قال الله تعالى : << وله من في السماوات والأرض كلٌ له قانتون >> حفظ
ثم قال (( وله من في السماوات والأرض )) ملكا وخلقا وعبيدا (( وله من في السماوات والأرض ))ا لضمير في له يعود على الله وهو خبر مقدم والمبتدأ منفي وتقديم الخبر كما هو معروف في علم البلاغة يفيد الحصر يعني فالله وحده له من في السماوات والأرض وقوله من في السماوات جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره
الطالب :.....
الشيخ :لا استقر لأن جار المجرور الواقع صلة للموصل تقدر بفعل بخلاف الواقع خبرا لمبتدأ فإنه يقدر بس الفرق بينهما الجار والمجرور إذا وقع صلة أو مضاف إذا وقع صلة لموصول فقدر متعلقة فعلا لأن الأصل في صلة الموصول أن يكون جملة لكن إذا وقع الجار والمجرور أو الظرف خبر المبتدأ فقدره باسم لأن الأصل في الخبر أن يكون مفردا لا جملة تقول زيد في البيت تقدره كائن في البيت يكون زيد مبتدأ وكأنه خبر لكن لو قلت زيد في البيت أي زيد استقر في البيت صار الخبر جملة والأصل في الأخبار الأصل في الخبر أن يكون مفردا كذا أما إذا قلت يعجبني الذي في المسجد ما تقول أنه الكائن في المسجد لأنك إذا قدرت الذي كائن في المسجد لزم أن تقدر مبتدأ أيضا أي الذي هو كائن في المسجد أليس كذلك ؟ لماذا يلزمك أن تقدر مبتدأ ؟ لأن صلة الموصول لا بد أن تكون جملة بخلاف خبر المبتدأ فإنه يكون مفردا مفهوم يا جماعة إذا عندما نقدر المتعلق بالجار والمجرور الواقع صلة ماذا نقدره ؟ فعلا ليكون ذلك جملة وعندما نقدر متعلق الجار والمجرور أو الظرف المبتدأ نقدره اسما نعم (( وله من في السماوات )) أي من استقر في السماوات والأرض من في السماوات من الملائكة هذا الذي نعرف والأرض من البشر والحيوان وهنا قال من تغليبا للعاقل وإلا فإن الأرض فيها العاقل وغير العاقل من في السماوات والأرض قال ملكا وخلقا وعبيدا كان الأولى أن يقدم الخلق ثم الملك ثم العبيد نعم فهل من في السماوات هو الذي يملكهم سبحانه وتعالى وهو الذي خلقهم وهو ربهم وهم عبيده له ملك السماوات والأرض ولا أحد يعارضه في ذلك كل من في السماوات والأرض كما قال الله عز وجل (( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا )) كل له قانتون مطيعون كل نعم مبتدأ وقانتون خبره والجار والمجرور له متعلق بقانتون لكنه قدم عليه للالتصاق والحصر وقوله (( كل )) التنوين هنا عوض عن مفرد كل ما جاءت كل أو بعض منونة فإنها عوض عن مفرد المعنى يعني التقدير كل من في السماوات والأرض وقوله (( له قانتون )) يقول مطيعون والطاعة هنا طاعة وخضوع للأمر الكوني وهذا شامل للمؤمن وغير المؤمن أليس كذلك ؟ والثاني طاعة وقنوت للأمر الشرعي وهذا خاص بالمؤمن وعلى هذا يكون المراد بالقنوت هنا الشرعي أو الكوني ؟ الكوني لأنه قال كل له ولا يتصور هذا إلا في الكوني فالكل خاضع لأمر الله قانت باعتبار أمره الكوني إذا أراد شيئا على من في السماوات والأرض أن يقول له كن فيكون