الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة و أثاروا الأرض و عمروهآ أكثر مما عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون >> حفظ
قال ((أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) يستفاد من هذه الآية التوبيخ من غفلوا عن السير في الأرض سواء بأبدانهم أو بقلوبهم لأنه يستفاد من قوله (( أولم يسيروا )) بالتوبيخ ويتفرع على ذلك الحث على السير في الأرض ومن ذلك من السير في الأرض بالقلوب مراجعة قسم التاريخ والأمم لأن من راجعها لا سيما التواريخ الحريصة على الضبط والمضبوطة من راجعها يتبين له العجب العجاب في خلق الله عز وجل ومداولته للأيام بين الناس وتغييره للأمور وتزيد الإنسان إيمانا بالله لكن إن كانت هذه الحوادث من السيرة النبوية وفعل الخلفاء الراشدين ازداد بها مع الإيمان بالله أن نصطبغ بصبغتها ويحتذي حذوها في السير وإن كانت من الأمور العامة العابرة فإنه يستدل بها على قدرة الله عز وجل وكمال سلطانه وتغيير الأمور المهم أن السير في الأرض بمعنى مراجعة القواعد والتواريخ هذه تفيد الإنسان ويعتبر بها ولكنها تفيد من ؟ (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) نعم فالقول ... ويستفاد من هذه الآية أيضا أن عاقبة الكفار عاقبة موعظة لقوله (( فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم )) ومن فوائدها أن الإنسان مهما قوي فهو ضعيف بالنسبة لقوة الله لقوله (( كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها )) ومع ذلك هل تحصنوا بهذا من عذاب الله ؟ الجواب لا بل إن الله تعالى بحكمته أهلك أعتا أهل الأرض بأهون الأسباب وألطفها وهم عاد أهلكوا بالريح وأهلك من كان يفتخر بالأنهار تجري من تحته أهلكه بأي شيء ؟ بالماء الذي كان يفتخر به بالأمس وهذا مما يدل على كمال سلطان الله عز وجل وعظمته وأنه مهما قوي الإنسان فهو ضعيف بالنسبة لقوه الله عز وجل نعم أظن في عام أربعمائة أو قبلها حصل هزة أرضية دمرت بلمح البصر خمسة وعشرين ألف نسمة من بني آدم فضلا عن الحيوانات والمواشي وما إلى ذلك ودمرت مائتين وثلاثين قرية ومدينة كله في لمح البصر والهزة من يهز مثل الأرجوحة الهزة لمحة بصر نعم مثل ما حصل .....في الهزة التي أصابت اليمن يعني صيرها في سرعتها وأصوات صحبتها خاف الناس والرعب اللي أصابهم حتى كانت تضع كل ذات حمل حملها فهذه القدرة العظيمة هل يمكن لأحد أن ينجوا منها ؟ إذا شاء الله عز وجل؟ لا يمكن أبدا (( قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض )) نعم ومن فوائد الآية أن التأمل في حال الكفار للاعتبار أمر محمود التفكر في حال الكافر لو جاء إنسان وأراد أن .... من يمنعه من ذلك ؟ إذا كان يريد أن ينتفع بهذا ويعرف ماذا كان عاقبة المجرمين فإنه مأمور به أما إذا كان يريد أن يتعجب من قوتهم وصنعتهم وما إلى ذلك فإنه ينهى عنه مثل ما قلنا في الذين يذهبون إلى ديار ثمود يخرج للنزهة هذا حرام إذا كان هذا للاعتبار هذا جائز بالشرط ،الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ما هو ؟ (لا تدخلوها إلا وأنتم باكون ) طيب نقول ومن فوائد الآية أن إثارة الأرض من أسباب الدنيا الانشغال بالزراعة لأنها يحصل بها الاكتفاء الذاتي .... اكتفينا بذلك عن غيرنا وربما يكون لدينا فائض نصدره إلى غيرنا فإثارة الأرض من أسباب الدنيا وكذلك نحن .... من أسباب الدنيا ومن فوائد الآية أن الله تعالى .... لقوله (( وجائتهم رسلهم ))ومن فوائدها أيضا أن كل رسول .... نعم طيب ومن فوائدها .... يستفاد منها فائدتان وهي رحمة الله وحكمته أما الرحمة فلأن العقول لا يمكن أن يهتدي إلى ما أراده الله منها إلا بالرسل .... هل يمكن للإنسان أن يعرف كيف يتوضأ إلى عن طريق الرسل إذن فلا بد من أن يكون هناك رسول يبين لنا ما يرضاه الله لنا وما لا يرضاه ثانيا .... لو أرسل الله الرسل .... ما لا يعلمه إلا الله ومن رحمة الله .... نلاحظ أن الأنبياء الذين ..... ما عدا محمد صلى الله عليه وسلم تجدون آياتهم غالبا آيات تنتهي بانتهائهم وتكون بعد موتهم خبرا .... أما آية النبي صلى الله عليه وسلم فتحتوي على أنها حسية ذكرت بعده .... ومعنوية وهي الباقية مثل القرآن العظيم ومثل إخباره ببعض الأمور الغيبية التي وقعت تماما لأن رسالته باقية وثابتة فلا بد أن تكون الآيات .... أن تقوم بها الحجة على من يأتي أما ألا تكون بين أيدي الناس وإنما هي أخبار تذكر فكما جاء في الحديث الصحيح ( ليس الخبر كالمعاينة ) إذن نستفيد من إرسال الرسل ومعهم الآيات فائدتين وهما رحمة الله عز وجل ويستفاد من قوله في هذه الآية انتفاء الظلم عن الله لقوله (( وما كان الله ليظلمهم )) وهذا يدل على كمال عدله لو قال قائل .... لأن الله نفاه عنه كما قال الأول لكن من كمال عدله .