تفسير قول الله تعالى : << فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها >> حفظ
إليه وعما في وظائفه أليس كذلك ولهذا حذف المتعلق بالاسم ليكون شاملا للميل إلى الدين والميل عن الدين نعم وأصل الحنف ميل الرجل ، الرجل المائلة تسمى حيفا فالحنيف معناه المائل عن إلى ولا لا ؟ عن الشرك إلى التوحيد وعن المعصية إلى الطاعة وقوله أي أخلص نيتك لله أي أخلص دينك لله أنت ومن تبعك أخلص دينك لله هذا تفسير معنوي لقوله أقم وجهك ولو جعل أعم من ذلك لكان أولى لأن إقامة الوجه تشمل الإخلاص وتمام الإتباع لأن إقامة الوجه نحو الشيء يستلزم متابعته وعدم المخالفة فيكون شاملا لإخلاص النية والإتباع الذين هما أساس العمل كل عمل لا ينبني على الإخلاص والمتابعة فهو باطل لأنه إذا فقد الإخلاص صار شركا وإن فقد الإتباع صار بدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) وهذا للإخلاص وقال ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وهذا للإتباع قال وقوله (( أنت ومن اتبعك )) أتى المؤلف بقوله وما اتبعك لأنه سيأتينا وصف مذموم نعم وهو قوله (( منيبين إليه واتقوه )) إلى آخره ولا يمكن أن تكون الحال المجموعة للمفرد لأن الحال وصف فكما لا يخبر عن الواحد بالجمع لا تجعل الحال جمع لواحد وما ذهب إليه المؤلف صحيح من وجهين أولا مراعاة اللفظ الآتي والثاني أن الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم خطاب له ولأمته لأن زعيم القوم يوجه إليه الخطاب الموجه للجميع يقول مثلا الركن في الجيش يقول للقائد اذهب إلى الجبهة الفلانية من يريد ؟ القائد ومن معه لا يريده وحده فالخطاب لزعيم قوم خطاب للجميع الله عز وجل يوجه خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو والأمة الدليل على هذا قوله تعالى (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) الخطاب مفرد يا أيها النبي وبعده إذا طلقتم مو بوحده هو بل كل الأمة ويدل لذلك أيضا قوله تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) فنحن لنا فيه أسوة فنحن له تبع إذن وجه كون الخطاب لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة له وجهان الوجه الأول أن خطاب الزعيم خطاب له ولمن تبعه بدليل (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن )) الوجه الثاني أننا مأمورون باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام فكل خطاب له يؤمر به أو ينهى عنه فإننا تبع له في ذلك والفرق بين الوجهين ظاهر لأنه على الوجه الأول يكون تناول الخطاب لنا أصلا مع الرسول صلى الله عليه السلم وعلى الوجه الثاني يكون الخطاب لنا عن طريق التبعية نعم قال تعالى (( فطرة الله )) خلق الله (( التي فطر الناس عليها )) وهي دينه (( فطرة الله التي فطر الناس عليها )) وهي دينه أي ملزمون قوله (( فطرة )) البحث فيها من وجهين الوجه الأول من حيث الرسم ، الرسم غير جار على القواعد المعروفة لا في الرسم العثماني ولا في الرسم الحاضر وجه ذلك يار رشيد ايش وجه ذلك ؟
الطالب :....
الشيخ :أن التاء مطلقة فطرة وهي مربوطة لأنها مفرد والمفرد تكون التاء به مربوطة وليس في القرآن فطرة مربوطة إلا هذه هي مفتوحة ولا مطلقة
الطالب :مفتوحة
الشيخ :عجيب كأن الفتح ضد الكسر احنا انسميها مربوطة ومطلقة
الطالب : الفتح ضد الإغلاق
الشيخ :طيب وايش اتسمونها
الطالب :مربوطة
الشيخ :ويش ضد الربط
الطالب :الإطلاق
