فوائد قوله تعالى : << خلق الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لأية للمؤمنين >> حفظ
قال الله تعالى: (( خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ))[العنكبوت:44] في هذه الآية فوائِد أولًّا أنَّ خالقَ السماوات والأرض هو الله أو لا؟(خلَقَ الله السماوات) لأنا ما نعرف لو قال قائل: ما في الآية حصر حتى تقولون إنَّ الخالق هو الله؟ نقول: نعم ما فيها حصر بالطُّرُق المعروفة لكن فيه حصر مِن حيث أنَّه لا يوجد إلا سماواتٌ وأرض واحدة إذا كان الخالق لَها هو الله انتَفَى أن يكون غيرُه خالقًا لها نعم.
ومنها الردُّ على أهل الطبيعة والعياذُ بالله الذين يقولون: إنَّ السماوات والأرض ليس لَهَا خالق إنَّها أشياء تتفاعل وتتحَوَّل وتتَقَلَّب وأنَّ الخلق لا أوَّلَ له ولا نهاية.
ومنها إثبات حدوثِ السماوات والأرض وأنَّها ليست قديمة مِن أين ناخذه؟ (خلق السماوات) فهي مُوجَدَّةٌ بعد العدم وكلُّ ما سوى الله فهو موجودٌ بعد العدم.
ومنها أنَّ السماوات عِدَّة كم؟
الطالب: سبع سماوات.
الشيخ : نعم بُيِّنَ في آيات اخري في سبْع.
ومنها أيضًا أن الأرض واحدة؟
الطالب: المراد الجنس.
الشيخ : المراد الجنس طيب في القرآن ما جُمِعَتِ الأرض أبدًا أو لا؟ لكنَّه أُشير إلى جمعِها في قوله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سماوات ومِن الأرض مثلهن )) المماثلة هنا في الوصف متعَذِّرة أو لا؟ لأنَّه ما فيه مقارنة بين السماوات والأرض إذا تعذَّرَت المماثلة في الوصف رجَعْنا إلى المماثلة في العدد، وقد جاءت السنة صريحةً في ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: (( طُوِّقَه مِن سبع أراضين )) نعم.
ومِن فوائد الآية أنَّ هذه السماوات والأرض خَلْقُها بالحَقّ ليس عبثًا ولا لهوًا ولا باطِلًا لقولِه: (( بالحق )).
ومنها أيضًا أنها مشتملةٌ على الحق فخلْقُها أصل إيجادِها بالحق وهي أيضًا مشتملة على الحَقّ، ما يمكن يحدث في السماوات والأرض شيءٌ إلا بحَقّ.
طيب مِن فوائدها أيضا اطمِئْنَانُ الإنسان لِمَا يُحْدِثُه الله في السماوات والأرض أو بعضُ الاطمئنان ما وجْهُ ذلك يا إخواني؟ هذا السؤال أنا ذكرت الفائدة فما وجهُها؟ الظاهر أنك أنت معتمد علي بليك هذا يسجل لك وتقراه؟
الطالب: ...
الشيخ : طيب ما وجهُ كونِها تبعَث على الاطمئنان؟
الطالب: بالحق
الشيخ : أنَّها بالحق كلُّ شيء يحدث ما دام عرفت أنَّه بالحق أطمَئِن ما أقول ليش حدث وليش ما حدث؟ حدث على الناس جُوع ومرض وزلَازِل وفيضانات أعرف أنَّ ذلك بالحق فأطمَئِنّ وأرضَى وأُسَلِّم، ولا راحَة في الحقيقة للإنسان إلَّا بهذا ما يمكن يستريح الإنسان إلَّا بهذا إذا آمَن بقضَاء الله وقدرِه وأنَّه حق وهو يطمئن تمامًا وإلَّا فإنه سيتكَدَّر لأنَّه ما من ساعَةٍ إلا ويجِدُ فيها ما يسُوئُه إمَّا في نفسِه أو أهلِه أو صحبِه أو بلدِه أو البلاد الإسلامية عامَّة ولا يمكن أنَّ الإنسان يطمئن ويستَقِرّ حتى يؤمِن بأنّ هذه الأشياء كلُّها حق نعم.
الطالب: والمنازعة في الأقدار
الشيخ : منازعة الأقدار بالشرع هذه واجبَة، طيب فيه أيضًا
الطالب: يعني تطمَئِن وتُنَازِع
الشيخ : اتنازع بالشرع ما هو بالقدَر
الطالب: اي بس الجمع بينهم
الشيخ : .. هذا الجمع بينهم، نحن مثلًا إذا جاءَ من القدَر ما يسوئنا ننازعُه بالشرع إذا صبرْنا ما ساءنا ذلك نعم، وهكذا منازعة القدَر بالشرع هذا شيءٌ واجِب أن تُقَابِل القدر بما يقتضِيه الشرع، لكن منازَعة القدر بالقدر هذا ما يجوز أي نعم، أنت تجيب دائمًا كلمات صوفِيَّةً ما أدري وش ..
الطالب: لا مي هي صوفية يا شيخ .... أنا اللي خلاني أجيب هذا
الشيخ : أنا ما وُدِّي أنك جبت هذا لأنه تحتاج إلى لاحظ امكن بعض الناس ينفُر مِن كلمة منازعَة والمرادُ بالمنازعة المقابلة أي نعم.
طيب مِن فوائد الآية أنَّ خلْقَ السماوات والأرض آية دالة على ما يقتَضِيه هذا المخلوق مِن صفات الله عز وجل، وقد ذكرْنا أنَّ منه ما يقتضِيه الدلالة على قدرة الله والدلالة على حكمة الله والدلالة على عزَّتِه حسب ما تقتضيه الآية.
ومنها أنه لا ينتَفِع بالآيات إلا المؤمنون لقوله: (( للمؤمنين )).
نستفيد مِن هذه الفائدة فائدة تتفَرَّع أنه كلَّما كمُلَ إيمان العبد ازدَاد انتفاعًا بالآيات، هذه الفائدة الطريق إلى الحُصُول عليها هو ما سبقَ لنا غيرُ مرَّة مِن أنَّ الحكم إذا عُلِّقَ بوصْف ازدَاد قوةً بقُوَّتِه وضعفًا بضعفِه كل حكم يعلق على وصف فإنه يزداد قوةً بقوة هذا الوصف وضعفًا بضعفه، فنقول: إذًا كلما كان الإنسان أكمَل إيمانًا ظهرَ له من آيات الله في هذه المخلوقات ما لم يظْهَر لِمَن دونَه مفهوم هذا يا جماعة؟
التفسير
طيب قال الله تعالى: (( اتل ما أوحي إليك من الكتاب ) هذا مبتدأ الدرس وباقِي خمس دقائق .. نأخُذ ما تيسر، ما أخذنا بارك الله فيك؟