تفسير قول الله تعالى : << وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون >> حفظ
وقوله (( وله الحمد في السماوات والأرض )) يقول المؤلف أي يحمده أهلهما هذا لا شك أنه داخل في الآية له الحمد يعني أنه يحمد ولكن ينبغي أن يقال بما هو أعم أي أن ما خلقه في السماوات والأرض فإنه مستحق الحمد عليه سواء حمد أم لم يحمد فكل ما في السموات والأرض فإنه شيء يحمد الله عليه أما في أمور الخير فلاحظ وأما في أمور الشر فيظهر لذلك في أن الشر بالنسبة لفعل الله وإيجاده له ليس بشر بل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك ) فلا ينسب إليه الشر مثال ذلك الجدب والمرض والفقر والجهل والاقتتال بين الناس والخسوفات في الأرض هذه كلها بالنسبة للإنسان شر لكنها بالنسبة لقضاء الله خير لأن الله ما قضاها إلا لحكمة فحينئذ يكون محمود عليها ولا لا ؟ يكون محمود عليها والشر في المقضي لا في القضاء ولهذا في حديث الحسن بن علي قال ( وقني شر ما قضيت ) شر الذي قضيت فأضاف الشر إلى المقضي لا إلى القضاء ثم اعلم أيضا أن المقضي ليس شرا محضا حتى المقضي نفسه ليس شرا محضا بل هو شر من وجه خير من وجه آخر أو شر في محل خير في محل آخر مثلا الفساد في البر والبحر شر لكنه خير من جهة عاقبته لأن الله قال (( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) إذن هذا خير نعم كذلك أيضا قد يكون شرا في مكان لكنه خير في مكان آخر إهلاك الأمم السابقين بذنوبهم شر بالنسبة لهم وهلكوا ولا رجعوا ولا استفادوا لكن بالنسبة لغيرهم ممن يعتبر بحالهم خير فيكون هذا شرا في محله خيرا في محل آخر والمهم أن قضاء الله نفسه ليس فيه شر أبدا بل هو خير ولذلك قال (( وله الحمد في السماوات والأرض )) في جميع الأحوال المقضي يكون فيه الشر ومع ذلك فإننا نقول مع إثباتنا أن الشر في المفعولات لا في الفعل نقول أيضا أن هذا الشر في المفعولات ليس شرا محضا لا خير فيه أبدا أنتم معنا ؟ بل قد يكون شرا من وجه وخيرا من وجه في نفس المحل كقوله (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) وقد يكون شرا في محله خيرا في محل آخر مثل إيش يا رشيد؟ شرا في محله ما فيه خير في محله لكنه في محل آخر خير .
الطالب :....
الشيخ : ولغيرهم ممن يعتبر بهم خير وقوله سبحانه وتعالى .
(( وله الحمد في السماوات والأرض )) خصهما بالذكر لأنهما محل نفوذ فعله السماوات والأرض فإن الذي في السماوات والأرض من الملائكة والبشر والجن وغيرها كلها تحمد الله وكلها محل حمده فإذا قال قائل هل الكافر يحمد الله ؟ فالجواب بلسان المقال لا وبلسان الحال نعم بمعنى أن حاله تستوجب لمن تأمله أن يحمد الله هذا معنى قوله إن هذا يحمد بلسان الحال أو يسبح بلسان الحال يعني أن حاله من تأملها عرف بها ما يستحقه الله تعالى من الحمد والتنزيه وقوله وعشيا متعلق و معطوف على قوله حين تمسون يعني وسبحوا الله عشيا والعشي من الزوال إلى غروب الشمس وفي حديث أبي هريرة في المسيء في صلاته قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي وعشيا قال المؤلف رحمه الله :- وعشيا عطف على حين وفيه صلاة العصر وحين تظهرون تبكرون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر وحين تظهرون معطوفة على قوله حين تمسون ولا على قوله وعشيا ؟ على حين تمسون لأنه سبق لنا أن القاعدة في المعطوفات أن يكون العطف على أول واحد لأنه هو المحل الذي وقع عليه عمل العامل فيكون العطف على الأول فإذا قلت قام زيد وبكر وعمرو فإن عمرا معطوف على زيد نعم أي نعم قال (( وحين تظهرون يخرج الحي من الميت )) هذه الأوقات الخمس هي أبسط ما ذكره الله تعالى في القرآن في أوقات الصلوات وذكرها مجملة في قوله ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) ففي هذه الآية أقم الصلاة لدلوك الشمس يعني وقت دلوك الشمس لأن اللام للتوقيت مثل
