قال الله تعالى : << خلق الله السموات و الأرض بالحق إن في ذلك لأية للمؤمنين >> حفظ
قال الله تعالى: (( خلَقَ اللهُ السماواتِ والأرْضَ بالحق )) أي مُحِقًّا (( إنَّ في ذلك لآيَةً )) دالَّةً على قدرتِه تعالى (( للمؤمنين )) طيب (خلق الله السماوات والأرض) ما معنى خَلَق؟ أي أوجدَها، والله تعالى خالق السماواتِ والأرْض وبدِيع السماوات الأرض قال أهل العلم: بديع بمعنى مُبْدِع والإِبْدَاع إيجَاد الشيء على غيرِ مثالٍ سبق ومنه البِئْرُ البِدْع التي حُفِرَتْ الآن جديدة فالخَلْق أعَمُّ مِن البَدْع لكن قد بيَّن الله عز وجل في آية أخرى أنَّه خالق وبديع فهو الذي أوجَد السماوات والأرض وهو بَديع السماوات والأرض، نعم وقوله: (( خلق السماوات والأرض )) يعني بما فيهما؟
الطالب: نعم
الشيخ : نعم بما فيهما والذي فيهما بالنسبة لبني آدم منْهُمَا وكذلك النبات فإنَّ الإنسان خُلِقَ مِن طين مِن الأرض والنبات أيضًا مِن الأرض كما هو ظاهر، وقوله: (( بالحق )) قال المؤلف: " أي محقا " فالجار والمجرور في موضع نصْبٍ على الحال مِن فاعل (خلق) أي مُحِقًّا ويجوز أن يكونَ حالًا قصدي مفعولًا مِن أجلِه يعني بمعنى المفعول من أجله أي خلَقَهَا لِلحق كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ))[ص:27] وإنَّما هي حق، وتفسير المؤلف يؤيدُه قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ )) فإذا لم يكن لاعبًا سبحانه وتعالى كان مُحِقًّا، وقوله: (( إنَّ في ذلك لآية )) (في ذلك) المشَارُ إليه الخلق فيشمل كل ما تطوَّر مِن خلقِ السماوات والأرض فإنَّه آية، فنفس السماوات والأرض خلْقُهما آية دالة على الله لأنَّ آيَةَ الشيء ما كان دالًّا عليه دون غيرِه، هنا السماوات والأرض دالَّة على الله، لأنَّه لا أحَدَ يستطيع أن يخلُق مثل هذه السماوات والأرض أليس كذلك؟ إذًا فهي آيةٌ له فوُجود هذه السماوات والأرض دالٌّ على القدرة وما فيهما مِن الانتظام وعَدَم الاضطراب والتَّنَاقض دَالٌّ على الحكمة، ولو تأمَّلت أشياء كثيرة مِن حوادث السماوات والأرض لوجَدت كلَّ واحد منها يدُلُّ على القدرة وطبعًا وعلى العلم (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وعلى الحِكْمة وله أيضًا دلالَة خاصَّة على ما يدُلُّ عليه بنفسه وهذا شيءٌ تأمَّل يظهر لك آياتٌ كثيرة (( لآية للمؤمنين )) يقول دالة على قدرة الله فقط؟ لا، على قدرة الله وعلى علمِه وعلى حكمته وعلى رحمتِه وعلى قوَّتِه، نعم وكُل الحوادث السماوات والأرض كلُّ شيء منها يدُلُّ على تلك الصِّفَة الخاصة به، وقوله: (( للمؤمنين )) قال المؤلف: خُصُّوا بالذِّكْر لأنَّهم المنتَفِعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين " صحيح، الآيات الكونية لا ينتفِعُ بها إلا المؤمن والكافر ما ينتفِع، الكافر يقول: هذه طبيعة تُدَبِّر بنفسِها وتنتَقِم مِن الناس بنفسِها وتجلِب الخير للناس بنفسها ولا ينتَفِع، والمؤمن ينتفع بذلك، كذلك أيضًا الآيات الشرعية المؤمِن ينتفِعُ به وغيرُ المؤمن لا ينتفع (( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )) فالآياتُ إذًا الآيَات الكونِيَّة والشَّرْعِيَّة ما تنفَع إلَّا المؤمن، فإذا قال قائل: المؤمن مؤمن كيف ينتفع؟ قلنا: نعم ينتفع بأي شيء؟ بزيادة الإيمان (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )) وزيادَة الإيمان لا شكَّ أنه انتفاع نفع عظيم لأنَّ الإيمان إمَّا أن يزيد وإما أن ينقص وإمَّا أن يبقى على ما هو عليه، والأخير هذا قد يكون نادرًا أن يكون الإيمان لا يَزيد ولا ينقُص فهو إمَّا في زيادة وإما في نقصان هذا في الغالب الكثير، على أنَّ التقسيم الحاصل هذا أنَا أشكُّ في وجودِ القسم الثالث منه وهو أن يكُون لا يزيد ولا ينقص لأنّ عدَمَ زيادة الإيمان يؤَدِّي إلى نقصِه إذ أنَّ الإيمان يزيد بالطاعة كما هو مفْهُوم للجميع إذا فُقِدَت الطاعة حصَل النقص، إنَّما القسمة العقلية هو أن يكون إمَّا زائد أو ناقص أو باقٍ على حاله وتصَوُّر أو وُقُوع القسم الثالث اللهُ أعلم به، قال: (( إن في ذلك لآية للمؤمنين * اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ))
