قال الله تعالى : << إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيئ وهو العزيز الحكيم >> حفظ
قال تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))[العنكبوت:42] (إنَّ الله يعلم ما) (ما) يقول المؤلف: " بمعنى الذي " فتكون اسمًا موصولًا وهذا الإعراب الذي سلكَه المؤلف هو المتبادِر من الآية، وبعض المعربين يقول: (ما) استفهامِيَّة والوقْفُ على قولِه: إن الله يعلم ما الذي يدعون من دونه مِن شيء )) هل يستفيدون؟ ولكنَّ هذا بعِيد مِن باللفظ فَإعرابُ المؤلف هو الصواب، (يعلم ما يدعون من دونه) يبقى على إعراب المؤلف أن نقول: أين العائد عائِدُ الموصول الجواب؟
الطالب: الهاء
الشيخ : وين؟
الطالب: من دونه ...
الشيخ : (ما يدعون مِن دونه) الهاء هذه تعود على الله ما هي تعود على (ما)؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف، وهذا مطَّرِد حذفُ العائد المحذوف مطَّرد، فيقول التقدير: إنَّ الله يعلم ما يدعونَه مِن شيء، وقوله: (( يدعون )) قال: " يعبدون " فالدعاء هنا دُعَاء عبادة، وكما يكون الدعاء دعاءَ عبادة فهو دعاءُ مسألة ... دعاءُ مسألة ودعاءُ عبادة أمَّا دعاء المسألة ففي قوله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] إنَّك تقول: يا ربي اغفر لي يا ربي ارحمني وما أشبه ذلك، دعاءُ العبادة وش معناه؟ أن تتعَبَّدَ للهِ سبحانه وتعالى بما أمرَك به وإنَّما كان ذلك دعاءً لأنَّ حقيقةَ حالِ العابد ما هي؟ طلب مغفِرَة الله ورحمَتِه فهو في الحقيقة داعٍ ضِمْنًا ودليلُه قوله تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))[غافر:60]، وقوله: (ما يدعون) يعبدون " ينبغي أن نجعَل الدعاء هنا شاملًا لِلعبادة ولِدُعَاء المسألة، هم يدعون هذه الأصنام دعاءَ مسألة ولَّا لا؟
الطالب: يدعونها
الشيخ : يدعونها هذه الأصنام دعاء مسألة أيضًا يسألونها، وشاهدٌ ظاهر في هذا أولئك الذين يشرِكُون بالأنبياء والأولياء فإنَّهم يدعونهم دعاءَ مسألة يقول: يا رسول الله اغفرْ لي ويا رسول الله يسِّرْ أمري وما أشبهَ ذلك، وقوله: " بالياء والتاء " كيف بالياء والتاء؟ يعني يدعون وتَدْعُون قراءتان سبعيتان (( من دونه )) غيرِه (( مِن شَيْء ))" هذه بيانٌ لـ(ما) يعني أي شيء يدعونه فإنَّ الله تعالى عالمٌ به، طيب علمُه به وش معنى علمُه به؟ أنَّه يعلم حالَ هذا المدعُوّ المعبُود وهي كالتعلِيل لقولِه: (( مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دون الله أولياء كمثل العنكبوت )) تؤيِّد أنَّ هذا المثلَ مطابِقٌ للواقع لأنَّه صادرٌ عن عِلْم (( إن الله يعلم )) فإنه لما ذكر أنهم في العنكبوت بيَّنَ أنَّ هذا عن علمٍ مِن الله (( إن الله يعلمُ ما يدعون مِن دونه من شيء )) وأنَّ هذا الشيء الذي يُدعَى لا ينفَع، وقوله: (( وهو العزيز )) في مُلْكِه (( الحكيم )) في صُنعِه " لو قال قائلٌ: إنَّ المناسب أن يقال (وهو السميع العليم) لأنَّه يقول: (يعلَم) فمقتضى الظاهر أن تُختَم الآية بالعِلْم؟ قلنا: هذا حقّ بالنِّسْبة لِظاهِر الكَلَام لكن عند التأَمُّل تجد أن ختامَه بالعزة والحكمة أبلَغ فإنَّهم يريدون الاستنصار بهذه الأصْنَام والغلبَة والظهور، وأكبَرُ شاهدٍ لذلك قول أبو سفيان يوم أحُد حيث قال: " اعْلُ هُبَل " هذه الأصنام واعتزازُهم بها مقابَلٌ بعزةِ مَن لا يُغلَب وهو الله، ولهذا قال: (وهو العزيز) الغالِب لهذه الأصنام ولِعَابِدِي هذه الأصنام واضِح؟ (العزيز) إذًا مناسبة (العزيز) أبلغ مِن مناسبة (العليم)، لأنَّ هؤلاء يستنصرون بأصنامهم ويريدون أن تظهَر وتغلب فبيَّنَ الله أنَّه هو صاحب العزة، وسبقَ لنا أنَّ العزيز مِن أسماء الله عز وجل وأنه يتضَمَّن العزة من ثلاثة وجوه: عزة القَدْر وعزة القهْر وعزة الامتِنَاع، أما عزةُ القدر فمعناه سبحانه وتعالى أنَّه لا يشبهه أحد في عظمته وجلاله وقَدْرِه، وأما عزة القهر فمعناه أنَّه لا أحد يشبهُ الله عز وجل في قهْره وسلطانه وملكه، وأمَّا عزة الامتناع فمعناه أنَّه سبحانه وتعالى ممتَنِع عن كلِّ نقص وعن كلِّ عيب فهو عزيزٌ أن يُنَالَ بعيبٍ أو نقص، وقوله: (الحكيم) دائمًا يقرِن الله سبحانه وتعالى العزة بالحكمة أتدرُون لماذا؟ لأنَّ بعض الأعزَّاء مِن الخلق تحمِلُهم العزَّة على التَّهَوُّر وعَدم التثَبُّت وعدم تنزيل الأشياء منازلها واذكروا قول الله تعالى: (( وإذا قِيل له اتَّقِ الله أخذَتْه العزة بالإثْم )) وكون العزة تأخُذُه بالإثم حِكمة ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : ليس بحكمة خلاف الحكمة فلهذا يقرِنُ الله تعالى دائمًا العزيز بالحكيم إشارةً إلى أنَّ عزتَه تبارك وتعالى مقرونَة بالحكمة فهو وإن كان عزيزًا غالبًا قاهرًا له السلطان الكامل فإنَّه سبحانه وتعالى لا يُدَبِّرُ الأمر إلا على وجه الحكمة البالغة، ثم إنَّه أيضًا على تفسيرنا فيما سبق الحكيم بأنَّه ذو الحُكْم وش بعد؟ والحِكْمَة، ظاهرٌ جدًّا أنَّ عزتَه مقرونَة بحُكْمِه وأنَّ له الحكم المطلق في عباده سبحانه وتعالى فلهذا يُقرَنُ هذا الاسم بهذا الاسم دائمًا، واعلم أنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى لها معانِي عند إفرادِها وإذا قُرِنَت مع غيرِها ترَكَّب مِن هذا الاقتران معنًى آخر فوق المعنَى الافرادِيِّ لكلِّ اسم، وهذه المسألة تأمَّلُوها فمثلًا العزيز له معنى عند انفرادِه والحكِيم له معنى عند انفراده لكن إذا اقتَرنَا جميعًا حَصَلَ منها معنًى آخر ثالث زائِد على المعنى الانفرادي، وهو ما يحصل باجتماع هذين الاسمين مِن المعنى الكامل، وسبق لنا أنَّ الحكيم ذُو الحُكْم والحِكْمة وأنَّ الحُكْم ينقَسِم إلى كَونِيّ وشرعي ومثَّلْنَا للكوني بقوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذَنَ لي أبي أو يحْكُم الله لي ))، وللشرعي بقوله تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) ولِمَا يشمَلُهما جميعًا (( إنَّ الله يحكم ما يريد )) ومَا أشبه ذلك، أمَّا الحكمة فإنها ثابتة لله عز وجل وهي تنْزِيل الأشياء في منازلها وتكون في الحكم الكوني والحكم الشرعي هذا باعتبار موضعها، وتكون أيضًا حكمة غائِيَّة وحكمة صُورِيَّة، صُورِيَّة بمعنى أنَّ كونَ الشيء على هذه الصورَة المعينة موافِقٌ للحكمة، ثم الغاية منه حكمةٌ أيضًا فتكون حكمة في الغاية وفي الهيئة التي كان عليها هذا الأمر، وهذا شاملٌ لجميع أحكام الله سبحانه وتعالى الكونية والشرعية، قال تعالي: (( وهو العزيز الحكيم ))
الطالب: الهاء
الشيخ : وين؟
الطالب: من دونه ...
الشيخ : (ما يدعون مِن دونه) الهاء هذه تعود على الله ما هي تعود على (ما)؟
الطالب: محذوف
الشيخ : محذوف، وهذا مطَّرِد حذفُ العائد المحذوف مطَّرد، فيقول التقدير: إنَّ الله يعلم ما يدعونَه مِن شيء، وقوله: (( يدعون )) قال: " يعبدون " فالدعاء هنا دُعَاء عبادة، وكما يكون الدعاء دعاءَ عبادة فهو دعاءُ مسألة ... دعاءُ مسألة ودعاءُ عبادة أمَّا دعاء المسألة ففي قوله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ))[البقرة:186] إنَّك تقول: يا ربي اغفر لي يا ربي ارحمني وما أشبه ذلك، دعاءُ العبادة وش معناه؟ أن تتعَبَّدَ للهِ سبحانه وتعالى بما أمرَك به وإنَّما كان ذلك دعاءً لأنَّ حقيقةَ حالِ العابد ما هي؟ طلب مغفِرَة الله ورحمَتِه فهو في الحقيقة داعٍ ضِمْنًا ودليلُه قوله تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ))[غافر:60]، وقوله: (ما يدعون) يعبدون " ينبغي أن نجعَل الدعاء هنا شاملًا لِلعبادة ولِدُعَاء المسألة، هم يدعون هذه الأصنام دعاءَ مسألة ولَّا لا؟
الطالب: يدعونها
الشيخ : يدعونها هذه الأصنام دعاء مسألة أيضًا يسألونها، وشاهدٌ ظاهر في هذا أولئك الذين يشرِكُون بالأنبياء والأولياء فإنَّهم يدعونهم دعاءَ مسألة يقول: يا رسول الله اغفرْ لي ويا رسول الله يسِّرْ أمري وما أشبهَ ذلك، وقوله: " بالياء والتاء " كيف بالياء والتاء؟ يعني يدعون وتَدْعُون قراءتان سبعيتان (( من دونه )) غيرِه (( مِن شَيْء ))" هذه بيانٌ لـ(ما) يعني أي شيء يدعونه فإنَّ الله تعالى عالمٌ به، طيب علمُه به وش معنى علمُه به؟ أنَّه يعلم حالَ هذا المدعُوّ المعبُود وهي كالتعلِيل لقولِه: (( مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دون الله أولياء كمثل العنكبوت )) تؤيِّد أنَّ هذا المثلَ مطابِقٌ للواقع لأنَّه صادرٌ عن عِلْم (( إن الله يعلم )) فإنه لما ذكر أنهم في العنكبوت بيَّنَ أنَّ هذا عن علمٍ مِن الله (( إن الله يعلمُ ما يدعون مِن دونه من شيء )) وأنَّ هذا الشيء الذي يُدعَى لا ينفَع، وقوله: (( وهو العزيز )) في مُلْكِه (( الحكيم )) في صُنعِه " لو قال قائلٌ: إنَّ المناسب أن يقال (وهو السميع العليم) لأنَّه يقول: (يعلَم) فمقتضى الظاهر أن تُختَم الآية بالعِلْم؟ قلنا: هذا حقّ بالنِّسْبة لِظاهِر الكَلَام لكن عند التأَمُّل تجد أن ختامَه بالعزة والحكمة أبلَغ فإنَّهم يريدون الاستنصار بهذه الأصْنَام والغلبَة والظهور، وأكبَرُ شاهدٍ لذلك قول أبو سفيان يوم أحُد حيث قال: " اعْلُ هُبَل " هذه الأصنام واعتزازُهم بها مقابَلٌ بعزةِ مَن لا يُغلَب وهو الله، ولهذا قال: (وهو العزيز) الغالِب لهذه الأصنام ولِعَابِدِي هذه الأصنام واضِح؟ (العزيز) إذًا مناسبة (العزيز) أبلغ مِن مناسبة (العليم)، لأنَّ هؤلاء يستنصرون بأصنامهم ويريدون أن تظهَر وتغلب فبيَّنَ الله أنَّه هو صاحب العزة، وسبقَ لنا أنَّ العزيز مِن أسماء الله عز وجل وأنه يتضَمَّن العزة من ثلاثة وجوه: عزة القَدْر وعزة القهْر وعزة الامتِنَاع، أما عزةُ القدر فمعناه سبحانه وتعالى أنَّه لا يشبهه أحد في عظمته وجلاله وقَدْرِه، وأما عزة القهر فمعناه أنَّه لا أحد يشبهُ الله عز وجل في قهْره وسلطانه وملكه، وأمَّا عزة الامتناع فمعناه أنَّه سبحانه وتعالى ممتَنِع عن كلِّ نقص وعن كلِّ عيب فهو عزيزٌ أن يُنَالَ بعيبٍ أو نقص، وقوله: (الحكيم) دائمًا يقرِن الله سبحانه وتعالى العزة بالحكمة أتدرُون لماذا؟ لأنَّ بعض الأعزَّاء مِن الخلق تحمِلُهم العزَّة على التَّهَوُّر وعَدم التثَبُّت وعدم تنزيل الأشياء منازلها واذكروا قول الله تعالى: (( وإذا قِيل له اتَّقِ الله أخذَتْه العزة بالإثْم )) وكون العزة تأخُذُه بالإثم حِكمة ولَّا لا؟
الطالب: لا
الشيخ : ليس بحكمة خلاف الحكمة فلهذا يقرِنُ الله تعالى دائمًا العزيز بالحكيم إشارةً إلى أنَّ عزتَه تبارك وتعالى مقرونَة بالحكمة فهو وإن كان عزيزًا غالبًا قاهرًا له السلطان الكامل فإنَّه سبحانه وتعالى لا يُدَبِّرُ الأمر إلا على وجه الحكمة البالغة، ثم إنَّه أيضًا على تفسيرنا فيما سبق الحكيم بأنَّه ذو الحُكْم وش بعد؟ والحِكْمَة، ظاهرٌ جدًّا أنَّ عزتَه مقرونَة بحُكْمِه وأنَّ له الحكم المطلق في عباده سبحانه وتعالى فلهذا يُقرَنُ هذا الاسم بهذا الاسم دائمًا، واعلم أنَّ أسماء الله سبحانه وتعالى لها معانِي عند إفرادِها وإذا قُرِنَت مع غيرِها ترَكَّب مِن هذا الاقتران معنًى آخر فوق المعنَى الافرادِيِّ لكلِّ اسم، وهذه المسألة تأمَّلُوها فمثلًا العزيز له معنى عند انفرادِه والحكِيم له معنى عند انفراده لكن إذا اقتَرنَا جميعًا حَصَلَ منها معنًى آخر ثالث زائِد على المعنى الانفرادي، وهو ما يحصل باجتماع هذين الاسمين مِن المعنى الكامل، وسبق لنا أنَّ الحكيم ذُو الحُكْم والحِكْمة وأنَّ الحُكْم ينقَسِم إلى كَونِيّ وشرعي ومثَّلْنَا للكوني بقوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذَنَ لي أبي أو يحْكُم الله لي ))، وللشرعي بقوله تعالى في سورة الممتحِنَة: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) ولِمَا يشمَلُهما جميعًا (( إنَّ الله يحكم ما يريد )) ومَا أشبه ذلك، أمَّا الحكمة فإنها ثابتة لله عز وجل وهي تنْزِيل الأشياء في منازلها وتكون في الحكم الكوني والحكم الشرعي هذا باعتبار موضعها، وتكون أيضًا حكمة غائِيَّة وحكمة صُورِيَّة، صُورِيَّة بمعنى أنَّ كونَ الشيء على هذه الصورَة المعينة موافِقٌ للحكمة، ثم الغاية منه حكمةٌ أيضًا فتكون حكمة في الغاية وفي الهيئة التي كان عليها هذا الأمر، وهذا شاملٌ لجميع أحكام الله سبحانه وتعالى الكونية والشرعية، قال تعالي: (( وهو العزيز الحكيم ))