تتمة تفسير قوله تعالى : << ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآياتٍ للعالمين >> حفظ
.... ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب والأراضين ما أقللن ) ولكن الصحيح المتفق عليه ( طوقه يوم القيامة إلى سبع أراضين ) خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم اختلاف معطوفة على خلق ومن آياته أيضا اختلاف ألسنتكم أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها صحيح أن اختلاف الألسن من آيات الله بحسب اللغات عربية وعجمية وغيرها .... إن أردنا بالعجم اسم قوم كلمة غيرها صحيحة وإن أردنا بالعجم من سوى العرب فإن قوله وغيرها ليس بصحيحة وهذا هو الأكمل أنه يقال عرب وعجم ويراد بالعرب ما سوى العجم فيشمل جميع لغات العالم ثم إن أيضا اختلاف الألسنة قد ننزله على اختلاف اللغة نفسها واختلاف النطق نفسه فأنت ترى الإنسان ينطق بخروج الهواء من الرئتين ثم من مروره على مخارج الحروف كلما مر على مخرج تغير إذا مر على مخرج الضاد صار ضادا وإذا مر على مخرج الجيم صار جيما وإذا مر على مخرج الدال صار دالا مع أن الهوى واحد ثم إنه أيضا لا يحتاج إلى عملية هل نحن الآن نجري عملية لنقل الباء إلى النون إلى القاف إلى اللام ؟ هذا هو شيء واحد ومع ذلك تجد الحروف تتنوع بمرورها على هذه المخارج فهذا أيضا من آيات الله العظيمة نعم وهي داخل في قوله (( واختلاف ألسنتكم )) وقوله وألوانكم من بياض وسواد وغيرهما هذا الصحيح اختلاف الألوان من بياض وسواد وغيرها مثل ما بين السواد والبياض يعني أبيض خالص وأسود خالص وما بينهما وغيرهما وهذا أيضا من آيات الله ولهذا لا تجد إنسانين يتفقان من كل وجه في اللون أبدا لا بد أن يكون هناك فرق من الحمرة أو إلى السواد أو إلى البياض أو يكون مثلا اللون ليس على درجة واحدة وهذا أيضا مشاهد واختلاف ألسنتكم وألوانكم وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة أول ما نشأنا من آدم وحواء ومع ذلك نختلف هذا الاختلاف العظيم في الألوان طيب لم يذكر الله عز وجل الاختلاف في الأجسام ما بين صغير وكبير لأن القدرة على خلقهم باختلاف ألوانهم أبلغ من القدرة باختلاف خلقهم على كبر أجسامهم وصغرها ولهذا ذكر الألسنة والألوان