تفسير قول الله تعالى : <<.....و إن كثيرا من الناس بلقآء ربهم لكافرون >> حفظ
يقول وإن كثيرا من الناس أي كفار مكة بلقاء ربهم لكافرون أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت قوله(( كثيرا من الناس )) خصه المؤلف بأهل مكة والصواب العموم أهل مكة وغيرهم كثير من الناس ينكرون البعث نعم يمكن نجد في أهل مكة من هو أشد منهم إنكارا للبعث فتخصيص العام في القرآن أمر لا ينبغي إلا إذا قام الدليل على هذا فعلى العين والرأس وقوله (( بلقاء ربهم لكافرون )) اللقاء بمعنى المواجهة والمقابلة وكل إنسان سوف يلقى الله تعالى (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ))أي إنسان المؤمن ولا الكافر ؟ حتى الكافر أي نعم لأنه قال يا أيها الإنسان عام ثم قال بعد قوله (( فملاقيه )) (( فأما من أوتي كتابه بيمينه وأما من أوتي كتابه من وراء ظهره )) فدل ذلك على أنه عام فكل أحد ملاقي الله تعالى فسوف يحاسبه ولكن حساب الله للناس يختلف المؤمن يقرره بذنوبه فإذا أقر بها غفر له وأما الكافر والعياذ بالله فإنه يخزى بها ويعاقب عليها ويكون هوان له فيقال (( بلقاء ربهم لكافرون )) اللام في قوله لكافرون ايش ؟ للتوكيد وكافرون خبر إن وبلقاء ربهم متعلق به وقدم عليه لمراعاة الفواصل ومراعاة الفواصل في القرآن الكريم ظاهر لأن الكلام عامة إذا كان له فواصل متفقة يكون هذا أنشط للنفس وأرغب لاستماعه وتلاوته قال ( بلقاء ربهم لكافرون ) الكفر في اللغة الستر ومنه سمي الكفُرَّة الذي هو كافور النخل غلاف الطلع لأنه يستره والمراد بالكفر ستر نعمة الله تعالى على المرء بحيث يعصيه إذا أمره ويجحده إذا طلب منه الإيمان وأنواع الكفر كثيرة منها الكفر المخرج عن الملة ومنها الكفر أي خصال كفر وليس كفر مطلق وهذا يرجع إلى حسب النصوص الشرعية (( وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون ))