تفسير قول الله تعالى : << الم >> حفظ
وقوله (( الم)) قال المؤلف الله أعلم بمراده به نعم إذا لم نعلم شيئا فالواجب أن نقول الله أعلم بما أراد وهذا قد قيل أنه نصف العلم لأن الإنسان إما عالم وإما جاهل فإذا قال فيما يعلم بما علم وبما يجهل الله أعلم صار نصف العلم ولا شك أن قول الإنسان الله أعلم فيما يعلمه أن هذا هو الواجب عليه لا تقول والله إني لو قلت لا أدري نقص قدري عند الناس لأنه لا ينقص قدرك عند الناس بل يزداد عند الناس كما أنه لا ينقص عند الله فإنه لا ينقص عند الناس لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول (( من تواضع لله رفعه )) وهذا من باب التواضع لله أنك تقول فيما لا تعلم لا أعلم وهو نظير العفو لا يزيد الإنسان إلا عزا ونظير الصدقة لا ينقص بها المال فكذلك لا أدري لا ينقص بها قدر الإنسان في العلم بل يزداد لأن الناس إذا رأوا أن هذا الرجل محترزا يقول فيهما يعلم ويتوقف عما لا يعلم وثقوا به وعرفوا أنه لا يتكلم إلا بما علم فقول المؤلف الله أعلم بمراده به هذا هو الواجب على كل إنسان لا يدري ما أراد الله ولكن إذا رجعنا إلى قوله تعالى (( إِنَّا جعلناه قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ))[يوسف:2] علمنا أن هذا القرآن بمقتضى اللغة العربية وأنه ما فيه كلمة إلا وهي معقولة وإلا لكان الله ينزل شيئا لا نعرف معناه فإذا طبقنا هذه الحروف الهجائية على هذه القاعدة ايش القاعدة ؟ القاعدة هذه الآية (( جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )) إذا طبقنا الحروف الهجائية على هذه القاعدة وجدنا أن مثل هذا التركيب في اللغة العربية له معنى ولا ماله معنى ؟
الطالب :له معنى
الشيخ :الم لها معنى ؟ ما لها معنى في اللغة العربية إنما هي مجموع حروف هدائية ألف ولام وميم ولهذا ما تنطق بها فتقول ألم وتقول ألف لام ميم أليس كذلك ؟ إذن فهي بمقتضى اللسان العربي الذي نزل فيه القرآن أو الذي نزل به القرآن لنعقله بمقتضى هذا اللسان العربي ما لها معنى وإنما هي حروف هجائية ليس لها معنى في ذاتها وحينئذ نكون قد علمنا لكن ما مراد الله بها ؟ ذكر شيخ الإسلام وكثير من أهل العلم أن الغرض منها بيان أن القرآن معجز مع كونه من هذه الحروف التي يتكلم الناس بها الحروف الهجائية التي يتكلم الناس بها القرآن من هذه الحروف ما أتى بحروف جديدة غريبة حتى نقول إنه أعجز الناس لأنه أتى بحروف لا يفهمونها ولا ينطقون بها بل هي حروف يتركب منها كلامهم فالإعجاز إذن من حيث الحروف أنه أتى بحروف جديدة ولا من حيث التركيب والسياق والمعاني الجديدة النافعة ؟ الجواب
الطالب :من الثانية
الشيخ : من الثانية من الوجه الثاني وهذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام لا شك أنه قوي وأن هذه الحروف الهجائية في حد ذاتها ليس لها معنى لكن لها مغزى ومراد وهو أنها في القرآن الذي أعجز كل الخلق لم يأت بجديد في الحروف وإنما هو من الحروف التي يتكلمون بها وذهب بعض المعاصرين إلى أن هذه الحروف كالمفتاح للسورة التي هي فيها بمعنى أنك إذا وجدت لام وميم مصدرا بها صورة من القرآن فما ذاك إلا لكثرة اللام والميم فيها فتكون كالمفتاح لها وكذلك إذا وجدت نون فهو لكثرة النون فيها وإذا وجدت فيها لام وراء فهي لكثرة اللام والراء لكن هذا منتقد هذا منتقد وإلا لو افترض هذا لكان أيضا له وجه نعم على كل حال نحن نعلم بمقتضى كون القرآن باللسان العربي لنعقله أن هذه الحروف الهجائية في حد ذاتها ليس لها معنى نعم
الطالب :له معنى
الشيخ :الم لها معنى ؟ ما لها معنى في اللغة العربية إنما هي مجموع حروف هدائية ألف ولام وميم ولهذا ما تنطق بها فتقول ألم وتقول ألف لام ميم أليس كذلك ؟ إذن فهي بمقتضى اللسان العربي الذي نزل فيه القرآن أو الذي نزل به القرآن لنعقله بمقتضى هذا اللسان العربي ما لها معنى وإنما هي حروف هجائية ليس لها معنى في ذاتها وحينئذ نكون قد علمنا لكن ما مراد الله بها ؟ ذكر شيخ الإسلام وكثير من أهل العلم أن الغرض منها بيان أن القرآن معجز مع كونه من هذه الحروف التي يتكلم الناس بها الحروف الهجائية التي يتكلم الناس بها القرآن من هذه الحروف ما أتى بحروف جديدة غريبة حتى نقول إنه أعجز الناس لأنه أتى بحروف لا يفهمونها ولا ينطقون بها بل هي حروف يتركب منها كلامهم فالإعجاز إذن من حيث الحروف أنه أتى بحروف جديدة ولا من حيث التركيب والسياق والمعاني الجديدة النافعة ؟ الجواب
الطالب :من الثانية
الشيخ : من الثانية من الوجه الثاني وهذا الذي ذهب إليه شيخ الإسلام لا شك أنه قوي وأن هذه الحروف الهجائية في حد ذاتها ليس لها معنى لكن لها مغزى ومراد وهو أنها في القرآن الذي أعجز كل الخلق لم يأت بجديد في الحروف وإنما هو من الحروف التي يتكلمون بها وذهب بعض المعاصرين إلى أن هذه الحروف كالمفتاح للسورة التي هي فيها بمعنى أنك إذا وجدت لام وميم مصدرا بها صورة من القرآن فما ذاك إلا لكثرة اللام والميم فيها فتكون كالمفتاح لها وكذلك إذا وجدت نون فهو لكثرة النون فيها وإذا وجدت فيها لام وراء فهي لكثرة اللام والراء لكن هذا منتقد هذا منتقد وإلا لو افترض هذا لكان أيضا له وجه نعم على كل حال نحن نعلم بمقتضى كون القرآن باللسان العربي لنعقله أن هذه الحروف الهجائية في حد ذاتها ليس لها معنى نعم