تفسيرقول الله تعالى : << فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون >> حفظ
فأما الذين آمنوا الذين مبتدأ والخبر فهم في جملة وفي روضة يحبرون قوله (( آمنوا وعملوا الصالحات )) يعني جمعوا بين الإيمان والعمل واعلم أن الإيمان إذا أطلق شمل العمل كما أن عمل الصالحات إذا أطلق يشمل الإيمان يعني إذا أفرد قصدي بالإطلاق الإفراد نعم وإذا قرن أحدهما بالآخر صار الإيمان بالأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة بعمل الجوارح الإيمان يشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هكذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله ما الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) الأعمال الصالحة العمل كلمة عمل يشمل الفعل والقول العمل الصالح يشمل قول اللسان وعمل الجوارح والعمل الصالح مر علينا كثيرا بأنه ما جمع بين أمرين وهما الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وقوله (( الذين آمنوا وعملوا الصالحات )) لا بد من هذين الأمرين إيمان وعمل مجرد الإيمان ينفع ولا لا ؟ ما ينفع بدون عمل والعمل بدون إيمان أيضا لا ينفع لا بد من إيمان وعمل وبهذا نعرف أن بعض النصوص المطلقة التي فيها الوعد بالجنة لمن كان في قلبه أدنى حبة خردل من إيمان وما أشبه ذلك أن المراد الإيمان المتضمن للعمل تحقيقا أو تقديرا نعم (( فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة )) تحقيقا بأن يكون عامل فعلا وتقديرا بأن يكون ما تمكن من العمل ولكن معه الإيمان كما لو آمن عند قرب وفاته مثل الأصيرم من بني عبد الأشهل قصته معروفة في أحد وقوله (( فهم في روضة يحبرون )) الجملة هنا اسمية للدلالة على الثبوت والاستمرار في روضة يقول المؤلف جنة وهي كذلك الروضة هي عبارة عن البساتين المشتملة على الأزهار والأشجار والروائح الطيبة والمناظر البهيجة ولهذا قال يحبرون أي يسرون وقيل يحبرون ينعمون وهما متلازمان لأن النعيم يحصل به السرور هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضة يحبرون التقسيم الثاني