الفوائد المستنبطة قوله تعالى : << و يومئذ يفرح المؤمنون ** بنصر الله ينصر الله من يشآء وهو العزيز الرحيم >> حفظ
ثم قال (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء )) في هذا (( وهو العزيز الرحيم )) في هذا من الفوائد جواز فرح المؤمنين بانتصار بعض الكفار على بعض إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام ولا لا ؟ جواز فرح المؤمنين بانتصار الكفار بعضهم على بعض إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام
الطالب :....
الشيخ :( ويومئذ يفرح المؤمنين بنصر الله )) هو ما انتصر المسلمين على الكفار انتصر كفار على كفار لكن هذا في مصلحة الكفار وعلى هذا إذا اقتتلت دولتان من دول الكفار وكانت إحداهما أقرب إلى نفع المسلمين على الأخرى وفرحنا بانتصارها هل نقول إن هذا حرام كيف تفرح بانتصار كافر على كافر أو نقول هو جائز ؟ نقول هو جائز كما فرح المؤمنون بانتصار الروم على فارس مع أن كل منهما كفار لكن هؤلاء أهل كتاب فهم أقرب إلى المؤمنين من المجوس .
الطالب :....
الشيخ :ومنها جواز تسمية غلبة الكفار نصرا لقوله ((بنصر الله )) فإذا قال قائل كيف تجمعون بين هذه الآية وبين قوله تعالى ((ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر )) مع أن الروم ما يتصفون بهذه الصفة ؟ فالجواب أن النصر نوعان نصر مطلق دائم فهذا لا يكون إلا لمن ينصر الله والثاني نصر عارض موقت فهذا يكون لهؤلاء ولغيرهم فنصر الله للروم على الفرس ليس نصرا دائما الدليل أنه بعد ذلك نصر الله المؤمنين على الفرس نعم وعلى الروم فافتتحوا ممالك كسرى وممالك قيصر ولم يكن هذا نصرا دائما ومن فوائد الآية إثبات المشيئة لله عز وجل لقوله (( ينصر من يشاء )) ومن وفوائدها أيضا إثبات العزة لله لقوله تعالى (( وهو العزيز )) وإثبات الرحمة في قوله (( الرحيم )) وإثبات كمال عزته حيث قرنت بالرحمة فإننا ينبغي أن نعرف أن الأسماء الحسنى تدل على الكمال كل واحد منها يدل على كمال بانفراده ثم باجتماع الاسمين بعضهما إلى بعض نعم يدلان على كمال مركب فالعزيز يدل على الكمال والرحيم يدل على الكمال فإذا اجتمعا أخذ من ذلك كمال آخر فوق الكمال الذي يتضمنه كل اسم على انفراده وهو أن تكون عزته مقرونة بالرحمة لأن عزة غيره قد تكون خالية من الرحمة فإذا صار عزيزا أخذ الذي هو ظاهر عليه أخذه أخذ عزيز مقتدر ولم يرحمه بخلاف عزة الله فإنها مقرونة بالرحمة وهي أيضا مقرونة بالحكمة أضرب لكم مثلا لو أن رجلا غلب على قوم وصار عزيزا وهم أذلاء فإن هذا الرجل قد تأخذه العزة بالإثم فيبطش بهم ولا يرحمهم لكن عزة الله عز وجل ليست كذلك فإنها مقرونة بالرحمة كما أنها مقرونة بالحكمة ولهذا دائما يقرن الله العزة بالحكمة في فوائد أخرى أيضا .