تفسير قول الله تعالى : << كانوا أشد منهم قوة و أثاروا الأرض و عمروهآ أكثر مما عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون >> حفظ
(( كانوا أشد منهم قوة ...)) كانوا جملة استئنافية يراد بها بيان حال هؤلاء السابقين أشد منهم قوة كعاد وثمود لا شك أنهم أشد من قريش قوة عاد معروف قوتهم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود أيضا الذين ينحتون من الجبال بيوتا فارهين بيوتا آمنين أمينة عالي شاملة من الجبال من الأحجار وهذا يدل على القوة ومن السهول يتخذون قصورا (( وتتخذون من سهولها قصورا )) قصورا عظيمة ضخمة هذا ما حصل لأهل مكة ومع ذلك دمرهم الله تعالى بكفرهم وتكذيبهم (( كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض )) وأثاروا الأرض معطوف على كانوا ما هي على خبر كان على كان نفسها عاقبة الذين من قبلهم كانوا عاقبة الذين من قبلهم أثاروا الأرض وليست معطوفة على أشد حتى نقول كانوا أشد منهم قوة وكانوا أثاروا الأرض وعمروها والمعطوف على كان أثاروا الأرض يقول حرثوها وقلبوها للزرع ويش بعدها
الطالب :والغرس
الشيخ :والغرس هذا إثارة الأرض الإنسان إذا حرث الأرض لا شك أنه يثير الأرض ولا لا ؟ تعرفون الحرث بالمسحاة ولا بالجرارات تثير الأرض يعني ترفعها وكذلك أيضا الغرس فإن الإنسان يثير الأرض ليحفر للشجرة حتى يثبتها فهؤلاء أشد منهم قوة وأيضا أثاروا الأراضي أهل مكة ما أثاروا الأرض لأنه واد غير ذي زرع (( وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها )) عمروها أي السابقون عمروا الأرض ويش هو بالتجارة والبناء والمصانع وغيرها سليمان عليه السلام قال الله له ((يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور)) جفان الصحاف التي يوضع فيها الطعام والجواب ويش الجابية ؟ بركة الماء كبار ولا صغار هذا ؟ هذا عظيم وقدور راسيات ما تتشال من كبرها وكثرة الطعام فيها هذا كله ولا هو مثله ما حصل لقريش (( فعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات )) بالحجج الظاهرات أيضا للمصاحبة أو للتعدية يحوز هذا وهذا المعنى أن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاءتهم بالبينات رسلهم من قبل من ؟ من قبل الله تعالى بالبينات بالحجج البينات أو قل بالآيات البينات التي تشمل الحجج والأحكام فإن الحكم إذا كان حكما عادلا نافعا للعباد فإنه بينة تدل على صدق من أتى به طيب الرسل كلهم جاءوا بالبينات ؟ نعم ما من رسول إلا أتى ببينة (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )) إذن فمع كل نبي كتاب كل نبي له كتاب كل نبي له آيات بينات ((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بالحق فيما اختلفوا فيه ... )) المهم أنه ما من رسول إلا معه بينة ومعه كتاب وقوله (( فجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم )) بإهلاكهم بغير جرم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بتكذيبهم فما كان الله ليظلمهم اللام في قوله (( ليظلمهم )) إعرابها لام الجحود تسمى لام الجحود أي لام النهي لملازمتها لهم وقد سبق لنا يا غانم أن لام الجحود ما سبقها قرأناها في الأجرومية قرأنا لام الجحود أنها تنصب الفعل المضارع وقلنا إن لام الجحود هي التي سبقها
الطالب :لم يكن أو ما كان
الشيخ : لم يكن أو ما كان هنا سبقها ما كان وقوله ما كان الله ليظلمهم إذا قيل ما كان الله ليفعل كذا وما أشبه ذلك فاعلم أنه للممتنع غاية الامتناع (( وما كان ربك نسيا )) ممتنع غاية الامتناع (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا )) ممتنع غاية الامتناع وهكذا كل ما جاء مثل هذا التعبير فالمراد أنه ممتنع غاية الامتناع وقوله ليظلمهم الظلم في الأصل النقص ومنه قوله تعالى (( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا )) وهو في الشرع كذلك نقص فيما يجب فيشمل الإهمال في الواجب والتعدي في المحرم التعدي في المحرم نقص لأنك بخست نفسك حقها حيث لم تجتنب المحرم وكذلك أيضا التقصير في الواجب نقص فمن قصر في واجب فقد ظلم نفسه ومن تعدى في محرم فقد ظلم نفسه لأنه نقص مما يجب أن يعامل به نفسه فيكون الظلم إما ترك لواجب وإما فعلا لمحرم بالنسبة لله عز وجل ،ما كان الله ليظلمهم هذا الصفة سلبية ولا ثبوتية ؟
الطالب :سلبية
الشيخ :وايش تتضمن ؟ كمال العدل فهو لا يظلمهم لا لأنه عاجز عنهم ولا لأنه غير قابل له ولكنه لكمال عدله سبحانه وتعالى لا يمكن يظلمهم نعم ونفي الظلم يكون لثلاثة أسباب إما للكمال أو العدل أو عدم القابلية إما للكمال يعني كمال العدل أو العدل أو عدم القابلية خذو بالكم إذا قلت إن الجدار لا يظلم فهو لعدم القابلية لا يقع منه الظلم أصلا إذا قلت فلان ضعيف لا يظلم عدوه
الطالب : هذا للعجز
الشيخ : هذا للعجز قال الشاعر " قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل " ليش ؟ لعجزهم إذا قلت إن الله لا يظلم الناس شيئا نعم فهو لكمال عدله هو قادر تعالى على أن يظلم لكنه ممتنع عليه لكمال صفاته لا يظلم وقالت الجبرية إنه لا يظلم لعدم قابليته.
الطالب :والغرس
الشيخ :والغرس هذا إثارة الأرض الإنسان إذا حرث الأرض لا شك أنه يثير الأرض ولا لا ؟ تعرفون الحرث بالمسحاة ولا بالجرارات تثير الأرض يعني ترفعها وكذلك أيضا الغرس فإن الإنسان يثير الأرض ليحفر للشجرة حتى يثبتها فهؤلاء أشد منهم قوة وأيضا أثاروا الأراضي أهل مكة ما أثاروا الأرض لأنه واد غير ذي زرع (( وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها )) عمروها أي السابقون عمروا الأرض ويش هو بالتجارة والبناء والمصانع وغيرها سليمان عليه السلام قال الله له ((يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور)) جفان الصحاف التي يوضع فيها الطعام والجواب ويش الجابية ؟ بركة الماء كبار ولا صغار هذا ؟ هذا عظيم وقدور راسيات ما تتشال من كبرها وكثرة الطعام فيها هذا كله ولا هو مثله ما حصل لقريش (( فعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات )) بالحجج الظاهرات أيضا للمصاحبة أو للتعدية يحوز هذا وهذا المعنى أن الرسل عليهم الصلاة والسلام جاءتهم بالبينات رسلهم من قبل من ؟ من قبل الله تعالى بالبينات بالحجج البينات أو قل بالآيات البينات التي تشمل الحجج والأحكام فإن الحكم إذا كان حكما عادلا نافعا للعباد فإنه بينة تدل على صدق من أتى به طيب الرسل كلهم جاءوا بالبينات ؟ نعم ما من رسول إلا أتى ببينة (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )) إذن فمع كل نبي كتاب كل نبي له كتاب كل نبي له آيات بينات ((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بالحق فيما اختلفوا فيه ... )) المهم أنه ما من رسول إلا معه بينة ومعه كتاب وقوله (( فجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم )) بإهلاكهم بغير جرم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بتكذيبهم فما كان الله ليظلمهم اللام في قوله (( ليظلمهم )) إعرابها لام الجحود تسمى لام الجحود أي لام النهي لملازمتها لهم وقد سبق لنا يا غانم أن لام الجحود ما سبقها قرأناها في الأجرومية قرأنا لام الجحود أنها تنصب الفعل المضارع وقلنا إن لام الجحود هي التي سبقها
الطالب :لم يكن أو ما كان
الشيخ : لم يكن أو ما كان هنا سبقها ما كان وقوله ما كان الله ليظلمهم إذا قيل ما كان الله ليفعل كذا وما أشبه ذلك فاعلم أنه للممتنع غاية الامتناع (( وما كان ربك نسيا )) ممتنع غاية الامتناع (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا )) ممتنع غاية الامتناع وهكذا كل ما جاء مثل هذا التعبير فالمراد أنه ممتنع غاية الامتناع وقوله ليظلمهم الظلم في الأصل النقص ومنه قوله تعالى (( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا )) وهو في الشرع كذلك نقص فيما يجب فيشمل الإهمال في الواجب والتعدي في المحرم التعدي في المحرم نقص لأنك بخست نفسك حقها حيث لم تجتنب المحرم وكذلك أيضا التقصير في الواجب نقص فمن قصر في واجب فقد ظلم نفسه ومن تعدى في محرم فقد ظلم نفسه لأنه نقص مما يجب أن يعامل به نفسه فيكون الظلم إما ترك لواجب وإما فعلا لمحرم بالنسبة لله عز وجل ،ما كان الله ليظلمهم هذا الصفة سلبية ولا ثبوتية ؟
الطالب :سلبية
الشيخ :وايش تتضمن ؟ كمال العدل فهو لا يظلمهم لا لأنه عاجز عنهم ولا لأنه غير قابل له ولكنه لكمال عدله سبحانه وتعالى لا يمكن يظلمهم نعم ونفي الظلم يكون لثلاثة أسباب إما للكمال أو العدل أو عدم القابلية إما للكمال يعني كمال العدل أو العدل أو عدم القابلية خذو بالكم إذا قلت إن الجدار لا يظلم فهو لعدم القابلية لا يقع منه الظلم أصلا إذا قلت فلان ضعيف لا يظلم عدوه
الطالب : هذا للعجز
الشيخ : هذا للعجز قال الشاعر " قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل " ليش ؟ لعجزهم إذا قلت إن الله لا يظلم الناس شيئا نعم فهو لكمال عدله هو قادر تعالى على أن يظلم لكنه ممتنع عليه لكمال صفاته لا يظلم وقالت الجبرية إنه لا يظلم لعدم قابليته.