تتمة تفسير قوله تعالى : << اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ............ >> حفظ
(لِيجازيَكم به) هذه الجملة خبرية لكن لها معنى عظيم ليس المقصُود مِن هذه الجملة أن نعْرِف أو أن نعلَم بأن الله يعلمُ ما نصنَع ولكن المقصود منها التَّحذير مِن أن نصنَع ما يخالف شريعته وقوعًا في النهي أو تركًا للأمر، وقوله تعالى: (( يعلم ما تصنعون )) (ما) اسم موصول دال على العموم يشمَل كلَّ ما نصنَع مِن قول أو فعل فيما يتعلَّقُ بحقه وفيما يتعلَّقُ بحقِّ عباده (يعلَم ما تصنعون) قال: " لِيجازِيَكم به " هذه النتيجة واضِحَة متى تكون المجازاة عليه؟ في الدنيا ويومَ القيامة، والمجازَاةُ عليه -أي على ما نصنَع- قد تكُون شرعيةً بفعْلِ العبد وقد تكون كونيَّة بفعل الله، المجازاة عليه شرعيةً بفعل العبد مثل الحدود فإنَّ الحدود عقوبة شرعية ولَّا كونية؟ شرعِيَّة في فعل العبد هو المأمُور بفعلِها وتكون كونيَّة قدَرِيَّة بفعلِ الله كما لو أُصيبَ الإنسان بأمراض وتَلَف أموال وما أشبه ذلك (( والله يعلم ما تصنعون ))