قال الله تعالى : << ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون >> حفظ
ثم قال عز وجل (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) بإرادته من غير عمد من آياته أن تقوم نقول في إعرابها كما قلنا فيما سبق أي من آياته قيام السماوات والأرض بأمره وقوله بغير عمد بأمره بإرادته بغير عمد أفادنا المؤلف رحمه الله أن المراد بالأمر هنا الأمر الكوني لأنه قال بإرادته وإن كان في تفسير الأمر بالإرادة شيء من الشك إذا أنني أخشى من أنه فسر الأمر بالإرادة فرارا من الكلام أو من إثبات الكلام لله عز وجل لأن الأمر ولو كان كونيا يكون بالكلام (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فأخشى أن المؤلف غفر الله له أراد تفسير الأمر بالإرادة الفرار من إثبات الكلام ومعروف أن الأشاعرة لا يثبتون الكلام يالحرف والصوت وإنما يثبتون الكلام على أنه المعنى القائم بالنفس والحرف المكتوب والصوت المسموع يقولون إنه عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله وقوله (( أن تقوم )) أيضا فسره بقوله من غير عمد وهذا يدل على أنه ذهب أن المراد بالقيام هنا القيام الحسي يعني أن تبقى غير واقعة على الأرض بل هي ممسكة بأمر الله سبحانه وتعالى بغير عمد وهذا تفسير قاصر والصواب أن قيام السماوات والأرض أعم من كونه قياما حسيا أو قياما معنويا بمعنى أنه يشمل القيام الحسي والقيام والمعنوي فالسماوات قائمة بأمر الله قياما حسيا بما فيها من الانتظام بما خلق الله عز وجل من الأهداف المتضمنة للشمس والقمر والنجوم وغير ذلك وكذلك الأرض قائمة قياما حسيا بما أودع الله تعالى فيها من مصالح الخلق من أشجار ونبات وأنهار وبحار وغير ذلك هذا قيام حسي فيه أيضا قيام معنوي وهو قيام هذه بطاعة الله فإن المعاصي إفساد في الأرض كما قال الله تعال (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) فالسماوات أيضا والأرض تقوم بأمر الله الشرعي كما تقوم بأمره الكوني ولا قيام للأرض ولا للسماوات إلا بالتزام أمر الله الشرعي فحينئذ يفسر القيام بأنه قيام حسي وقيام معنوي عرفتم القيام الحسي ما هو ؟ القيام الحسي هو قيام هذه الأجرام بما فيها الأفلاك والنجوم وبما في الأرض من الأشجار والبحار وغير ذلك هذا قيام حسي القيام المعنوي أيش المراد به ؟ أن تقوم بطاعة الله عز وجل وتخلق وتقى بطاعة الله فالآية شاملة للمعنيين وعلى هذا يكون المراد بالأمر الأمر الكوني والأمر الشرعي قال (( ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )) أتى بثم بعد ذكر قيام السماوات والأرض لأن البعث متأخر ما يكون إلا بعد قيام الساعة يقول ثم إذا دعاكم الفاعل من ؟ الله عز وجل دعوة أي واحدة من الأرض إذا أنتم تخرجون من الأرض يوم ينفخ إسرائيل في الصور فيبعث من في القبور إذا أنتم تخرجون منها أحياءا فخروجكم منها بدعوة من آياته تعالى إذا دعاكم دعوة من الأرض قوله (( من الأرض )) هل تتعلق بتخرجون يعني إذا دعاكم دعوة تخرجون من الأرض أو متعلق بدعا ؟ نقول هو متعلق بدعا إذا دعاكم دعوة من الأرض وليس متعلق بتخرجون لأنه لا يتعلق ما قبل إذا الفجائية بما بعدها إذا دعاكم إذا شرطية وإذا أنتم إذا فجائية فهي نائبة مناب الفاء الواقعة في جواب الشرط قوله تعالى (( إذا دعاكم دعوة من الأرض )) يعني دعاكم منها هل دعوة الله تكون من الأرض أو إذا دعاكم من الأرض يعني أنكم أنتم في الأرض ؟ المراد هذا إذا دعاكم من الأرض مثل ما تقول دعوته من بيته ما أنا في البيت لكن هو في البيت فدعوته منه ليحضر نعم (( إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )) وهذه الآية كقوله تعالى (( فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة )) يعني على وجه الأرض إذا أنتم تخرجون هذا من آيات الله أيضا