(( فطلقوهن لعدتهن )) أي وقت استقبال عدتهن فلدلوك الشمس لزوالها إلى غسق الليل ما هو غسق الليل ؟ شدة ظلمته وذلك عند انتصافه يعني أشد ما يكون الليل ظلمة إذا انتصف لأن نصف الليل هو أبعد ما تكون الشمس عن سطح الأرض إلى غسق الليل يدخل فيه هذا من زوال الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم قال وقرآن الفجر ففصله والمراد به صلاة الصبح وفصله عما قبله يدل على أن وقت العشاء ينتهي بنصف الليل وهذا هو الذي دلت عليه السنة أيضا ومن قال أنه ينتهي بطلوع الفجر فلا دليل له وهذه المسألة ينبني عليها ما لو طهرت المرأة في نصف الليل الثاني هل يلزمها صلاة العشاء ؟ هل قول من يقول إن الوقت يمتد إلى طلوع الفجر يلزمها العشاء وكذلك المغرب أيضا وعلى القول الراجح لا تلزمها صلاة العشاء لأن صلاة العشاء إلى نصف الليل وحين تظهرون
الطالب :....
الشيخ : ولغيرهم ممن يعتبر بهم خير وقوله سبحانه وتعالى .
(( وله الحمد في السماوات والأرض )) خصهما بالذكر لأنهما محل نفوذ فعله السماوات والأرض فإن الذي في السماوات والأرض من الملائكة والبشر والجن وغيرها كلها تحمد الله وكلها محل حمده فإذا قال قائل هل الكافر يحمد الله ؟ فالجواب بلسان المقال لا وبلسان الحال نعم بمعنى أن حاله تستوجب لمن تأمله أن يحمد الله هذا معنى قوله إن هذا يحمد بلسان الحال أو يسبح بلسان الحال يعني أن حاله من تأملها عرف بها ما يستحقه الله تعالى من الحمد والتنزيه وقوله وعشيا متعلق و معطوف على قوله حين تمسون يعني وسبحوا الله عشيا والعشي من الزوال إلى غروب الشمس وفي حديث أبي هريرة في المسيء في صلاته قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي وعشيا قال المؤلف رحمه الله :- وعشيا عطف على حين وفيه صلاة العصر وحين تظهرون تبكرون في الظهيرة وفيه صلاة الظهر وحين تظهرون معطوفة على قوله حين تمسون ولا على قوله وعشيا ؟ على حين تمسون لأنه سبق لنا أن القاعدة في المعطوفات أن يكون العطف على أول واحد لأنه هو المحل الذي وقع عليه عمل العامل فيكون العطف على الأول فإذا قلت قام زيد وبكر وعمرو فإن عمرا معطوف على زيد نعم أي نعم قال (( وحين تظهرون يخرج الحي من الميت )) هذه الأوقات الخمس هي أبسط ما ذكره الله تعالى في القرآن في أوقات الصلوات وذكرها مجملة في قوله ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) ففي هذه الآية أقم الصلاة لدلوك الشمس يعني وقت دلوك الشمس لأن اللام للتوقيت مثل
(( فطلقوهن لعدتهن )) أي وقت استقبال عدتهن فلدلوك الشمس لزوالها إلى غسق الليل ما هو غسق الليل ؟ شدة ظلمته وذلك عند انتصافه يعني أشد ما يكون الليل ظلمة إذا انتصف لأن نصف الليل هو أبعد ما تكون الشمس عن سطح الأرض إلى غسق الليل يدخل فيه هذا من زوال الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم قال وقرآن الفجر ففصله والمراد به صلاة الصبح وفصله عما قبله يدل على أن وقت العشاء ينتهي بنصف الليل وهذا هو الذي دلت عليه السنة أيضا ومن قال أنه ينتهي بطلوع الفجر فلا دليل له وهذه المسألة ينبني عليها ما لو طهرت المرأة في نصف الليل الثاني هل يلزمها صلاة العشاء ؟ هل قول من يقول إن الوقت يمتد إلى طلوع الفجر يلزمها العشاء وكذلك المغرب أيضا وعلى القول الراجح لا تلزمها صلاة العشاء لأن صلاة العشاء إلى نصف الليل وحين تظهرون