الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون >> حفظ
ثم قال تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم ..) اعلموا أنني راجعت كثيرا من التفاسير التي عندي ما وجدت الحكمة في أنه سبحانه وتعالى يقول (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ...)) (( ومن آياته خلق السماوات )) (( ومن آياته منامكم )) (( ومن آياته أن خلق لكم )) يعني ما رأيت أحد بين الحكمة في كونه يأتي مرة بالمصدر ومرة بأن الداخلة على الفعل هي تأول بمصدر لكن هل نقول إن هذا من باب الاختلاف في التعبير المراعى به جانب اللفظ أو أنه من باب التعبير المراعى به جانب المعنى ؟ إن قلنا أنه من باب التعبير المراعى به جانب اللفظ فالأمر بسيط نقول أن الله تعالى غاير بين العبارات نعم لأجل ألا يمل السامع إذا كان الكلام على وتيرة واحدة لأن الاختلاف في التعبير هذا مما يزيد الإنسان نشاطا وتجددا أما إذا قلنا إن هناك أمرا معنويا فأنا إلى الأن ما عرفته ولا ذكره الزمخشري ولا أبو السعود ولا هؤلاء الذين يتكلمون على مثل هذه الأمور قوله (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها )) نعود من فوائد الآية من فوائد الآية رحمة الله تبارك وتعالى بنا حيث جعل أزواجنا من أنفسنا أي من جنسنا ومنها من فوائد الآية أن من أهم أغراض النكاح ومقاصده السكون إلى الزوجة والاطمئنان إليها والحياة معها حياة سعيدة وأنه ينبغي للإنسان إذا رأى عدم السكون ولم تلتئم الحال ينبغي له أن يفارق ولهذا قال أهل العلم إن الطلاق يستحب لتضرر المرأة بالبقاء مع الزوج كون تضرر ولا تستأنس مع الزوج ما ينبغي أن يكرهها أن تبقى معه فإن بعض الناس والعياذ بالله يكرهوهن على البقاء أو يعضلونهن لأجل أن يفتدين ويسلمن القروش على شان يطلقها كل ذلك حرام والذي ينبغي إذا رأيت من الزوجة أنها لا تستطيع أن تعيش معك عيشة سعيدة ينبغي لك أن تطلقها والله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) ويقول عليه الصلاة والسلام ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) والله تعالى يقول (( وإن يتفرقا يغني الله كلا من سعته )) فأنت إذا نويت الخير بالتوسعة على هذه المرأة التي ما عاشت معاك وفارقتها فلعل الله تعالى ييسر لك الأمر بحصول زوجة تألفها وتألفك المهم أن من أهم أغراض النكاح ايش ؟ السكون والطمأنينة إلى الزوجة والحياة حياة سليمة ومن فوائد الآية إثبات حكمة الله وقدرته ورحمته أيضا حيث جعل بين الزوجين مودة ورحمة ومن فوائدها أيضا الثناء على التفكير لقول (( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) فإن هذا واضح أنه محمل ثناء لهم ومن فوائدها أن التفكير ينفتح بها أبواب كثيرة يعلم الإنسان بها من أحكام الله وحكمه ما لا يحصل له لو لم يفكر لأن خص الآيات بمن ؟ بالقوم الذين يتفكرون ودل هذا على أنه يحصل التفكر من الاطلاع على أحكام الله وحكمه ما لا يحصل في الغفلة نعم فإذا التفكر يكون في آيات الله أي مخلوقاته ومشروعاته لأن الآيات كما سبق إما كونية وإما شرعية يحصل التفكر في صفة الله طيب من أي وجه؟ من وجه المعنى أو من وجه الكيفية ؟ من وجه المعنى أما من وجه الكيفية فلا يجوز التفكر الصفات من حيث الكيفية لأن ذلك محاولة لما لم لمن لا يمكن الحصول عليه ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله " السؤال عنه بدعة " فلا يجوز أن نتفكر في كيفية صفة من صفات الله نتفكر في المعنى دون الصفة التفكر في ذات الله عز وجل مثله لا يجوز لأنه محاولة لما لا يمكن الوصول إليه ثم التفكير في هذه الأمور يجر إلى بلايا ومهالك الذي ضر من ضر من أهل التعطيل وأهل التشبيه أيضا اللي ضرهم هو محاولة الوصول إلى الكيفية فلهذا آل بهم الأمر إلى التعطيل أو التمثيل والمهم أن التفكر يكون في مخلوقات الله وفي مشروعاته وفي معاني أسمائه وصفاته أما في ذاته وكيفية صفاته فإنه لا تفكر وذلك لأنه مهما بلغ الإنسان فإن الفكر يرجع خاسئا وهو حسير والإعراض عن هذا هو الواجب كما قال الإمام مالك نعم .