قال الله تعالى : << قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السموات والأرض و الذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولآئك هم الخاسرون >> حفظ
(( قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدًا -بصدقي- يعلم ما في السماوات والأرض )) (كفي بالله) يقول المعربون إنَّ الباء هنا زائدة وأنَّ المعنى كفى اللهُ، و(شهيدًا) قيل إنَّها حال مِن الاسم الكريم، وقيل: إنَّها تمييز كقولهم: لله دَرُّه فارسًا لأنَّ (شهيدا) هنا ليست مصدرًا ولا اسمًا جامدًا بل هي مشْتَقَّة فتَصْلُح أن تكون حالًا وتصلُح أن تكون تمييزًا أي: كفى شهادةُ الله بيني وبينكم، وقوله: (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم) ضَمَّنَ الشهادة هنا معنى الحُكْم وإلَّا فإنَّ الشاهد ما يكون شاهدًا بين فلان وفلان يكُون شاهدًا لِفلان على فُلان لكنَّه ضَمَّن الشهادة هنا معنى الحكم وهو كذلك فإنَّ شهادة الله لِنبيِّه عليه الصلاة والسلام بالحق حُكْمٌ له بالحق وما وجه كون ذلك شهادة وحكمًا؟ لأنَّ كون الله عز وجل يُمَكِّنُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم مِن قِتَالِ هؤلاء الكفار واستِبَاحَةِ دمائهم وأموالهم وكونه يمَكِّنُ له في الأرض فيفْتَحُ بلادَهم وش يدل عليه؟ على أنه حكَم لهه عليهم أو لهم عليه؟
الطالب: له عليهم
الشيخ : له عليهم وهذا ظاهر أنَّ تمْكِين اللهِ للرسول عليه الصلاة والسلام وهو يرَاهُ يقتُل عبادَه ويستبِيح دمائَهم وأموالِهم وهو سبحانه وتعالى يمكِّن له ويفتَح له الأرض أرضًا أرضًا لا شكَّ أنَّ هذا أكبرُ دليل على شهادَةِ الله له بالصِّدْق نعم، ولهذا قال في سورة الأنعام: (( قل أيُّ شيءٍ أكبرُ شهادَة قل الله شهِيدٌ بينِي وبينَكم )) وهذا أكبَر ما يكون مِن الشهادة شهادة لله وقد شَهِدَ الله لنبيِّه بالفِعْل والتَّمْكين على أنَّه حق قال: (( يعلم ما )) نعم