الفوائد المستنبطة من قوله تعالى : << ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركآء في ما رزقناكم فأنتم فيه سوآء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الأيات لقوم يعقلون >> حفظ
قال (( ضرب لكم مثلا من ما ملكت أيمانكم .......)) إلى آخره من فوائد الآية الكريمة رحمه الله تعالى بخلقه بضرب الأمثال لهم ليصلوا إلى الكمال والهدى ومن فوائد الآية أيضا بلاغة القرآن في ضرب الأمثال وهو أسلوب من أساليب اللغة العربية في منتهى البلاغة ومن فوائد الآية الكريمة أن المناداة بجهل هؤلاء المشركين وعنادهم كيف ذلك ؟ لأنهم جعلوا لله شركاء من مملوكين وعنادهم لأنهم لأن الأمر واضح لهم ولهذا قال (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) ومع هذا عاندوا وأصروا على الشرك حتى أنهم في تلبيتهم يقولون لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك شوف الجهل ومن فوائد الآية الكريمة أن العبيد لا يملكون ....
الطالب :....
الشيخ :نفي المشاركة وجه ذلك أنه إذا انتفت مشاركة أسيادهم في أموالهم فغيرهم من باب أولى وانفرادهم أيضا من باب أولى إذا كان لا يمكن المشاركة مع أتباعهم فالغير من باب أولى والذي لا يملك المشاركة لا يملك الإنفراد الطالب :....
الشيخ :ما فيه محل يملك المشاركة لكن الذي لا يملك المشاركة مع سيده وهو أقرب من غيره لا يملك طيب هذا مع أنه جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من دعا عبد وله مال فماله للذي باعاه ) قال فماله للذي باعاه ولا تظن أن هذا من باب التنافر حيث أضاف المال إليه من باب الإيداع ماله للذي باعاه كيف هذا ؟ يقول لأن الإضافة هنا ما هي للتمليك ولكنها للاختصاص كما تقول سرج الدابة وزمام الدابة وحجرة الدابة وما أشبه ذلك وما تملكها ومن فوائد الآية ما استدل به أهل الاشتراكية حيث قالوا إن الآية تدل على ثبوت الاشتراكية لقوله فأنتم فيه سواء وهو رد عليهم الرد عليهم معلوم لا يصح أن يستدل بالشيء الذي استدلوا على نفي الصفات بقوله (( ليس كمثله شيء )) ما فيها دليل يعني ما فيها دليل على ثبوت الاشتراكية خلافا لمن قال ذلك بل فيها دليل على نفي الاشتراكية لأن قوله (( فأنتم فيه سواء )) من مشمول النفي هل لكم يعني ما يمكن أن يكون هكذا أي نعم .... فالمملوك لا يمكن أن يكون شريكا ومن فوائد الآية الكريمة أن هذا القرآن مفصل للآيات لقوله (( كذلك نفصل الآيات )) ومن فوائدها أيضا أنه لا يدرك هذا التفصيل إلا أهل العقل الدليل (( لقوم يعقلون )) ومن فوائدها مدح العقل لأن به يدرك الإنسان فهذا التفصيل الذي يفصله الله عز وجل طيب ومن فوائد الآية الكريمة إثبات عظمة الله لقوله (( نفصل )) لأن نفصل أي نحكم وهذه لا تكون إلا للمعظم نفسه أو الذي معه غيره وكونه معه غيره ممتنع فيكون دالا على التعظيم ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن المعبود من دون الله ملك لله نعم لأن الله قال (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم )) ولا شك أن كل ما في السماوات والأرض فهو ملك لله ومن فوائد الآية الكريمة أيضا أن الرزق لا ينال بالكسب وإنما هو فضل من الله لكن له أسباب لا شك مثل غيره من الأمور كلقوله من شركاء فيما رزقناكم لكن هذا الرزق له أسباب شرعية وأسباب كونية فمثلا من الأسباب الشرعية انتقال المال بالإرث واستحقاق الفقير من الزكاة وما أشبه ذلك والأسباب الكونية أن الإنسان يسعى لحراثة الأرض والبيع والشراء وما أشبه هذا ثم قال تعالى (( فأقم وجهك للدين حنيفا )) .
الطالب :....
الشيخ : أي نعم من فوائد الآية الكريمة إثبات القياس وجه ذلك ضرب المثل نعم (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم )) ومنها أيضا أن كون القياس دليلا هو من طريق العقل لقوله (( لقوم يعقلون )) ولأن إلحاق الفرع بالأصل وهو القياس يحتاج إلى علة جامعة تدرك بالعقل طيب إذا قال قائل إذا قلتم إن القياس طريق القياس هو العقل فكيف يصح أن يكون دليلا شرعيا ؟ فالجواب أن الشارع اعتبره وجعله دليلا شرعيا بدليل ضرب الأمثال وقوله (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولوا الألباب ))