الطالب: نعم
الشيخ : نعم بما فيهما والذي فيهما بالنسبة لبني آدم منْهُمَا وكذلك النبات فإنَّ الإنسان خُلِقَ مِن طين مِن الأرض والنبات أيضًا مِن الأرض كما هو ظاهر، وقوله: (( بالحق )) قال المؤلف: " أي محقا " فالجار والمجرور في موضع نصْبٍ على الحال مِن فاعل (خلق) أي مُحِقًّا ويجوز أن يكونَ حالًا قصدي مفعولًا مِن أجلِه يعني بمعنى المفعول من أجله أي خلَقَهَا لِلحق كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ))[ص:27] وإنَّما هي حق، وتفسير المؤلف يؤيدُه قوله تعالى: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّماوات وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ )) فإذا لم يكن لاعبًا سبحانه وتعالى كان مُحِقًّا، وقوله: (( إنَّ في ذلك لآية )) (في ذلك) المشَارُ إليه الخلق فيشمل كل ما تطوَّر مِن خلقِ السماوات والأرض فإنَّه آية، فنفس السماوات والأرض خلْقُهما آية دالة على الله لأنَّ آيَةَ الشيء ما كان دالًّا عليه دون غيرِه، هنا السماوات والأرض دالَّة على الله، لأنَّه لا أحَدَ يستطيع أن يخلُق مثل هذه السماوات والأرض أليس كذلك؟ إذًا فهي آيةٌ له فوُجود هذه السماوات والأرض دالٌّ على القدرة وما فيهما مِن الانتظام وعَدَم الاضطراب والتَّنَاقض دَالٌّ على الحكمة، ولو تأمَّلت أشياء كثيرة مِن حوادث السماوات والأرض لوجَدت كلَّ واحد منها يدُلُّ على القدرة وطبعًا وعلى العلم (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) وعلى الحِكْمة وله أيضًا دلالَة خاصَّة على ما يدُلُّ عليه بنفسه وهذا شيءٌ تأمَّل يظهر لك آياتٌ كثيرة (( لآية للمؤمنين )) يقول دالة على قدرة الله فقط؟ لا، على قدرة الله وعلى علمِه وعلى حكمته وعلى رحمتِه وعلى قوَّتِه، نعم وكُل الحوادث السماوات والأرض كلُّ شيء منها يدُلُّ على تلك الصِّفَة الخاصة به، وقوله: (( للمؤمنين )) قال المؤلف: خُصُّوا بالذِّكْر لأنَّهم المنتَفِعون بها في الإيمان بخلاف الكافرين " صحيح، الآيات الكونية لا ينتفِعُ بها إلا المؤمن والكافر ما ينتفِع، الكافر يقول: هذه طبيعة تُدَبِّر بنفسِها وتنتَقِم مِن الناس بنفسِها وتجلِب الخير للناس بنفسها ولا ينتَفِع، والمؤمن ينتفع بذلك، كذلك أيضًا الآيات الشرعية المؤمِن ينتفِعُ به وغيرُ المؤمن لا ينتفع (( وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )) فالآياتُ إذًا الآيَات الكونِيَّة والشَّرْعِيَّة ما تنفَع إلَّا المؤمن، فإذا قال قائل: المؤمن مؤمن كيف ينتفع؟ قلنا: نعم ينتفع بأي شيء؟ بزيادة الإيمان (( فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا )) وزيادَة الإيمان لا شكَّ أنه انتفاع نفع عظيم لأنَّ الإيمان إمَّا أن يزيد وإما أن ينقص وإمَّا أن يبقى على ما هو عليه، والأخير هذا قد يكون نادرًا أن يكون الإيمان لا يَزيد ولا ينقُص فهو إمَّا في زيادة وإما في نقصان هذا في الغالب الكثير، على أنَّ التقسيم الحاصل هذا أنَا أشكُّ في وجودِ القسم الثالث منه وهو أن يكُون لا يزيد ولا ينقص لأنّ عدَمَ زيادة الإيمان يؤَدِّي إلى نقصِه إذ أنَّ الإيمان يزيد بالطاعة كما هو مفْهُوم للجميع إذا فُقِدَت الطاعة حصَل النقص، إنَّما القسمة العقلية هو أن يكون إمَّا زائد أو ناقص أو باقٍ على حاله وتصَوُّر أو وُقُوع القسم الثالث اللهُ أعلم به، قال: (( إن في ذلك لآية للمؤمنين * اتلُ ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة ))