قال الله تعالى : << بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علمٍ فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين >> حفظ
(( بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين )) قوله تعالى (( بل اتبع )) هذه للإضراب والإضراب هنا انتقالي وليس ابطاليا ووجه ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما بين هذه الآيات الدالة على قدرته على أنه إله واحد لا شريك له بضرب المثل الأخير المثل الذي لا ينازع فيه إلا مكابر المثل الأخير ما هو ؟ أنه كيف تجعلون لله شريكا هو يملكه الله يملكه فهل لكم أنتم شركاء في أموالكم من مماليككم الجواب لا إذن فإنه يدل على أن الله لا شريك له بعد هذا بين عز وجل أن الذين خرجوا عن لذلك وأنكروا البعث وأنكروا الوحدانية أنهم ليسوا على حق وأنما هم ظالمون ولهذا قال (( بل اتبع الذين ظلموا أهوائهم )) نعم قوله (( الذين ظلموا )) قال المؤلف في الإشراك وهذا تخصيص في غير محله والظاهر لي أن المؤلف خصصه مراعاة للمثل الذي قبله لأن المثل الذي قبله واضح في أن الغرض منه إبطال الشرك ولكن لو قيل أنه يشمل هذا وغيره من الظلم كإنكار البعث مثلا إنكار البعث لا شك أنه ظلم لأنه يستلزم تكذيب الله عز وجل كما ثبت في الحديث القدسي أن تكذيب الله أن الله تعالى يعيده كما بدأه وقد سبق ذكره فيكون المراد بالظلم هنا الإشراك وغيره مما ظلموا فيه أنفسهم وقوله (( أهوائهم )) جمع هوى والهوى في الأصل الميل ثم إنه لا يطلق في الغالب إلى على الهوى المذموم فيقال اتبع هواه دون هدى وقد يأتي للهوى المحمود كما في الحديث وإن كان فيه ضعف (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )) فهنا الهوى التابع لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لا شك أنه هوى محمود وقوله (( أهوائهم بغير علم )) يعني أن هذا الإتباع ليس مبنيا على علم بل هو مبني على الجهل والضلال فيمن كانوا جاهلين وعلى الاستنكار والعناد فيمن كانوا معاندين فالذين اتبعوا أهوائهم اتبعوها بغير علم إذا كانوا جاهلين فالأمر ظاهر أنه لا علم لهم بإتباع أهوائهم لكن إذا كانوا معاندين فهل نقول إنهم بغير علم الجواب نعم نقول أنهم بغير علم لأن من استكبر وعاند الحق فإنه كالجاهل بما يستحقه الرب عز وجل فهو في الحقيقة غير عالم بل الجاهل خير منه فإذا قال قائل كيف يصح نفي العلم مع وجوده قلنا كما يصح نفي السمع مع وجوده ونفي البصر مع وجوده لمن لم ينتفع به أليس الله يقول (( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )) وقال (( صم بكم عمي فهم لا يرجعون )) أو لا يعقلون المهم أن نفي العلم لمن لم ينتفع به صحيح كنفي السمع عمن لم ينتفع به الحاصل أن المتبعين لأهوائهم ينقسمون إلى قسمين قسم جاهل حقا بنى هواه على الضلال ويمكن أن نمثل لهؤلاء بمن ؟ بالنصارى فإن النصارى ضالون وقسم آخر مستكبر معاند فهذا في الحقيقة لا علم عنده وإن كان له علم فإنه لا ينفعه بل ضره كاليهود قال الله عز وجل (( فمن يهدي من أضل الله )) فمن يهدي من اسم استفهام والمراد بالاستفهام هنا النفي وقد سبق لنا قاعدة أن الاستفهام إذا جاء بمعنى النفي صار حسين يجيب من يعرف ؟ صار مشربا بالتحدي لأنه سيقول من يفعل كذا أعظم مما قلت لا أحد يفعلها كأنك تقول هذا أمر لا يمكن فإن كنت صادقا فأرني من يفعله فإذا جاء الاستفهام بمعنى النفي صار أبلغ من النفي المجرد لأن الاستفهام بمعني النفي مشرب معنى التحدي وقوله (( من أضل الله )) الله فاعل أين المفعول ؟ المفعول محذوف والتقدير من أضله الله وهذا المفعول هو عائد موصول والعائد الموصول الذي يعود إليه (( فمن يهدي من أضل الله )) قال المؤلف أي لا هادي له فسر الاستفهام بالنفي أي لا هادي له وهو حق ولكن كما قلت أبلغ من النفي المجرد ثم قال (( وما لهم من ناصرين )) مانعين من عذاب الله الظاهر أن الواو هنا للاستئناف لأن جملة الخبرية والتي قبلها إنشائية من إنشائية صحيح ولا لا ؟ الاستفهام من قسم الإنشاء كما قرأنا في البلاغة أو ما يدرس في الليل لا يعطى في النهار نعم طيب (( وما لهم من ناصرين )) يعني أن هؤلاء الذين اتبعوا أهوائهم بغير علم مستحقون للعذاب ولن يجدوا أحدا ينصرهم منه أي من العذاب أي يمنعهم وقوله (( وما لهم من ناصرين )) النفي هنا مؤكد بمن الزائدة الداخلة على قوله (( ناصرين )) وأصل الكلام بدون هذه أن يقال وما لهم ناصرون أسأل الآن هل ما هنا حجازية أو عربية ؟ الطالب :عربية
الشيخ :عربية اه
الطالب :حجازية
الشيخ :حجازية ترى الحجازي معناه الذي يختص به الحجازيون والعربي الذي فهي حجازية ولا عربية ؟
الطالب :عربية
الشيخ :عربية لماذا لاختلاف التركيب لأن خبرها قدم ولا تكون حجازية إلا إذا كانت مرتبة الاسم قبل الخبر وما لهم من ناصرين
الشيخ :عربية اه
الطالب :حجازية
الشيخ :حجازية ترى الحجازي معناه الذي يختص به الحجازيون والعربي الذي فهي حجازية ولا عربية ؟
الطالب :عربية
الشيخ :عربية لماذا لاختلاف التركيب لأن خبرها قدم ولا تكون حجازية إلا إذا كانت مرتبة الاسم قبل الخبر وما لهم من ناصرين