تفسيرقول الله تعالى : << ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون >> حفظ
(( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون )) ويوم تقوم الساعة نقول فيها كما قلنا فيما سبق أن المراد بالساعة ساعة البعث المعدودة المعلوم وقوله (( يومئذ )) تأكيد يتفرقون أي المؤمنون والكافرون قوله يتفرقون هي متعلق يوم تقوم الساعة يعني أن يوم تقوم الساعة متعلق بيتفرقون ويومئذ الثانية تأكيد للأولى والدليل على أنها تأكيد أنها لو تركت وقيل ويوم تقوم الساعة يتفرقون استقام الكلام ولا لا ؟ استقام ولكنه يفوت التوكيد الذي أراده الله عز وجل يعني في ذلك اليوم للتأكيد وقوله يومئذ التنوين في يومئذ في كل مواردها يقولون إنه عوض عن جملة أي يومئذ تقوم الساعة وكذلك يقال في حينئذ ويقال أيضا في وقتئذ أن التنوين هنا عوض عن جملة أي يومئذ وحينئذ يكون كذا وكذا ووقتئذ يكون كذا وكذا وقوله يتفرقون الضمير يعود على الخلق فيشمل المؤمن والكافر حتى لو كانوا أقارب لو كان أب مسلم وابن كافر أو بالعكس تفرقوا لأنها دار الجزاء وكل يجزى بعمله ويومئذ يتفرقون كيف التفرق ؟ قال (( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة " جنة " يحبرون )) يسرون أما يقولون أنها حرف شرط وتفصيل ولذلك يؤتى فيها دائما في مواضع التفصيل (( وأما من أعطى واتقى )) ثم قال أيضا (( وأما من بخل واستغنى )) وهي أيضا حرف شرط ولذلك تحتاج إلى جواب (( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره )) وهنا (( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة )) فتكون إذن حرف شرط وتفصيل وهي متضمنة لمعنى التوكيد فإنها تؤكد فإن قولك أما من فعل كذا فله كذا أقوى من قولك ومن فعل كذا فله فتفيد على هذا الشرطية والتفصيل والتوكيد وهو تقوية الكلام