الشيخ :الإطلاق طيب على كل حال هذا لأن حتى القرآن يتبع فيه الرسم العثماني واستطابا في البحث اختلف العلماء رحمهم الله هل يجوز للإنسان أن يكتب المصحف على غير الرسم العثماني أو لا يجوز فمنهم من قال أنه جائز لأن الرسم العثماني هو عبارة عن شكل وصورة ولو كان الرسم العثماني في ذلك العصر على غير هذا الوصف لكتب القرآن به أليس كذلك ؟ إذن فخضوعه للرسم العثماني في ذلك الوقت ليس على سبيل أنه نزل على هذا الوجه لكن على سبيل أن الرسم في ذلك الوقت كان على هذه الصورة ولا شك أنه لو كان على الصورة الموجودة حاليا لا شك أنه سيكتب عليها ولا لا ؟ مثلا الصلاة الصورة الحالية بعد الصاد لا ألف لكن القاعدة الحاضرة الأن لا ألف لكن على الرسم العثماني لام واو الصلاة مأمنة الزكاة مفتوحة الربا بالواو مع أنها على الرسم الموجود بالألف الحاصل أننا نقول أن بعض العلماء يقول أنه يجوز أن يكتب القرآن على القواعد المعروفة حاليا تعليلهم لأن هذا الرسم شكل صادف أنه في ذلك الوقت على هذا النحو فكتبوه وليس القرآن نازلا مكتوبا بهذا لو كان نازلا مكتوبا بهذا لقلنا ربما لا يجوز لكن هذا اصطلاح وإذا كان اصطلاحا فكل ما يتأدى به الغرض فإنه يجوز ومنهم من يقول إنه لا يجوز مطلقا أن يخالف الرسم العثماني وأنه يجب أن يبقى الرسم حتى لو رسمته للصبيان على الصبورة يجب أن يكون بالرسم العثماني احتراما للقرآن ومنهم من فصل وقال إن المبتدأ يجوز أن نرسمه له بحسب القواعد المعروفة عنده وغيره لا يجوز قالوا لأن المبتدأ يحتاج إلى تعليم لو أنك كتبته بالرسم العثماني للمبتدأ وكتبت يمحق الله الربا ماذا يقرأها ؟ يمحق الله الربوا أليس كذلك ؟ الزكاة يقول الزكوت الصلاة الصلوت وما أشبه ذلك بخلاف الإنسان العالم فإنه يكتبه بالرسم العثماني وأيا كان هذه الأقوال أيا كان صحيحا فإن ما يفعله بعض الناس اليوم من جعلهم يكتبون القرآن على صورة النقوش يجعلونها في براويز أيهم أحسن نقشا فإن هذا محرم على كل الأقوال لأنه أصبح الآن إذا عملنا هذا العمل كأننا جعلنا القرآن وشيا وتطريزا فتضيع قيمته وأقبح من ذلك أن يجعل على صورة إنسان نعم فقد شاهدت في تقويم العتيري صورة إنسان بآية من القرآن الرأس والرجلين كأنه جالس مفترش مضادة ظاهرة ومحادة لله ورسوله الصورة محرمة كيف تكتب بها القرآن والحاصل أن الناس نسأل الله لنا ولهم الهداية صاروا يبالغون في أشياء تضرهم ما تنفعهم بالنسبة للقرآن الكريم نعم .الطالب :....
الشيخ : نعم نعم صحيح ولكن الذين يقولون بالجواز يقولون نحن نكتبها على قراءة واحدة والقراءة ضبطت
الطالب :....
الشيخ :ما سمعت والخلاف في هذا مشهور والبحث الثاني في قول فطرت الله ما الذي فطرها ؟ فطرت الله الذي نصبها فعل المحذوف قدرها المؤلف بقوله ألزموا فطرت الله ومثل هذا الإنسان يقولون أنه منصوب على الفطرة فهو إذن أبلغ من ذكر العامل الذي هو ألزم حذفه أبلغ لأنه إذا وجد العامل تقيدت الجملة به لكن إذا حذف العامل صارت الجملة صاحة له ولسواه مما يمكن أن يتسلط على العمول ألزموها اعتنوا بها تمسكوا بها وما أشبه ذلك ولهذا يقولون إنه منصوب على الإغراء وهو المبالغة في الحث نعم وثالثا فطرة كلمة فطرة .... مشتق من فطر الشيء أي ابتدعه على غير مثال سابق كما في قوله تعالى (( الحمد لله فاطر السماوات والأرض )) أي مبدعهما على غير مثال سابق هذه الفطرة أبدعها الله عز وجل في الإنسان نعم أو في الناس كما في نفس الآية على غير مثال سابق ولهذا قال فطرة الله خلقته التي فطر الناس عليها وهي دينه
الطالب :....
الشيخ :لا البدع والفطر بمعنى واحد قال وهي دينه أو الزموها التي فطر الناس عليها وهذه الآية شاهد للحديث ( كل مولود يولد على الفترة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) لو أن المخلوق ترك وفطرته ما عبد إلا الله ولهذا البهائم العجم التي ليس لها من يغريها أو يخرقها هل يمكن أن تعبد اللات والعزى والشمس والقمر؟ الجواب لا ولا نعم ؟ لا لأن الله يقول (( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا )) فأصل الخلق مفطور على تسبيح الرب عز وجل الخالق لكن من أعطى العقول هم الذين ربمال ينحرفون لأن لهم إرادات واتجاهات بخلاف من ليس له إلا العقل المعيشي فإنه لا ينطبق عليه الفطرة ولهذا البهائم العجم كما قلت تعرف خالقها وفاطرها ولا تسبح إلا الله نعم وقوله التي فطر الناس عليها