قال الله تعالى : << ضرب لكم مثلًا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقومٍ يعقلون >> حفظ
ثم قال تعالى (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) خذ بالكم من كلمة الحكيم وبهذا التفسير الذي فسرناها به يتبين أن المؤلف رحمه الله نعم قد قصر في تفسيرها ضرب لكم مثلا ضرب جعل لكم أيها المشركون مثلا كائنا من أنفسكم وهو ضرب لكم مثلا المثل بمعنى الشبه والنظير يعني ضرب لكم أمرا نظيرا لما فعلتم أنتم في جانب الله عز وجل ما هذا المثل ؟ (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) يقول وهو هل لكم مما ملكت مما أي من الذي ملكت أيمانكم أي من مماليككم من شركاء لكم كلمة من شركاء إعرابها أنها مبتدأ دخل عليها حرف من لأجل العموم ولكنه قد يشكل علينا أن ما تزاد إلا بعد النفي ابن مالك ايش يقول في هذه المسألة ؟ "وزيد في نفي وشبهه فجر نكرة كما لباغ من مطر " اللي معنى الآن من شركاء قلنا أن من هذه زائدة إعرابا ولكنها في المعنى لها معنى وهي التنصيص على العموم وذكر ابن مالك أنها لا تزاد إلا بعد نفي وشبهه اللي معنا الآن شبه نفي نعم لأنه استفهام بمعنى النفي يعني ما لكم من ملكت أيمانكم من شركاء وقوله (( من شركاء )) أي مشاركين لكم فيما رزقناكم من أموال وغيره فأنتم وهم فيه سواء هذه قوله (( فأنتم فيه سواء )) ليست عائدة على النفي لكنها عائدة على المنفي يعني فهل أنتم سواء فيما رزقناكم تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ؟ أي أمثالكم من الأحرار والاستفهام بمعنى النفي المعنى ليس ما لا يكونوا شركاء لكم إلى آخره عندكم فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء لكم قوله (( تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )) يقول المؤلف رحمه الله أي أمثالكم من الأحرار فجعل الأنفس هنا بمعنى الجنس لأن النفس كما تقدم تأتي بمعنى الجنس يعني يقول هل هؤلاء المماليك شركاء لكم في رزقكم من الأموال والأولاد ومساوون لكم وتخافونهم كما تخافون من أنفسكم ويش الجواب ؟ لا فإذا كان كذلك فلماذا تجعلون هذه الأصنام شركاء مع الله وهي مخلوقة له مملوكة مربوبة له إذن المثل واضح جدا في أن هؤلاء المشركين يفرقون بين المتماثلين أليس كذلك ؟ فكما أنكم الآن بإقراركم أن عبيدكم لا يساوونكم في المنزلة ولا يشاركونكم في الرزق فكذلك أيضا ما يملكه الله عز وجل من هذه الأصنام وغيرها لا يساوون الله تعالى في المنزلة ولا يشاركونه في الحقوق وهذا مثل ظاهر جدا نعم مثاله من أنفسنا نحن هذا رجل يؤدب ولده إذا أخطأ فقال له بعض الناس ليش تأدب ولدك ليش تضربه ليش تنهره ماذا يقول لهم ؟ يقول ألست تفعل بولدك مثل هذا ايش الجواب ؟ الجواب بلى إذن كيف تلومني على شيء تفعله أنت ؟ هذا الذي ذكر الله عنهم يقال لهم كيف تجعلون مع الله شريكا فيما يستحقه وحده وأنتم لا تجعلون لأنفسكم شريكا من عبيدكم فيما تختصون به من الرزق والعجيب أن هذه الآية استدل بها من يرون الاشتراكية أول ما ظهرت الاشتراكية في العالم العربي بدأوا يأتون بالنصوص المتشابهة وقالوا هذه الآية صريحة في الاشتراكية طيب كيف ذلك ؟ قال لأنه يقول فأنتم فيه سواء شوفوا كيف التلبيس وهذه ما هي على ما أراد هذه داخلة في النفي يعني لستم فيه سواء أليس كذلك ؟ هذا معنى الآية لكن دائما أهل الباطل يلبسون لباطلهم بالمتشابه من النصوص وهذه من حكمة لله عز وجل أنه في النصوص أشياء متشابهة ليضل بها من يضل هذه وجدتها من السماء ماءا إلى آخره