فوائد قوله تعالى : << وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ........ >> حفظ
ثم قال (( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيد وهو أهون عليه )) يستفاد من هذه الآية الكريمة أن الخلق حادث بعد أن لم يكن ولا لا ؟ الخلق حادث بعد أن لم يكن من أين يؤخذ ؟ ((وهو الذي يبدأ الخلق )) فيكون في الآية رد لقول الفلاسفة القائلين بقدم العالم والصواب أن العالم حادث بعد أن لم يكن نعم لقوله ( هو الذي يبدأ الخلق )) ومن فوائد الآية الكريمة إثبات إعادة الخلق لقوله (( ثم يعيده )) ومن فوائدها أيضا استعمال قياس الأولى وأظنكم تعرفون قياس الأولى في الفقه في أصول الفقه الاستدلال بالنظير على نظيرة هذا قياس مساواة والاستدلال على الشيء بما هو أولى نعم على الشيء الذي يكون أولى من المقيس عليه يسمونه قياس الأولى فهنا في الآية استعمال قياس الأولى من أين تؤخذ ؟ قوله (( وهو أهون عليه )) إعادته فإنه إذا كان قادرا على الابتداء فهو على الإعادة من باب أولى
الطالب :على أحد الوجهين يا شيخ
الشيخ :ايه نعم على ما مشى عليه المؤلف طيب ومن فوائد الآية إثبات كمال الصفات لله لقوله (( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) ومن فوائدها الرد على أهل التعطيل الذين ينكرون صفات الله عز وجل فإن الذين ينكرون صفات الله ما جعلوا له المثل الأعلى بل جعلوه موصوفا بالنقائص والعياذ بالله سواء كان هذا التعطيل كليا أم جزئيا لأنه إن كان كليا كما فعل الجهمية وسلبوه جميع الصفات وكذلك المعتزل قالوا له أسماء بدون صفات فلاحظ أنهم سلبوا الكمال عن الله أما إذا كان جزئيا كما فعل الأشاعرة والماتريدية ونحوهم فإن هذا فيه سلب الكمال عن الله فيما وصف به نفسه ولا لا استوى على العرش الاستواء صفة كمال وهم يقولون استوى بمعنى استولى فلم يجعلوا للعرش الخصيصة بالاستواء عليه لأن الله كان مستول على كل شيء وكذلك أيضا إذا قالوا أن المراد بالآيات خلاف الظاهر فإنهم وصفوا الله عز وجل بالنقص كيف ذلك ؟ لأن إرادة المتكلم بكلامه خلاف الظاهر بدون بيان يعتبر تدليسا وتمويها والله عز وجل ما أنزل القرآن إلا للبيان نعم (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم )) (( يبين الله لكم أن تضلوا )) (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس )) والآيات في هذا كثيرة فإذا قلنا أن الله أراد بهذا خلاف الظاهر فهذا وصف له بالتعمية سبحانه وتعالى وأنه لا يريد البيان وهذا لا شك أنه نقص ولهذا نقول إن جميع من أنكروا صفات الله عز وجل كلية أو جزئية فإنهم قد صفوا الله سبحانه وتعالى بالنقص واضح يستفاد من هذه الآية الكريمة أن كل صفة وصف الله بها نفسه فهي صفة كمال ولا لا ؟ من أين تؤخذ ؟ وله المثل فإذا أثبت لنفسه صفة علمنا أنها صفة كمال الرحمة أثبتها الله لنفسه صفة كمال ولا نقص ؟ كمال لكنها عند أهل التعطيل من المحرفين هي صفة نقص يقولون إن الرحمة تدل على الخور والضعف ولهذا رحمة الله لا يراد بها الرحمة وإنما يراد بها الإحسان أو يراد الإحسان يفسرونها إما بالجزاء المفعول المخلوق وإما بإرادته وعلى هذا فقس هل يستفاد من هذه الآية الكريمة استعمال قياس الأولى في حق الله ؟ وأن نقول كل صفة كمال في المخلوق فالخالق أولى بها ؟
الطالب :نعم
الشيخ :أي نعم شيخ الإسلام رحمه الله يقرر هذا لأنه استعمال قياس الأولى في حق الله جائز أما قياس التمثيل وقياس الشمول فهذا ممتنع لأنه هو التشبيه فإذا قلنا كل صفة كمال في المخلوق نعم فالخالق أولى بها صح لكن يجب أن نعلم أن صفات المخلوق الكاملة التي تكمل نقصه كاملة في حقه لكن لتكميل نقصه هذه لا يوصف الله بها يعني هي كاملة في حق المخلوق لكن لتكميل نقصه فإن الخالق لا يوصف بها لأنها وإن كانت كاملة فهي في الواقع نقص مثل الأكل والنوم والنكاح وما أشبه هذا هذه الصفات في حق المخلوق ايش ؟ صفة كمال لأن الذي لا يأكل معناه مريض والذي لا ينام معناه مريض والذي لا يتزوج معناه مريض فوات هذه الصفات نقص في المخلوق لكنها لما كانت تكميلا لنقصه صارت لا يوصف بها الخالق نعم لحاجة الإنسان للأكل صار يأكل واللي ما يشتهي ولا يأكل آخره الموت وكذلك لما كان الإنسان يتعب ويحتاج إلى صفة تقطع هذا التعب (( وجعنا النوم سباتا )) صار النوم في حقه كمالا وكذلك لما كان الإنسان محتاجا إلى بقاء النسل والنوع فإن النكاح في حقه كمالا وفي الحقيقة تكميل للنقص لكن لا يوصف الله به عز وجل لأن الله كامل من جميع الصفات نعم .
الطالب :سبق قلنا أن الصفات توقيفية ولو فتحنا هذا الباب كما قال شيخ الإسلام فربما الإنسان يقيس بعقله ويخطئ .....
الشيخ : وهذا يرد علينا لكن نقول كل صفة كمال من حيث العموم والجنس أما أن نقول كل صفة كمال في المخلوق نثبتها للخالق هذا لا يمكن لا يستقيم لكن من حيث الجنس كل صفة كمال في المخلوق فالله أولى بها .
الطالب :.....
الشيخ : هو مؤيد وله المثل الأعلى مثل قلنا المقصود الجنس أما كل صفة مثلا لا يمكن .
الطالب :المثل الأعلى فيما ورد من الصفات ....
الشيخ : لا مطلقا حتى مثلا الأشياء التي قد لا قد تكون موجودة في النص يعني من صفات الله يعني قصدي أنها من الكمال والله تعالى متصف بها
الطالب :....
الشيخ :لا ممكن الصفات الخبرية قد تكون في الصفات الخبرية أنها تمتنع أن يقاس الله بالخلق ولا قياس الأولى كالعين واليد وما أشبه ذلك فهذه قد نقول أنها ما يمكن أن نقيس قياس الأولى فالأذن في المخلوق كمال لكنها في الخالق ما تثبت له لأنها ما ورد به الشرع طيب ويستفاد من الآية الكريمة إثبات العزة لقوله العزيز وإثبات الحكمة الحكيم وإثبات الحكم أيضا من قوله الحكيم طيب يستفاد من هذه الآية الكريمة إثبات الحكمة قطع الاعتراض عن الخلق والشرع أو على الخلق والشرع بمعنى أنك ما تعترض على خلق الله أو على شيء وإنما تسلم كيف ذلك ؟ لأنك إذا آمنت بالحكمة أن الله تعالى حكيم فحينئذ ينقطع الاعتراض نهائيا ما تقول لما ولا من أين إلا على سبيل الاسترشاد ومن فوائد الآية الكريمة اطمئنان الإنسان التام لما قدر الله تعالى وشرعه حيث إنه صادر عن الحكمة نبدأ الدرس الجديد الآن