فوائد قوله تعالى : << اتل مآ أوحي إليك من الكتاب و أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشآء والمنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون >> حفظ
الفوائد
الشيخ : قال الله تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45] في هذه الآية مِن الفوائد أولًّا وجوب تلاوة القرآن وقد سبق أنَّ التلاوة ثلاثة أقسام: تلاوة اللفظ والمعنى والاتِّباع ولَّا لا؟ وذكرْنا أثرًا يدُلّ على ذلك تستَحْضِرُون الأَثَر؟ (كانُوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العِلْم والعمل) إذًا نقول: يستفاد مِن هذه الآية وجوب تلاوة القرآن على الوجوه الثلاثة: اللفظ والمعنى والاتِّباع.
ومِن فوائد الآية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رسول مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( ما أوحي إليك )) فإن وحي الله إليه يدل على رسالته.
ومِن فوائد الآية أهمِّيَّةُ الصلاة والعِناية بها تؤخذ مِن قوله: (( وأقم الصلاة )) فإنَّها داخلة في تلاوة ما يوحى إليه وخصَّها بالذكر للعناية.
ومنها أنَّه ليس المقصود فعلَ الصلاة بل إقامَة الصلاة وأظنُّه لا يخفى على الجميع الفرق بين الإقامة وبين مجرد الفعْل فيكُون المأمورُ به إقامةَ الصلاة.
ومن فوائد الآية الآثارُ الحميدة على إقامة الصلاة وهي النَّهي عن الفحشاء والمنكر (( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
ومِن فوائد الآية فضيلةُ ذِكْرِ الله عز وجل لقوله: (( ولذكر الله أكبر )) حطوا بالكم.
ومنها أنَّ الأمورَ الإيجابية أكمَل مِن الأمور السلبية هذه ما أدْرِي مفهُومة ولَّا باللغة الإنجليزية؟
الطالب: مفهومة
الشيخ : مفهومة؟ لأنَّ النهي عن الفحشاء والمنْكَر أمر سلْبِي، وذكْرُ الله أمْرٌ إيجَابي ولهذا قال: إنَّه أكبر، ولهذا قال العلماء: إنَّ الصبرَ على طاعةِ الله أكمَل مِن الصبر ايش؟ عن معصِيَة الله، لأنَّه صبر على فعل ومعاناة ومشقَّة فالإنسان يجاهِد نفسه في الصبر على طاعة الله من وجهين: مِن جهة إلزامها بها ومِن جهة الصبر والتحَمُّل على هذه الأفعال أو الأقوال.
ومن فوائد الآية أيضًا
الطالب: على أن ذكر الله يكون أعظَم مِن النهي .....
الشيخ : اي نعم أعظم، ... بس الصوفِيَّة ما هم بيذْكُرُون الله لا يذكرون الله لأنَّ ذِكْرَهم بَدعي والبدعة مردودة عند الله غير مقبولة.
الطالب: ....
الشيخ : معلوم ما في شكّ أنَّ الذكر أفضل .. بنصّ القرآن لكن الذِّكْر ما هو بس باللسان فقط الذِّكْر لا بُدَّ يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وعلى مقتضَى الشريعة أيضًا، كُلَّ ذِكْر على خلاف مقتضى الشريعة فليس ذكرًا لله لو ادَّعَى صاحبُه أنه ذكرٌ لله فليس بذكرٍ لله.
طيب مِن فوائد الآية إذَا قلنا: إنَّهَا مضافَة إلى الفاعل لأَن نحن قلنا: لَذِكْر الله تحْتَمِل أن تكون مضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول؟ أو نسيتم؟ إذا كانت مُضَافَة إلى الفاعل فمعناه أن الله يذكُرُك، إلى المفعول: أنك تذكرُ الله وهي صالحة للأمرين، فيستفاد منها أيضًا فضِيلة ذِكْرِ الله للعَبْد وأنَّها مِن المراتب العالية لقولِهِ: (ولَذِكرُ الله أكبر).
