تفسير قول الله تعالى : <<لا تبديل لخلق الله ذلك الدين ولكن أكثرالناس لا يعلمون >> حفظ
قال (( لا تبديل لخلق الله )) لدينه أي لا تبدلوه بأن تشركوا
الطالب :.... تعريف الفطرة ويش معتاه
الشيخ :هو الذي ذكرناه قبل قليل الفطرة معناها وجود الشيء أو إيجاد الشيء على غير مثال سبق والمراد بالفطرة هنا توحيد الله ودين الله
الطالب :....
الشيخ :مثل ما قال المؤلف وقوله (( لا تبديل لخلق الله ))لا تبديل كلنا يعرف أنه نفي لأن لا نافية للجنس فهل هو باق على كونه نفيا لفظا ونوعا أو أنه نفي لفظا خبر معنى المؤلف مشى على الأخير وأنه نفي بمعنى النهي أي لا تبدوا هذه الفطرة بالإشراك والنفي يأتي بمعنى النهي كثيرا مثل
الطالب :....
الشيخ :لا قال الله تعالى (( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه )) لأنه فيها تفسيران على ما تقدم أحدهما أنها بمعنى النهى أي ليس فيه ريب ولا شك والثاني بمعنى النهي لا ترتابوا فيه مثل قوله (( وأن الساعة آتية لا ريب فيها )) هذه لا تبديل لخلق الله أي لا تبدلوا خلق الله بالإشراك بل أقيموا وجوهكم حنفاء ويجوز أن يكون نفيا على ظاهره وأنه لا أحد يبدل خلق الله كما في قوله تعالى (( لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)) ويكون المعنى أن الأمر بيد الله عز وجل فمن شاء هداه بقى على فطرته ومن شاء أن يضله أضله فلا أحد يستطيع أن يبدل خلق الله نعم وإنما الذي بيده الأمر هو الله وعلى هذا فيكون في الآية وجهين الوجه الأول أنها خبر بمعنى النهي والثاني أنه خبر على بابه وعلى الأول الأمر ظاهرأى المعنى ظاهرا أي لا تبدلوا وإنما المعنى على الإشراك وعلى الثاني يكون وجهه أن هذه الفترة التي فطر الله عليه ا الخلق لا يستطيع أحد أن يبدلها بل الذي يبدلها هو الله فمن أراد الله هدايته لم يضله أحد ومن أراد الله إضلاله لم يهده أحد لاسيما وأن المقام قبل هذا (( فمن يهدي من أضل الله )) طيب من جملة أخبار التبديل ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) وذكر الأبوين ليس على سبيل الحصر وإنما هو على سبيل التنظير والتمثيل يعني أن من يتصل بهذا الإنسان نعم يجعله يهوديا أو نصرانيا وكم من إنسان تنصر لا عن طريق الأبوين ولكن عن طريق الجلساء والرفقاء ومن ثم حذر النبي عليه الصلاة والسلام من قرين السوء ورغب في الجليس الصلاح وقال ( إن مثل الجليس الصالح كحامل المسلك إما أن يحذيك أو يبيعك أو تجد منه رائحة طيبة وجليس السوء إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) .
الطالب :....
الشيخ : لا أى ما كان المؤمن هذه بمعنى أنه ممتنع غاية الامتناع لأنه ما كان وما ينبغي وما أشبه ذلك من القرآن تأتي بمعنى ممتنع غاية الامتناع (( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم )).