تفسير قول الله تعالى : << وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون >> حفظ
قال ((وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) وعد الله يقول المؤلف مصدر بدل من اللفظ بفعله والأصل وعدهم الله النصر قوله وعد الله كلنا نعلم أنه مصدر وليس فعلا وعد الله مصدر مضاف إلى الفاعل يعني وعد الله إياه فالمؤلف يقول إنه بدل من فعله أى نائب مناب الفعل أي وعدهم الله وقيل إنه مصدر فعله محذوف وليس نائبا عنه وعلى هذا فيكون المقدر كالموجود أي وعدناهم وعد الله وهذا أقرب أن يكون مصدر عامله محذوف وليس نائبا عن عامله والمعنى أن الله وعدهم وعدا مضافا إليه والوعد المضاف إليه لا يختلف ولهذا قال لا يخلف الله وعده فالجملة هذه لا يخلف الله وعده كالتأكيد لقوله وعد الله لأن وعد الله المراد به لا يمكن أن يخلف أبدا إذ أن إخلاف الوعد ناشئ عن كذب أو عن الوعد إذا وعدك أحد فأخلفك فهو إما كاذب وإما عاجز والكذب والعجز ممتنعان على الله عز وجل لكمال صدقه وقدرته فعلى هذا هل يخلف الله وعده ؟ الجواب لا لا يخلف الله وعده ولا يمكن أن يخلفه وإخلاف الوعد أن يأتي الإنسان أو يأتي الواعد بخلاف ما وعد به فيقول مثلا رجل لك سأزورك غدا في الساعة الثامنة ثم تأتي الثامنة ولا يزورك أخلف وعده ولا
الطالب :لا
الشيخ :السبب في إخلافه إما عاجز أو كاذب وهو أيضا عجز النسيان وعلى هذا نقول بانسبة لله لا يخلف الله وعده لكمال صدقه في خبره وكمال قدرته في تنفيذ وعده فهو عز وجل كامل القدرة وكلامه كامل الصدق ولهذا قال لا يخلف الله وعده به أي بالنصر طيب وين مصدر وعده ((وهم من بعد غلبهم سيغلبون )) أيضا وعد آخر في الآيات التي سبقت فرح المؤمنين لقوله (( ويومئذ يفرح المؤمنون )) فوعد عز وجل بانتصار الروم على الفرس وبفرح المؤمنين ولا شك أن الفرح فيه من انبساط النفس وسرورها وانشراحها ما هو نعمة ينعم الله بها على الفرح وقوله نعم .((لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) قوله (( وعد الله )) عطف عليه قوله ولكن أو يحتمل أنه معطوف على قوله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس ولكن تنصب الاسم وترفع الخبر واسمها أين هو أكثر وخبرها جملة لا يعلمون وقوله ولكن أكثر الناس يقول المؤلف أي كفار مكة وتخصيص ذلك بكفار مكة فيه نظر والصواب أنه يشمل كفار مكة وغيرهم كل من ليس عنده إيمان فإنه لا يعلم ما لله تعالى من تنفيذ الوعد لأنه بين مكذب وبين شاك متردد فلا يعلم وقوله لا يعلمون وعده تعالى بنصرهم أو لا يعلمون أن الله تعالى لا يخلف الوعد أو الأمرين جميعا الأمرين جميعا لا يعلمون أن الله عز وجل سيحقق النصر لهم إما لجهلهم بما أخبر الله به وإما لشكهم في صدقهم أو قدرة الله عليه ولا يعلمون أيضا أن الله لا يخلف الوعد في هذا وفي غيره لشك في صدق الله وفي قدرته عز وجل على إنفاذ موعوده وقوله ولكن أكثر الناس إذا وأقل الناس يعلمون ولا لا ؟ نعم يعلمون لأنهم مؤمنون بالله عز وجل وبما له من القدرة والصدق في القول