تفسير قول الله تعالى : << و من ءاياته خلق السموات و الأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لأيات للعالمين >> حفظ
قال (( ومن آياته خلق السماوات الأرض )) من آياته خبر مقدم وخلق مبتدأ مؤخر خلق السماوات أي إيجادهما بتقدير ونظام بديع وهذا يشمل خلق هذه السماوات باعتبار كونها أجرام عظيمة وباعتبارها مصلحة للعباد فهذا من آيات الله قال (( واختلاف ألسنتكم )) اختلاف الألسنة أيضا من آيات الله ووجه ذلك أن هذه الألسن من نوع واحد أو من جنس واحد كلنا بشر وكلنا من أب واحد ومع ذلك تختلف الألسن اختلافا عظيما أليس كذلك ؟ طيب كذلك أيضا هو من آيات الله لأن كل إنسان يعرف به جنسه بلغته أنا أعرف مثلا هذا هندي وهذا تركي وهذا انجليزي مثلا وهذا ألماني وهذا روسي بسبب لغتهم فهذا أيضا من آيات الله أن الله جعلها دليلا على جنس الإنسان وقوله (( اختلاف ألسنتكم )) يشمل أصل اللغة ويشمل اللهجات ويشمل السلامة من العيوب ويشمل العيوب أيضا ويشمل الفصاحة ويشمل الجنس يعني لا تظن أن اختلافنا اختلاف الألسنة فقط في جنس اللغة لكن في كل هذا فأجناس اللغات من آيات الله عز وجل وكون هذا الإنسان ينطق بالحروف نطقا تاما هذا من آيات الله والثاني بالعكس ينطق بها على وجه اللدغة أو يتداخل أو ما أشبه ذلك كذلك أيضا قد نقول إن من اختلاف اللسان العقل اختلاف الأصوات هذا صوته جيد وهذا حسن والآخر بالعكس كذلك أيضا من اختلاف الألسن الفصاحة وعدمه فإن من النسا يأتيه الله بلاغة في الكلام وحسن أداء حتى إنه يؤدي إليك المعنى بعبارة تفهما من أول مرة ومن الناس من يقول بالعكس فجميع ما يمكن أن يرد على اختلاف اللسان فإنه داخل في كونه من آيات الله عز وجل أما الألوان فحدث ولا حرج فإنها من آيات الله لا تكاد تجد اثنين متفقين في اللون أبدا حتى لو كانا توأمين منه ما يكون ظاهر ومنه من يكون غير ظاهر فالرجل الأبيض الأوربي أظن بينه وبين الرجل الأسود الذي على خط الاستواء بينهم فرق شاسع وما بين ذلك درجات متفاوتة لكن لا تكاد تجد اثنين على لون واحد هذا من الحكمة لأنه لولا هذا لكان الناس يختلف بعضهم على بعض ربما أمسك بواحد ويقول تعال أعطني حقي ويقول إنت فلان بن فلان لا أنا ما أكون لكن لو صار مثله بالضبط ايش يفيد ؟ ويقال أن الله جعل لكل إنسان أربعين شبيه ولكن ما أظن هذا يحصل بل إنه يقولون إن البصمات التي في الأنامل أنها تختلف كل واحد على شكل لا يوافق الآخر وهذا هو الظاهر ولهذا الآن يعتبر في التحقيقات تعتبر البصمات مما يدل على أنها تختلف قطعا وهذا مما يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى هذا الاختلاف العظيم الذي ملايين وملايين من البشر ومع ذلك كل إنسان لا يمكن يطابق للآخر من كل وجه لا بد يكون هناك علامة فرق .
شرحت لكم في الآية التي قبلها وهي قوله (( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ))