الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون >> حفظ
ثم قال تعالى (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون )) في هذه الآية بيان قدرة الله عز وجل حيث يخرج الحي من الميت وبالعكس وهذا من تمام القدرة أن يخرج الشيء من ضده ومن فوائدها أيضا قدرته على إحياء الأرض من بعد موتها لقوله (( ويحيي الأرض بعد موتها )) ومن فوائدها ثبوت قيام الأفعال الاختيارية لله عز وجل والأفعال الاختيارية هي التي يفعلها بمشيئته إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل من أين تؤخذ ؟ من قوله (( يخرج الحي من الميت )) وقوله (( ويحيي الأرض بعد موتها )) بعد فإن البعدية تقتضي ثبوت هذا الشيء وقيام الأفعال الاختيارية لله عز وجل هو الذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة ما أحد منهم أنكر ذلك فيثبتون الاستواء على العرش فعلا لله والنزول إلى السماء الدنيا فعلا لله والمجيء فعلا بين العباد فعلا لله والعجب فعلا لله والضحك فعلا لله والخلق فعلا لله ويقولون إن الله تعالى يفعل ما يشاء كيف شاء متى شاء ولكن أهل البدع من المعتزلة والأشعرية وغيرهم ينكرون قيام الأفعال الاختيارية لله ويقولون لو قامت به الحوادث لكان حادثا والله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال فنقول أن هذا قول باطل أولا لأنه قياس في مقابلة النص فإن النصوص المتكاثرة في إثبات الأفعال الاختيارية لله عز وجل التي تتعلق بمشيئة وثانيا قولكم الحوادث لا تقوم إلا بحادث ليس بصحيح فإن الحوادث لا تقوم إلا بكامل قادر على ما يشاء أما لا تقوم إلا بحادث فما هو العقل الذي يوجب هذا طيب ومن فوائد الآية قياس الغائب على الشاهد لقوله وكذلك تخرجون فإن قياس الغائب على الشاهد يحمل على الإقرار به طريقة متبعة ومن فوائدها إثبات القياس من قوله (( وكذلك تخرجون )) وإثبات القياس له أدلة كثيرة في القرآن ومنها على سبيل التعميم والحض كل مثل ضربه الله تعالى في القرآن فهو دال على ثبوت القياس (( إنما مثل الحياة الدنيا ...)) كذا وكذا (( مثلهم كمثل الذي أوقد نارا ..)) فما أشبه ذلك فإن الأمثال ضربها تشبيه حال بحال أو ضرب بضرب فتكون دالة على ثبوت القياس وكذلك القصص التي قال الله تعالى (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ...)) وفي السنة أيضا كثير من ذلك مثل ( هل لك من إبل قال نعم قال فما لونها قال حمر ) الحديث و ( أرأيت لو أن على أمك دين أكن قاضيته ) وكذلك العقل يقتضي ثبوت القياس فإن العقل السليم الصريح لا يمكن أن يفرق بين متماثلين أبدا ودائما حتى الصبي إذا منعته من شيء وبحت له نظيره قال لك كيف أليس هذا مثل هذا ؟ نعم المهم هذا مما تشهد العقول والفطر والنصوص بثبوته نعم القياس الباطل الذي يتوسع فيه بعض الناس حتى يعطلوا دلالة الكتاب والسنة هذا لا شك فإنه باطل أما القياس الصحيح فإنه لا ريب في ثبوته والذين أنكروا القياس هم في الحقيقة مضطربون أحيانا يقولون بالقياس من حيث لا يشعرون ولا يمكنهم إلا أن يقيسوا لأننا لو أردنا أن نحصر دلالة الكتاب والسنة على الأحكام على سبيل العموم والقواعد والضوابط وافية لكن الأفراد والجزئيات لا منتهى لها ولا حصر لها وإلا لا بد أن يضطروا إلى إثبات ذلك.
الطالب :.......................
الشيخ : أي نعم يدخل في العموم من حيث الشمول اللفظي إن كان داخلا في اللفظ لكن أحيانا لا يكون داخلا في اللفظ لكن يشمله العموم المعنوي وهو القياس لأن العموم المعنوي هو القياس