليظلَمهم )) ما كملنا الآية؟
الطالب: كملنا..
الشيخ : كملناها؟ طيب
ومنها بيانُ كمالِ عدلِ الله لقوله: (( وما كان الله ليظلِمَهم )) وهذه الصفة أظُنُّها مِن الصِّفات السلبية أو الثبوتية؟
الطالب: سلبية؟
الشيخ : سلْبِيَّة وقد مرَّ علينا عدَّةَ مرات أنَّ الصفات السلبية لا تكون مدحًا إلا إذا تَضَمَّنَت ثبوتًا، فمُجَرَّد النفي ما هو مدْح حتى يتضمن ثبوتًا، إذا نفى الله الظلمَ عن نفسه ليس معناه أنَّه لا يظلم فقط بل لِكَمَالِ عدلِه لا يظلِم وليس المعنى أنَّه غير قادر على الظلم بل هو قادِر سبحانه وتعالى على أن يظلِم لكنَّه لكمالِ عدله لا يظلِم ولو كان غيرَ قادر على الظلم لم يكن نفيُ الظلم عنه مدحًا أليس كذلك؟ ولهذا قالوا في قول الشاعر:
أُبَيِّلَةٌ لا يغدِرُون بذمة ولا يظلِمُون الناس حبَّةَ خَرْدِل
نفْي الظلم عن هؤلاء الجماعة هو مدْح ولَّا ذم؟ في هذا الباب ذمّ يعني لأنَّهم لعجزِهم لا يظلِمُون، وكذلك قول الشاعر:
لكن قومِي وإن كانُوا ذوِي حسب ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإن هَانَا
يعني ما هُم مِن الشر في شيء ولا يفعَلُون الشر ولا فيهم شر أبدًا، بل أبلغ مِن هذا أنهم
يجزُون من ظُلمِ أهل الظلْمِ مغفِرَةً ومِــــــن إسَـــــاءَة أهــــل السُّـــــوء إحســـانًا
إذا ظلَمَهم أحد قابَلُوه بالمغْفِرة والسماح نعم وكذلك أيضًا إذا أساءَ إليهم أحسَنوا هذا ظاهرُه أنَّه مدح نعم كما يقول الأخ عبد الله قال: جزاهم الله خيرًا لكنه في الحقيقة ذمّ مِن أبلَغ الذم لأنَّه يحتقِرُهم ويقول إنهم ما يستطيعون أن يثأَرُوا لأنفسهم أو ينتصِرُوا لأنفسِهم بل إذا أُسِيءَ إليهم قابلوا بالإحسان خوفًا من إساءةٍ أعظم، نعم وإذا ظلموا غفَرُوا ولهذا قال نفس الشاعر:
فليتَ لي بهمُ قومًا إذا ركِبُوا شنُّوا الإغَارَة فُرْسَانًا ورُكْبَانًا
تمنَّى أن الله يعطِيه بدلِهم فالمهِم أنَّ مُجَرَّد إثبات النفي لا يَدُلّ على الكمال حتى يتضَمَّنَ مدحًا وثبوتًا.
ومن فوائد الآية أنَّ الإنسان هو الظالِم لنفْسِه بفعل المعاصي لقوله: (( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) إذًا فأنت حرامٌ عليك فعل المعاصي لأنه ظلمٌ لنفسك وأمَّا الله تعالى فلا يظلِم، عندنا نفي الصفات مِن حيث العموم قد يتضَمَّن الكمال وقد يتضَمَّن النقص وقد يكون لِعدَم القَابِلِيَّة فالذي لله مِن أَيّهم أيّ الثلاثة؟
الطالب: الكمال.
الشيخ : قد يكون للكمال مثل هذه الآية مثل قوله تعالى: (( وما مسَّنَا مِن لُغُوب ))، وقد يكون نفي النقص لايش؟ لِعدم القابلية مثل أن تقول: إنَّ هذا الجدار لا يفعَل وهذا الجدار ما يظلِم لماذا؟ لِعدم القابلية فهل هذا مدحٌ له؟ لا، لأنَّه أصلًا ما يقبَل هذا الوصف، وقد يكون النفي للعجز مثل ما ذكَرنْا في أمثلة البَيْتَيْن
لكنَّ قومي وإن كانُوا ذوي حَسَبٍ ليسوا مِن الشَّرِّ في شَيْءٍ وإن هانا
ولا يكون لِلَّهِ مِن هذه الأقسام الثلاثة إلا القسْم الأول وهو ما تضَمَّن كمالًا ومدحًا ولهذا يقول أهل العلم: إنَّ الله تعالى إذا نفَى عن نفسِه صفَةً فإنَّ المراد بها أمران: نفيُ تلك الصفة والثاني: إثباتُ كمَالِ ضِدِّهَا