ومِن فوائد الآية إثبَاتُ علمِ الله من قوله: (( والله يعلم ما تصنعون )) وإثبات عُمُومِ العلم مِن أين يؤخذ؟ مِن قوله: (( ما تصنعون ))، لأنَّها عامة، وإثبات تعلُّقِ علْمِ الله بفعلِ العباد (( تصنعون )) فيكون فيه ردٌّ على طائفة وهم القدَرِيَّة غلاتُهم مو هو بكُلهم غلاةُ القدرية قديمًا كانوا ينكِرُون تعلُّق علم الله بفعل العبد، ويقولون: إنَّ الأمر أُنُف أي مستَأْنَف وأنَّ الله ما يعلم بأعمال العباد إلَّا إذا عمِلُوها، ولا شك أنَّ هذا قول كفر هذا كفرٌ كما قال الشافعي وغيرُه: جادلوهم بالعلم فإن أقرُّوا به خُصِمُوا وإن أنكَرُوه كفَرُوا.
ومن فوائد الآية أيضًا كما فيها ردٌّ على القدرية مِن فوائدِها إثباتُ الأفعال الاخْتِيَارِيَّة للمرء ونسبَتُها إليه من قوله: (( تصنعون )) ففيها ردٌّ على طائفة ضِدّ القدرية وهم الجَبْرِيَّة.
ثم مِن فوائد الآية أيضًا أنَّ مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر فإنَّه لم يُقِمْها مِن أين تؤخذ؟ لأنَّ الله قال: (( أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) فجعَل هذا أمرا مُرَتَّبًا على إقامة الصلاة، إذا لم تَنْهَك عن الفحشاء والمنكر فإنَّك لم تُقِمْها، وهذه المسألة يجِب علينا -كما قلنا في التفسير- يجب علينا أن نُحاسِبَ أنفسنا عنها لا نقُول: إنَّنا أقَمْنا الصلاة حتى ننْظُر آثارَها فإذا وجَدْنا أنَّ القلوب لم تتغَيَّر ولم ترتَضِي الفحشاء والمنكر بِفِعْل الصلاة علِمْنا أنَّنا ايش؟ لم نُقِمْها مُقَصِّرُون في إقامَتِها وإلَّا لو أقَمْنَاها لكانت النتيجة كما قال الله عز وجل، ننتقل إلى الآية الثانية
الشيخ : قال الله تعالى: (( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45] في هذه الآية مِن الفوائد أولًّا وجوب تلاوة القرآن وقد سبق أنَّ التلاوة ثلاثة أقسام: تلاوة اللفظ والمعنى والاتِّباع ولَّا لا؟ وذكرْنا أثرًا يدُلّ على ذلك تستَحْضِرُون الأَثَر؟ (كانُوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العِلْم والعمل) إذًا نقول: يستفاد مِن هذه الآية وجوب تلاوة القرآن على الوجوه الثلاثة: اللفظ والمعنى والاتِّباع.
ومِن فوائد الآية أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رسول مِن أين تؤخذ؟ مِن قوله: (( ما أوحي إليك )) فإن وحي الله إليه يدل على رسالته.
ومِن فوائد الآية أهمِّيَّةُ الصلاة والعِناية بها تؤخذ مِن قوله: (( وأقم الصلاة )) فإنَّها داخلة في تلاوة ما يوحى إليه وخصَّها بالذكر للعناية.
ومنها أنَّه ليس المقصود فعلَ الصلاة بل إقامَة الصلاة وأظنُّه لا يخفى على الجميع الفرق بين الإقامة وبين مجرد الفعْل فيكُون المأمورُ به إقامةَ الصلاة.
ومن فوائد الآية الآثارُ الحميدة على إقامة الصلاة وهي النَّهي عن الفحشاء والمنكر (( إنَّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )).
ومِن فوائد الآية فضيلةُ ذِكْرِ الله عز وجل لقوله: (( ولذكر الله أكبر )) حطوا بالكم.
ومنها أنَّ الأمورَ الإيجابية أكمَل مِن الأمور السلبية هذه ما أدْرِي مفهُومة ولَّا باللغة الإنجليزية؟
الطالب: مفهومة
الشيخ : مفهومة؟ لأنَّ النهي عن الفحشاء والمنْكَر أمر سلْبِي، وذكْرُ الله أمْرٌ إيجَابي ولهذا قال: إنَّه أكبر، ولهذا قال العلماء: إنَّ الصبرَ على طاعةِ الله أكمَل مِن الصبر ايش؟ عن معصِيَة الله، لأنَّه صبر على فعل ومعاناة ومشقَّة فالإنسان يجاهِد نفسه في الصبر على طاعة الله من وجهين: مِن جهة إلزامها بها ومِن جهة الصبر والتحَمُّل على هذه الأفعال أو الأقوال.
ومن فوائد الآية أيضًا
الطالب: على أن ذكر الله يكون أعظَم مِن النهي .....
الشيخ : اي نعم أعظم، ... بس الصوفِيَّة ما هم بيذْكُرُون الله لا يذكرون الله لأنَّ ذِكْرَهم بَدعي والبدعة مردودة عند الله غير مقبولة.
الطالب: ....
الشيخ : معلوم ما في شكّ أنَّ الذكر أفضل .. بنصّ القرآن لكن الذِّكْر ما هو بس باللسان فقط الذِّكْر لا بُدَّ يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح وعلى مقتضَى الشريعة أيضًا، كُلَّ ذِكْر على خلاف مقتضى الشريعة فليس ذكرًا لله لو ادَّعَى صاحبُه أنه ذكرٌ لله فليس بذكرٍ لله.
طيب مِن فوائد الآية إذَا قلنا: إنَّهَا مضافَة إلى الفاعل لأَن نحن قلنا: لَذِكْر الله تحْتَمِل أن تكون مضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول؟ أو نسيتم؟ إذا كانت مُضَافَة إلى الفاعل فمعناه أن الله يذكُرُك، إلى المفعول: أنك تذكرُ الله وهي صالحة للأمرين، فيستفاد منها أيضًا فضِيلة ذِكْرِ الله للعَبْد وأنَّها مِن المراتب العالية لقولِهِ: (ولَذِكرُ الله أكبر).
ومِن فوائد الآية إثبَاتُ علمِ الله من قوله: (( والله يعلم ما تصنعون )) وإثبات عُمُومِ العلم مِن أين يؤخذ؟ مِن قوله: (( ما تصنعون ))، لأنَّها عامة، وإثبات تعلُّقِ علْمِ الله بفعلِ العباد (( تصنعون )) فيكون فيه ردٌّ على طائفة وهم القدَرِيَّة غلاتُهم مو هو بكُلهم غلاةُ القدرية قديمًا كانوا ينكِرُون تعلُّق علم الله بفعل العبد، ويقولون: إنَّ الأمر أُنُف أي مستَأْنَف وأنَّ الله ما يعلم بأعمال العباد إلَّا إذا عمِلُوها، ولا شك أنَّ هذا قول كفر هذا كفرٌ كما قال الشافعي وغيرُه: جادلوهم بالعلم فإن أقرُّوا به خُصِمُوا وإن أنكَرُوه كفَرُوا.
ومن فوائد الآية أيضًا كما فيها ردٌّ على القدرية مِن فوائدِها إثباتُ الأفعال الاخْتِيَارِيَّة للمرء ونسبَتُها إليه من قوله: (( تصنعون )) ففيها ردٌّ على طائفة ضِدّ القدرية وهم الجَبْرِيَّة.
ثم مِن فوائد الآية أيضًا أنَّ مَن لم تنهَه صلاتُه عن الفحشاء والمنكر فإنَّه لم يُقِمْها مِن أين تؤخذ؟ لأنَّ الله قال: (( أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) فجعَل هذا أمرا مُرَتَّبًا على إقامة الصلاة، إذا لم تَنْهَك عن الفحشاء والمنكر فإنَّك لم تُقِمْها، وهذه المسألة يجِب علينا -كما قلنا في التفسير- يجب علينا أن نُحاسِبَ أنفسنا عنها لا نقُول: إنَّنا أقَمْنا الصلاة حتى ننْظُر آثارَها فإذا وجَدْنا أنَّ القلوب لم تتغَيَّر ولم ترتَضِي الفحشاء والمنكر بِفِعْل الصلاة علِمْنا أنَّنا ايش؟ لم نُقِمْها مُقَصِّرُون في إقامَتِها وإلَّا لو أقَمْنَاها لكانت النتيجة كما قال الله عز وجل، ننتقل إلى الآية الثانية