تتمة تفسير قوله تعالى : << في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد و يومئذ يفرح المؤمنون >> حفظ
أنهم سيغلبون في هذه المدة قال ستكون الغلبة في هذه المدة .
الطالب:....
الشيخ : لا المعنى أن الغلبة تتم في خلال سبعة سنين وليس المعنى تستمر سبع سنوات وقوله في هذا (( لله الأمر من قبل ومن بعد )) أى من قبل غلب الروم ومن بعده المعنى أن غلبت فارس أولا وغلبة الروم ثانيا بأمر الله أي إرادته قوله (( لله الأمر... )) هذه الجملة اسمية قدم فيها الخبر لإفادة الاختصاص لله وحده الأمر " ال " هذه للاستغراق يعني كل الأمر و" ال " هذه التي هي للاستغراق هي التي يحل محلها كل فإن كان لاستغراق المعنى فهى لاستغراق المعنى وإن كانت لاستغراق الأفراد فهى لاستغراق الجنس (( وخلق الإنسان ضعيفا )) " ال " هذه لاستغراق الجنس لأنه يصح أن يحل محلها كل فيقال وخلق كل إنسان ضعيفا (( والعصر إن الإنسان لفي خسر ...)) هذه " ال "أيضا لاستغراق الجنس أي كل إنسان وإن كانت لاستغراق المعنى فهي لاستغراق المعنى ومثلوا لذلك بقولهم " زيد نعم الرجل " أي نعم الشخص الجامع لصفات الرجولة نعم هنا الأمر أي " ال " الجنس نعم أي لله كل أمر وقوله (( لله الأمر )) هل المراد لله بالأمر هنا الأمر الكوني أو الأمر الشرعي ؟ الأمر الكوني أى أن جميع الأمور ترجع إلى الله عز وجل لا المتعلقة بأفعال العابد ولا المتعلقة بأفعال الله عز وجل فإنها راجعة إليه وقد سبق لنا في التوحيد أن الأمر ينقسم إلى قسمين أمر كوني وأمر شرعي مثال الأمر الكوني قوله تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) مثال الأمر الشرعي أوامر الله الشرعية مثل افعلوا كذا وكذا مثل قوله تعالى (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره )) أي عن أمره الشرعي (( أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) طيب نعم ثم (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات ...) فهذا أمر شرعي قوله ((وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) من أي الأمرين ؟
الطالب : الكوني
الشيخ :من الأمر الكوني هذا هو المتعين أن الله يأمرهم أمرا كونيا بالفسق فيفسقون وأما من قال إن المراد بالأمر في الآية الأمر الشرعي وأن الله يأمرهم فيفسقون يعني يأمرهم بالطاعة فيفسقون ثم يأخذهم بالعذاب فهذا القول باطل لأنه يقتضي أن يكون المعنى أن الله يرسل الرسل فيأمر الناس بطاعة الله ويش لأجله ؟ لأجل أن يفسقوا فيحل بهم العقاب وهذا يرجع إلى أن المعنى أن الله يبعث الرسل نقمة على العباد وهو أمر لا يمكن ثم إننا نقول الأمر الشرعي هل يختص بالمترفين ؟ عام لهم ولغيرهم والمهم أن هذا القول ضعيف وباطل وينافي حكمة الله عز وجل في إرسال الرسل طيب هنا لله الأمر من قبل قلنا المراد به الأمر الكوني وقوله (( من قبل... )) قد يقول أصحاب النحو لماذا ضمت مع أن من حرف جر؟ نعم.
الطالب:....
الشيخ : لأن قبل وبات إذا حذف المضاف إليه وبني معناه بني على الضم هذا السبب إذا حذف المضاف إليه وبني معناه بني على الضم فإن وجد المضاف صار له إعرابين فتقول " أتيت من قبل أن يأتي زيد " نعم فتجرها وكذلك إذا حذف المضاف إليه ولم يروى لا لفظا ولا معنى فإنها تعرب كقول الشاعر" فصاغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغض من ماء الفرات " كذلك إذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه فإنها تعرب لكنها لا تنون تعرب ولا تنون فيقال مثلا " كنت حريصا على الدرس فأتيت من قبل " أي من قبل ابتداء الدرس فهنا حذف المضاف ونوى لفظه فيرشد ما الذي يدرينا أنه نوى لفظه و نوى معناه ؟ اللي يدرينا الإعراب نفسه إذا كانت مبنية على الضم علمنا أنه قد حذف وأريد المعنى وإذا لم تكن كذلك علمنا أنه قد حذف وأريد اللفظ فإن نونت علمنا أنه ما أريد اللفظ ولا المعنى نعم .
الطالب:....
الشيخ : لا،يصلح أن يكون مريد أن الله أراد المضاف إليه لأن الإرادة في معنى النية (( من قبل ومن بعد ويومئذ )) أي يوم تغلب الروم يفرح المؤمنون بنصر الله إياهم على فارس قوله (( ويومئذ يفرح )) " يوم " هذه ظرف متعلقة بيفرح وهي مضافة إلى " إذ " ونونت " إذ " تنوين عوض عن جملة ولهذا قال اليوم تغلب الروم المحذوف الآن جملة (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )) الفرح لا يحتاج أو لا يمكن الإنسان أن يعبر عنه فنقول ايش معنى الفرح ؟ خفة النفس وسرور النفس أو نقول الفرح معروف ولهذا في القاموس إذا جاء مثل هذه الأشياء قال الفرح مثلا يكتب بعدها ميم يعني أنه معروف لا حاجة إلى أن نبين وقوله (( يفرح المؤمنون )) المراد بهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه