تتمة تفسير قوله تعالى : << أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة و أثاروا الأرض و عمروهآ أكثر مما عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون >> حفظ
والله يملك الخلق وتصرفه في ملكه ليس بظلم فالظلم في حق الله لا لكمال عدله ولكنه غير قابل له ولهذا قال ابن القيم " والظلم عندهم المقال لذاته " أي لا يتصور في حق الله ولكننا إذا قلنا بقولهم هل يكون ذلك مدحا في حق الله عز وجل وكمالا ؟ لا ، لا يكون نفي الظلم مدحا وكمالا إلا إذا كان مع القدرة عليه وإمكانه ولكن منعه كمال عدله منه أفهمتم وقول (( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) أنفسهم منصوبة على أنها خبر كان نعم كان فعل ماضي يرفع المبتدأ وينصب الخبر والواو اسمها وأنفسهم خبرها لو كان توكيد للضمير لقال كان أنفُسُهم وهنا أنفسَهم مفعول مقدم ليظلمون (( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون )) يعني ولكن كانوا يظلمون أنفسهم بأي شيء يظلمون أنفسهم بمعصية الله إما بترك واجب أو فعل محرم نعم وسيأتيك في الفوائد ما يدل على هذه الجملة المهم أن الله ما ظلم هؤلاء المشركين الذين أهلكهم ما ظلمهم ولكن كانوا هم الذين ظلموا أنفسهم فالجناية منهم على أنفسهم والله عز وجل عاملهم بكمال العدل
الطالب :...
الطالب :...