إعادة تفسير قوله تعالى : << و من ءاياته أن خلقكم من تراب ثم إذآ أنتم بشر تنتشرون >> حفظ
قال ومن آياته من للتبعيض يعني بعض آياته ومن التبعيضية قال العلماء هي التي يصح أن يحل محلها بعض وآياته جمع آية وهي العلامة أي العلامة الدالة على ما تختص به من صفات الله حسب ما سيقت له وكل شيء من آيات الله عز وجل فإنه يدل على كثير من صفات الله تعالى دلالة مطابقة باعتبار ما ذكر فيها وما ذكر فيها من الآيات ودلالة تضمن ودلالة التزام بما يلزم من وجود هذه الصفة مثلا (( من آياته أن خلقكم من تراب )) فخلقها من تراب إلى أن نكون بشرا هذا من الآيات إذ أن قلب الجماد إلى حيوان لا شك أنه من الآيات ولكن كونه دالا على القدرة والعلم والحكمة وما أشبه هذه دلالة بماذا ؟ دلالة التزام ودلالة الالتزام من أفيد ما يكون لطالب العلم إذا وفق للفهم الصحيح بما يلزم من كلامه قوله (( من آياته)) قلنا أنه من علاماته فإن قال قائل كيف تكون الأشياء علامة على الله عز وجل وهو أبين وأظهر لأن معرفته مركوزة في الفطر والعقول فما هو الجواب ؟ الجواب أن بعض الفطر قد يعتريها ما يحذفها عن الصراط المستقيم فتحتاج إلى دعم لبيان الآيات هذا واحد ثانيا أن هذه الآيات كل آية تدل على نوع خاص من صفات الله سبحانه وتعالى بخلاف العقل والفطرة فإنه يقتضي إذا وجد الخالق عز وجل من حيث الجملة أما التفصيل فلا يمكن إلا بذكر هذه الأجناس والأنواع ولهذا لا يمكن الوصول إلى الإحاطة بذات الله عز وجل ولكن لماذا نفيد ؟ بالآيات الدالة على صفاته أما عن صحتها بذات الله فهذا أمر لا ننكره ولهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال " تفكروا في آيات الله ولا تفكروا في ذات الله " (( من آياته أن خلقكم من تراب )) أن هل نجعلها مصدرية ولا مخففة ؟ مصدرية لأن المخففة هي التي تكون بعد علم أيضا في قوله (( علم أن سيكون منكم مرضى )) ومثل قوله (( فظن ألن نقدر عليه )) وأما هذه فليست كذلك وعلى هذا فتكون مصدرية (( أن خلقكم )) فتكون هي وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ ولا خبر ؟ مبتدأ والخبر قوله (( من آياته )) (( أن خلقكم من تراب )) يقول المؤلف من آياته الدالة على قدرته من آياته تعالى الدالة على قدرته والمؤلف رحمه الله قيدها بالدالة على قدرته لأنها أبرز شيء في الآيات في هذا الخلق وإلا فهو دال على الحكمة العظيمة وعلى العلم إذ لا خلق إلا بعد علم كما قال تعالى (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) (( أن خلقكم من تراب)) أي أصلكم آدم أصل هذه تفسير للكاف لقوله خلقكم يعني باعتبار أصلنا أما بالاعتبار المباشر فإن الإنسان خلق من نطفة كما قال تعالى (( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )) من تراب أي أصلكم آدم ((ثم إذا أنتم بشر )) من دم ولحم تنتشرون في الأرض ثم دالة على المهلة لأنه بعد خلق آدم لم يأتي الأولاد مباشرة بل خلق له زوجة ثم جاء من هذه الزوجة أولاد وقوله (( إذا أنتم بشر )) إذا ايش محلها من الإعراب ؟ فجائية يعني ثم صارت المفاجئة على هذا الوجه إذا أنتم بشر تنتشرون في الأرض جملة تنتشرون في محل رفع صفة لبشر وقوله إذا أنتم بشر أنتم هذه جمع وبشر مفرد لكن باعتبار الجنس وقوله (( بشر )) سمي الإنسان بشرا قيل لأن بشرته بادية إذ أن الحيوانات الأخرى على أبشارها ما يكسوها لحكمة وأما الآدمي فإن بشرته بارزة ظاهرة وقيل لأنه تبدوا على بشرته انفعالاته النفسية مثل الغضب والفرح وما أشبه ذلك فإنها تبدوا ظاهرة على وجهه وقوله (( تنتشرون في الأرض )) أي تذهبون يمينا وشمالا ولهذا بنو آدم لا شك أنهم في أول أمرهم في مكان واحد ثم انتشروا في جميع القارات على تباعد ما بينها نعم